"الممر الأوسط" المار من تركيا بديل قوي للتجارة العالمية وسط حرب أوكرانيا
- ديلي صباح, إسطنبول
- May 11, 2022
قال وزير النقل والبنية التحتية التركي عادل قره إسماعيل أوغلو، إن الحرب الروسية الأوكرانية والتوترات في المنطقة تعني مشاكل على طول الممر الشمالي المستخدم لنقل البضائع المتبادلة دولياً، ما يجعل الممر الأوسط الذي يشمل تركيا بديلاً قوياً من حيث التكلفة والوقت.
ومن المعروف أن الممر الشمالي يمر من الصين عبر روسيا للوصول إلى أوروبا، لكن الممر الأوسط الذي يعد أيضاً جزءاً من مشروع طريق الحرير الحديث، أقصر في المسافة من الممر الشمالي وأيضاً من طريق التجارة الجنوبي عبر قناة السويس.
وأوضح الوزير قره إسماعيل أوغلو أن الممر الأوسط هو بديل قوي للممر الشمالي من حيث المسافة والوقت، مستشهدا بالأرقام قائلاً:" إذا اختار قطار الشحن الذي يغادر من الصين إلى أوروبا، الممر الأوسط وتركيا فإنه يسافر 7000 كيلومتر في 12 يوماً مقارنةً بمسافة 10.000 كيلومتر ووقت سفر لا يقل عن 15 يوماً في حال سلك طريق الممر الشمالي، أما إذا اختار نفس القطار الممر الجنوبي، فإنه سيسافر عندها 20.000 كيلومتر بالسفينة فوق قناة السويس كي يصل إلى أوروبا في 45 إلى 60 يوماً".وأضاف أن هذه الأرقام توضح مدى فائدة تأمين الممر الأوسط في التجارة العالمية بين آسيا وأوروبا.وفي حديثه أمام الجمعية العامة لاتحاد طرق النقل الدولية عبر قزوين.
وقال الوزير إن الحضارات القديمة أسستها دول أقامت طرقاً تجارية هامة، وشغلتها لمصالحها التجارية، فطريق الملك، الذي يبدأ من غرب الأناضول ويستمر شرقاً ويمتد إلى الخليج الفارسي، وطريق التوابل من الشرق الأقصى إلى أوروبا، وطريق الحرير من الصين إلى أوروبا، منعت التجارة من أن تقتصر على منطقة معينة عبر التاريخ وساعدت في انتشارها إلى قارات مختلفة حول العالم.
وأكد الوزير أنه تم إحياء طريق الحرير التاريخي من خلال طريق الحرير الحديدي، والهدف من ذلك هو تطوير وتسهيل وزيادة حجم التجارة بين آسيا وأوروبا بفضل استثمارات البنية التحتية والنقل الجديدة.
كما لفت إلى أن تركيا حافظت على ميزة موقعها لعدة قرون حيث تقع البلاد وسط 3 قارات، وعلى تقاطع أحواض مائية هامة مثل البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط، مشيراً أن تركيا تقع على العديد من طرق التجارة الهامة في قلب جغرافيا تشمل 38 تريليون دولار من الناتج القومي الإجمالي و 7 تريليون دولار من حجم التجارة.
وأوضح قره إسماعيل أوغلو كذلك أن تركيا تقوم باستثمارات كبيرة منذ فترة طويلة لتصبح قوة لوجستية عالمية عظمى في الممر الأوسط الذي يغطي 4.5 مليار من سكان العالم، و 30% من الاقتصاد العالمي.
وفي تأكيده على الأهمية الكبيرة التي توليها أنقرة لاتحاد طرق النقل الدولية عبر قزوين والذي يساعد تركيا على زيادة إمكاناتها، قال الوزير التركي: "الاتحاد يسهل التجارة في منطقة قزوين بقراراته وممارساته، ويزيد من تنقل البضائع وجاذبية الممر الأوسط ".
وأشار إلى أن تركيا عززت كفاءتها في الممر الأوسط من خلال خط سكة حديد باكو- تبليسي- قارص مضيفاً أنه تم نقل 1.7 طن من البضائع منذ افتتاحه في أكتوبر/تشرين الأول 2017 وحتى نهاية أبريل/نيسان.
وأضاف:"هدفنا الرئيسي لطريق باكو - تبليسي - قارص هو تشغيل 1500 كتلة من القطارات سنوياً وتقليل وقت السفر البالغ 12 يوماً بين الصين وتركيا إلى 10 أيام"، وأكد قره إسماعيل أوغلو أنه سيتم زيادة التنقل على طول الممر الأوسط مع وصلات الموانئ البحرية بالإضافة إلى السكك الحديدية، وأردف:"لا شك أن الممر الأوسط سيكون من خلال التعاون المنسق بين دول المنطقة، أحد أهم روابط التجارة العالمية".
وختم الوزير بالقول إنه تم إيلاء أهمية أكبر للسكك الحديدية بسبب التحول في طرق التجارة العالمية، والأهداف المستقبلية لتركيا والأهمية الموضوعة على السكك الحديدية في إطار الاتفاقية الخضراء التي تهدف إلى جعل أوروبا خالية من الكربون بحلول عام 2050. كما زادت البلاد حصة السكك الحديدية في النقل من 5% إلى 22% في إطار الخطة الرئيسية للنقل والخدمات اللوجستية.