تشاوش أوغلو يلتقي بخريجي الجامعات التركية الفلسطينيين في رام الله

وكالة الأناضول للأنباء
رام الله
نشر في 25.05.2022 09:49
جانب من اللقاء الأناضول جانب من اللقاء (الأناضول)

التقي وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو بعدد من خريجي الجامعات التركية الفلسطينيين.

وقد رحب رئيس جمعية "خريجي تركيا" محمود مطر، في كلمة له خلال اللقاء الذي عقد في فندق ميلينيوم برام الله، بوزير الخارجية التركي والوفد المرافق له الثلاثاء.

وقال مطر: "هذه الزيارة تسعدنا، وتعبر عن عمق الروابط بين الشعبين الفلسطيني والتركي، وتعزز الروابط التاريخية بين الشعبين".

وأضاف مخاطبا الوزير: "هناك المئات من خريجي الجامعات التركية في فلسطين، يعملون في مختلف المناصب، مما يدلل على قوة التعليم في تركيا، وهذا فخر لنا كما هو فخر لتركيا".

وتابع: "نحن الخريجون السفراء الحقيقيين وبشكل دائم".

وقدم خريجو تركيا هدية للوزير، وهي عن لوحة خشبية رسم عليها مُصلى قبة الصخرة.

وقال تشاوش أوغلو مخاطبًا الفلسطينيين الذين تخرجوا من جامعات تركية: "تبنون جسر الصداقة بيننا وبين فلسطين الشقيقة".

وأضاف: "نرى فيكم سفراء دائمين لتركيا هنا، ونحن متحدون قلبا وقالبا مع فلسطين، وبما أنكم تتحدثون التركية فإننا تربطنا بكم وحدة اللغة أيضا".

وأعرب عن سعادته برؤية زيادة عدد الطلاب الأجانب الذين يدرسون في تركيا.

وفيما يتعلق بالمنح الدراسية التي تقدمها تركيا، أوضح تشاوش أوغلو أن فلسطين تأتي دائمًا بين أول 5 - 6 دول.

وتابع: "قدمنا منحًا دراسية لـ 2155 طالبًا فلسطينيًا للدراسة في تركيا، فيما يبلغ عدد الطلاب الحاصلين على منح دراسية حاليا 571، قدمنا منحا دراسية لـ 214 فلسطينيا في عام 2021 وحده".

وأعرب وزير الخارجية عن رغبته في تعزيز العلاقات الثقافية بين تركيا وفلسطين.

وقال: "نعطي أيضًا دروسًا في اللغة التركية لـ15 دبلوماسي فلسطيني شاب، سندافع عن القضية مع هؤلاء الأشقاء الدبلوماسيين، فالدفاع عن فلسطين والفلسطينيين مهمة المسلمين والإنسانية جمعاء".

واختتم الوزير حديثه بالقول: "فلسطين جزء لا يتجزأ من تاريخنا وثقافتنا وقيمنا وحضارتنا".

ووصل وزير الخارجية التركي في وقت سابق من الثلاثاء، إلى مطار بن غوريون الدولي، في تل أبيب، وتوجّه مباشرة إلى مدينة رام الله للقاء مسؤولين فلسطينيين.

وعقد اجتماعا مع الرئيس محمود عباس، في مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله، سبقه لقاء مع نظيره رياض المالكي؛ كما ترأس اجتماعا للجنة الوزارية التركية الفلسطينية المشتركة.

ووقّع تشاوش أوغلو ونظيره الفلسطيني رياض المالكي، 6 اتفاقيات، تبعها توقيع 3 اتفاقيات من قبل مسؤولين من الجانبين.

وشملت الاتفاقيات مذكرة تفاهم بخصوص التعاون في مجالات البروتوكول والبيئة والمياه والقضاء، وتبادل وثائق الأرشيف التابعة للأوقاف في فترة الدولة العثمانية.

كما وقّع البلدان مذكرة تفاهم بخصوص التعاون في تأهيل الشرطة والاعتراف المتبادل برخص القيادة واتفاقية البلد المضيف بين وقف المعارف التركي والحكومة الفلسطينية، ومذكرة تفاهم بين وزارة الريادة والتمكين الفلسطينية، ورئاسة دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتنميتها التركية.

وقال تشاوش أوغلو، في مؤتمر صحفي مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي، الثلاثاء، في مدينة رام الله، إن دعم بلاده للقضية الفلسطينية منفصل تماما عن علاقاتها بإسرائيل.

وأضاف أن تركيا ستواصل "التنسيق مع الجانب الفلسطيني لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، ودعمنا للقضية الفلسطينية منفصل عن علاقتنا مع تل أبيب".

وأكد أن تركيا ستواصل "الوقوف إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين في كفاحهم من أجل دولة مستقلة ذات سيادة".

وأوضح أن الجميع يعلم الأهمية التي توليها أنقرة للقضية الفلسطينية، وأنهم يعملون جنبًا إلى جنب مع المالكي في هذا الاتجاه.

وأشار إلى أن هذه الأهمية للقضية الفلسطينية تظهرها جميع الفئات في تركيا، وأنها قضية تلقى دعم جميع الأحزاب السياسية في بلادنا.

ولفت تشاوش أوغلو إلى أن "الخطوات أحادية الجانب والاستيطان غير القانوني والإخلاء القسري، دمّر أرضية السلام".

وشدد على أن إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية أمر ضروري، وأنه لا ينبغي لأحد أن يبتعد عن رؤية حل الدولتين.

وذكر أن الأحداث في المسجد الأقصى تؤلم جميع المسلمين، متمنيا الرحمة لجميع الإخوة الفلسطينيين الذين فقدوا أرواحهم في الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.

وأوضح الوزير التركي أنه سيزور إسرائيل الأربعاء، لمناقشة القضية الفلسطينية مع المسؤولين هناك، فضلا عن العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية.

وشدد على أن سياسة تركيا تجاه فلسطين لا يمكن تغييرها، مشيرا أن المباحثات التركية الإسرائيلية تساهم بشكل كبير في تخفيف التوتر، وجعل القضية وصوت الفلسطينيين مسموع بشكل أكبر.

وحول الاتفاقيات التسع الموقعة بين الجانبين، قال تشاوش أوغلو إنها ستنقل العلاقات التركية الفلسطينية إلى نقاط أفضل في مختلف المجالات.

وأشار إلى وجود تعاون وثيق بين تركيا وفلسطين وتقارب بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والفلسطيني محمود عباس.

وأضاف أن تركيا شريك تجاري لفلسطين وأنه بحث مع نظيره زيادة التبادل التجاري بين البلدين إلى ملياري دولار.

ولفت إلى أن العجز في الميزان التجاري بين البلدين هو لصالح تركيا، وأن أنقرة ستبذل قصارى جهدها لزيادة صادرات فلسطين إلى تركيا.

وأوضح أن تعزيز البنية التحتية الاقتصادية لفلسطين سيزيد من رفاهية الشعب الفلسطيني الذي يعيش في ظل الظروف الصعبة، مشيرا أن الرئيس أردوغان أعطى التعليمات اللازمة للوزراء والمؤسسات التركية المعنية بهذا الخصوص.

وأضاف أن مجلس الوزراء التركي في اجتماعه الإثنين، ناقش موضوع إنشاء المنطقة الصناعية الحرة في جنين بالضفة الغربية.

وكشف أن وزير التجارة التركي محمد موش سيزور فلسطين يومي 29-30 يونيو/ حزيران المقبل لمناقشة العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

كما ذكر أنهم يريدون زيادة التعاون مع فلسطين في مجال التعليم، مشيرا إلى أن وقف المعارف التركي سيدعم التعليم في فلسطين بالاتفاقية الموقعة اليوم.

بدوره، ووصف وزير الخارجية الفلسطيني زيارة تشاوش أوغلو إلى الأراضي الفلسطينية بأنها "مهمة للغاية"، وقال في ذات المؤتمر الصحفي مع نظيره التركي، إنهما تباحثا في "الهم العام وأوضاع القضية الفلسطينية".

وأضاف المالكي: "شرحت للوزير الأوضاع في الأرض الفلسطينية، وما ترتكبه إسرائيل من جرائم حرب يومية بحق الشعب الفلسطيني، وتحدثنا في العلاقات الثنائية بكثير من التفاصيل".

وتابع: "لمسنا اهتماما كبيرا من الجانب التركي، وهناك توافق بكل القضايا التي تم طرحها"، وأشار إلى أن هذا التوافق "يعكس التطور السياسي بين البلدين على أعلى المستويات".

وقال: "نحن ننطلق من قاعدة قوية أصيلة في العلاقات الثناية، ونعمل على تطويرها ومأسسة العلاقات السياسية وباقي الجوانب".

وتابع المالكي: "الاجتماع بين أصدقاء وأخوة، وكان هناك انسجام وتوافق في كافة القضايا، وهناك اهتمام من قبل الوزير بما يعانيه الشعب الفلسطيني وكفاحه من أجل الاستقلال".

وقال: "استمعنا إلى ما يعزز موقفنا وتقويته في مواصلة النضال من أجل تحقيق الحرية".

ووصف المالكي اجتماعات اللجنة المشتركة "بالناجحة"، وقال: "اتفقتا على عقد الجولة الثالثة منها العام القادم".

وتضم اللجنة الوزارية الفلسطينية التركية المشتركة المُشكّلة منذ العام 2010، ممثلين عن مؤسسات ووزرات تركية وفلسطينية، وعَقدت اجتماعها الأول في العاصمة التركية أنقرة.