بدا واضحاً على المستويين الرسمي والشعبي احتفاء دولة الإمارات بزيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التي بدأها للدولة الخليجية الإثنين.
وهو ما تجلى في إضاءة برج خليفة في مدينة دبي بعلم تركيا، واستقبال ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بنفسه للرئيس أردوغان في المطار على عكس البروتوكول المتبع في استقبال كبار الزوار، بجانب تحليق طائرات نفاثة من سلاح الجو الإماراتي، ترحيبا بالضيف التركي.
وانتشرت الأعلام التركية على جنبات بعض الطرق الرئيسية في أبو ظبي، ولاسيما الطريق المؤدي إلى قصر الوطن.
وفي هذا القصر، جرت مراسم الاستقبال، وبدأت بعزف النشيدين الوطنيين لتركيا والإمارات.
وبعد المراسم، انتقل أردوغان وابن زايد إلى اجتماع على مستوى الوفود، يليه توقيع اتفاقيات، ثم اجتماع ثنائي.
ومن المقرر، أن يشارك الرئيس التركي في مأدبة عشاء رسمية يقيمها ابن زايد على شرفه عقب الاجتماع.
** صفحة إيجابية
ووفق المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور محمد قرقاش، عبر "تويتر"، فإن "زيارة الرئيس أردوغان إلى الإمارات والتي تأتي بعد زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى تركيا تفتح صفحة إيجابية جديدة في العلاقات الثنائية".
وأضاف أنها "تنسجم مع توجه الإمارات نحو تعزيز جسور التواصل والتعاون الهادفة إلى الاستقرار والازدهار في المنطقة".
وتابع أن "الإمارات مستمرة في تعزيز قنوات التواصل مع مختلف الدول حرصا منها على دعم استقرار وازدهار المنطقة ورفاه شعوبها".
** أهم تطور سياسي
وقال الباحث وأستاذ العلوم السياسية الإماراتي، الدكتور عبد الخالق عبد الله، في تغريدة له: "شاركت هذا الأسبوع في حوار مع خبراء من الإمارات وتركيا، بالتزامن مع زيارة الرئيس أردوغان للإمارات".
وأوضح أن هذا الحوار "أكد أن عودة العلاقات الإماراتية التركية أهم تطور سياسي حدث خلال2021، والمطلوب مستقبلا ليس تقوية العلاقات التجارية القوية أصلا، بل تقوية الشراكة السياسية الاستراتيجية بين البلدين".
** شراكة مع حليف قوي
وأشاد محمد الحمادي، رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتيين، في مقابلة على تلفزيون "الإمارات"، بزيارة الرئيس التركي قائلا إن "شراكة الإمارات مع تركيا شراكة مع حليف قوي، وزيارة الرئيس أردوغان بداية لحقبة جديدة بين البلدين".
وقال على راشد النعيمي، رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية بالمجلس الوطني الاتحادي (السلطة التشريعية)، في تصريح لتلفزيون "الإمارات"، إن "العلاقات التركية الإمارات تُتوج بزيارة الرئيس أردوغان، وهي بداية سياق جديد في المنطقة، حيث يستطيع البلدان التعاون لتحقيق أهداف مشتركة تخدم مصالحهما".
** احتفاء بالتركية
على المستوى الشعبي، بثت وكالة الأنباء الإماراتية، مساء الإثنين، مقطعا مصورا باللغة التركية لمواطنين إماراتيين من شرائح عمرية مختلفة، احتفاءً بزيارة الرئيس أردوغان.
وقالوا بالفيديو: "أهلا وسهلا، علاقة الإخوة تجمع بين الإمارات وتركيا، تجمعنا المحبة، ويجمعنا المستقبل المشرق والعلاقات الطيبة، الإمارات ترحب بكم، سعداء بحضوركم".
وتستمر زيارة الرئيس أردوغان حتى الثلاثاء، ويرافقه فيها وفد كبير من بين أعضائه وزراء الخارجية والداخلية والمالية والتجارة والصناعة والتكنولوجيا والنقل والبنى التحتية والثقافة والسياحة والزراعة والغابات، بالإضافة إلى رئيس هيئة الصناعات الدفاعية.
وهذه الزيارة هي الأولى من جانب الرئيس التركي للإمارات منذ عام 2013، وتأتي عقب زيارة ولي عهد أبوظبي لتركيا في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، والتي شهدت توقيع اتفاقيات عديدة، لاسيما في الجانب الاقتصادي.