حول العلاقات التجارية بين تركيا والإمارات

شهدت العلاقات التركية الإماراتية تطوراً كبيراً خلال الفترة القصيرة الماضية، خاصة على المستويين السياسي والاقتصادي، مع فتح صفحة جديدة بزيارة ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أنقرة في نوفمبر/تشرين الأول الماضي، وستتوج بزيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الإمارات اليوم الإثنين.

وتُعبر الزيارة -التي تستمر ليومين- عن مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، فهي ستشهد توقيع 12 اتفاقية في مجالات مختلفة من بينها الدفاع والاستثمار والصحة والزراعة والنقل، بهدف تعزيز وتطوير الأجواء الإيجابية في العلاقات التركية الإماراتية.

سجل التبادل التجاري بين البلدين

تربط تركيا والإمارات علاقات تجارية واستثمارية قوية، بُنيت على مدار سنوات طويلة لكنها نمت وتطورت خلال العقدين الماضيين، كما أنها لم تتأثر بالأزمات السياسية التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة.

شهد عام 2021 انخفاضا في حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة وصلت إلى 9 بالمئة مقارنة بعام 2020، حين بلغ 7.5 مليارات دولار.

وخلال العام الماضي زادت الصادرات التركية إلى الإمارات بنسبة 91 بالمئة، وبلغت قرابة 5.2 مليار دولار، بينما تراجعت الواردات الإماراتية إلى تركيا بنسبة 58 بالمئة، وبلغت 2.4 مليار دولار.

وعلى مدار السنوات الماضية، شهد عام 2017 أعلى حجم للتجارة الثنائية وبلغ 14.7 مليار دولار، احتلت خلالها قطاعات الأحجار الكريمة والمعادن النفسية واللؤلؤ والمجوهرات المقلدة الصدارة في الصادرات والواردات، وبيعت منتجات تركية بقيمة 3.1 مليار دولار لدولة الإمارات، فيما اشترت تركيا منتجات إماراتية بقيمة 1.7 مليار دولار.

ووفق وزارة الخارجية التركية، شهد عام 2018 تبادلا تجاريا بقيمة 7.6 مليار دولار، بينما سجل العام الذي يليه 7.3 مليارات دولار، وعام 2020 زاد ليصل إلى 8.9 مليار دولار.

ووفقا لهذه الأرقام، تحتل الإمارات الأولى عربياً من حيث قيمة وتنوع الاستثمارات في تركيا، والـ 12 عالمياً كأكبر مستورد للسلع التركية، والتاسعة كأكبر مصدر للسوق التركية.

الاستثمارات الأجنبية في تركيا

أوضحت البيانات الرسمية الصادرة عن معهد الإحصاء التركي، أن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تركيا خلال الفترة من يناير/كانون الأول 2002 حتى نهاية عام 2020 بلغت نحو 165 مليار دولار أمريكي.

وبلغ مجموع الاستثمارات الخليجية في نفس الفترة الزمنية السابقة 11.4 مليار دولار، استحوذت الإمارات على المرتبة الأولى بين الدول الخليجية كأكبر مستثمر في تركيا بقيمة بلغت 4.3 مليار دولار، تلتها قطر والمملكة العربية السعودية.

وتتركز الاستثمارات الإماراتية في تركيا، بالبنوك والتمويل والطاقة المتجددة والتكنولوجيا والعقارات، والمراكز التجارية والفنادق والمنتجعات السياحية، إضافة إلى الصناعات الغذائية والدوائية والطبية، والسلع الاستهلاكية الخدمات اللوجستية والموانئ.

في مقابلها ترتكز الاستثمارات التركية بالإمارات على الإنشاءات والبناء والتجارة.

وتعد الأحجار الكريمة والمعادن والآلات من أهم الصادرات التركية، أما الذهب والألومنيوم والزيوت المعدنية والحديد والنفط المجوهرات والمواد الكيمائية من أبرز الصادرات الإماراتية.