سعياً للاستقلال الكامل… شركة تركية تنتج أجزاء محظورة لدعم الصناعات الدفاعية المحلية

بعض منتجات شركة ريبكون (تصوير AYŞE BETÜL BAL)

بعد أن بدأت كمركز للبحث والتطوير، تقوم شركة "ريبكون" Repkon التركية ومقرها إسطنبول، بإنتاج المكونات الرئيسية لصناعة الدفاع التركية التي كانت تُستورَد سابقاً من الخارج، ولكنها تخضع الآن لحظر وقيود أخرى. وهي بمنتجاتها المحلية تعزز تجاوز العقبات التي تعترض هذا القطاع، في طريق يطوي المسافات بسرعة نحو الاستقلال الكامل.

ومع أكثر من 40 عاماً من الخبرة في صناعة تشكيل المعادن، تقوم شركة "ريبكون" لصناعة وتجارة المعدات الصناعية الثقيلة، بإنتاج تقنيات هامة من الناحية الإستراتيجية مثل آلات تشكيل التدفق وآلات تشكيل القص والغزل الحار والمكابس المقاومة للانفجار وغيرها. ولا توفر الشركة هذه التقنيات الحيوية لقطاع الدفاع المحلي فحسب، بل تقوم أيضاً بتصديرها إلى الخارج، وأصبحت الولايات المتحدة واحدة من أسواقها الرئيسية.

وفي مقابلة معه أجرتها صحيفة ديلي صباح صرح "أوغور جيم غوربينار" رئيس تطوير الأعمال واتصالات الشركات في "ريبكون"، أن الشركة ركزت في البداية على إنتاج الأجزاء التي خضعت لحظر توريد رسمي أو غير رسمي. مثل تقنية "التدفق" المملوكة لأربع دول فقط هي الولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا وتركيا.

وقال إن امتلاك هذه التكنولوجيا أمر بالغ الأهمية إذ يتم تطبيقها بشكل خاص في إنتاج الأجزاء الحساسة المستخدمة في أجسام الصواريخ.

وقال "غوربينار" إن لدى الشركة حالياً آلات تنتج أجزاءً خاصة للصواريخ والمقذوفات يتراوح قطرها بين 122 و300 ملم وقطر يصل إلى 650 ملم.

وأضاف: "نحن في الأساس شركة لتصنيع الآلات الصناعية، لكننا ندعم أيضاً الإنتاج الضخم بالطلبات الواردة مؤخراً".

وتعمل الشركة في عدة مجالات في قطاع الدفاع، بما في ذلك إنتاج الرؤوس الحربية وأجسام الصواريخ وأسلحة المدفعية من العيار الثقيل ومدافع الهاون وأسلحة الدفاع الجوي والأسلحة المضادة للطائرات ومضادات السفن، إلى جانب إنتاج قذائف الرصاص وآلات إنتاج الهياكل المعدنية الاسطوانية (سبطانات القاذفات) والذخائر المضادة للدبابات. إضافةً إلى خطوط الإنتاج وآلات إنتاج هياكل الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى والمكابس وخطوط الإنتاج المقاومة للانفجار.

وتعليقاً على عمليات الشركة، أشار "غوربينار" إلى أنه بعد منع تركيا من استيراد "سبطانات القاذفات" أثناء عمليات مكافحة الإرهاب في العراق وسوريا، بدأت "ريبكون" العمل على تطوير المنتجات المحظورة فأنتجت أسطوانة قاذفة قنابل آلية 40 ملم في غضون عامين.

موضحاً أن إجمالي 500 قاذفة قنابل آلية 40 ملم طورتها الشركة، موجودة الآن في مخزون القوات المسلحة التركية.

وقال "غوربينار" إن الشركة الآن في وضع يمكنها من التصدير حتى إلى الولايات المتحدة، الدولة التي فرضت الحظر في البداية على تركيا، مشدداً على أن هذا بحد ذاته يُظهر المدى الذي وصلت إليه "ريبكون" في "قصة نجاحها".

وبهدف القضاء على التهديد الإرهابي لتنظيم بي كا كا الدموي بشكل كامل، نفذت تركيا عمليات عسكرية عبر الحدود عدة مرات، ما أدى إلى خنق العصابة الإرهابية شمال العراق. وفي العامين الماضيين، أدت العمليات المكثفة في المنطقة ذاتها إلى تدمير أوكار الإرهابيين في متينا وعواشين باسيان والزاب وغارا. وبعد التخلص من نفوذ التنظيم في هذه المناطق، سعت تركيا إلى تطهير قنديل وسنجار ومخمور التي توصف بأنها "الهدف الرئيسي" للتخلص من الإرهاب.

كما اتخذت القوات المسلحة التركية كل الإجراءات اللازمة لأمن الولايات الحدودية والمناطق الواقعة خارج الحدود، أي مناطق شمال سوريا التي تم تطهيرها من الإرهابيين ولكنها لا زالت تتعرض للاستهداف والتسلل من وقت لآخر من ميليشيات ي ب ك/بي كا كا.

كما شنت القوات التركية 3 عمليات في السنوات الخمس الماضية، وقامت بتأمين مئات الكيلومترات من الشريط الحدودي ودفعت تعزيزاتها نحو 30 كيلومتراً داخل شمال سوريا.

وهكذا تمكن الجيش التركي من القضاء على مئات الإرهابيين في سوريا وشمال العراق من خلال العمليات التي كانت فيها صناعة الدفاع المحلية ومنتجاتها عالية الأداء وذات المستوى العالمي، أقرب حليف وداعم للجيش.

وفي العمليات التي استهدفت إرهابيي داعش وقوات نظام بشار الأسد وميليشيات ي ب ك، التي تعتبرها الولايات المتحدة حليفاً رئيسياً، استفادت تركيا بشكل كبير من معداتها الدفاعية المنتجة محلياً، ووفرت طائرات بيرقدار تي بي 2 القتالية المسيرة سيطرةً ملحوظةً. وبفضل هذه الطائرات بدون طيار لم يتبق للإرهابيين مكان للاختباء بعدما دمرت المسيرات أوكارهم باستخدام الذخيرة الذكية جنباً إلى جنب مع الطائرات المقاتلة التي لم تدخل المجال الجوي السوري ولكنها ساعدت الطائرات بدون طيار من بعيد، بدعم من وحدات الحرب الإلكترونية.

وفي الوقت نفسه، تم استخدام طائرات الهليكوبتر أتاك التابعة لشركة صناعة الطيران التركية، في العمليات العسكرية في العراق. كما تم استهداف الإرهابيين الذين يحاولون الفرار من المناطق التي لا يمكن الوصول إليها بالمروحيات المحلية.

وقد دفعت هذه العمليات في الواقع، بقطاع الطيران التركي إلى دائرة الضوء.

ومضى "غوربينار" يقول إن بعض الأجزاء المطلوبة في قطاع الطيران، مثل أعمدة المروحيات واجهت أيضاً حظراً شرساً، وبالتالي نشأت الحاجة إلى إنتاج المعدات داخلياً، ما دفع شركة "ريبكون" لدخول هذا المضمار.

وفي إطار مشروع طورته الشركة مع شركة صناعة الطيران التركية، قال "غوربينار" إن "ريبكون" تمكنت من إنتاج شفرات المروحيات محلياً من الألومنيوم، وتم تركيبها بالفعل على الطائرات الموجودة الآن في مخزون الجيش.

وباستخدام تقنية تشكيل التدفق، تنتج الشركة حالياً أكثر من مجرد أعمدة للمحركات النفاثة ومروحيات طائرات الهليكوبتر، إذ تقدم مجموعة كبيرة من المنتجات النوعية، بما في ذلك أسطوانات الطائرات وخزانات الضغط والعوادم.

وتابع مسؤول الشركة موضحاً أن تركيا لا تستطيع الحصول على آلات حقن الأسطوانات المعدنية التي تستخدم كأجسام للقاذفات، وكانت صناعة الأسلحة المحلية تستوردها من الخارج سابقاً، بما في ذلك الآلات نفسها وقطع غيارها وخدماتها، بسبب قيود التصدير الرسمية أو غير الرسمية.

إلا أن شركة "ريبكون" باتت قادرةً اليوم على تصنيع خطوط إنتاج يمكنها تشكيل الأسطوانات المعدنية بأقطار مختلفة. مضيفاً: "يمكننا دعم شركات صناعة الأسلحة المحلية والأجنبية بالإنتاج الضخم".

كما تطرق "غوربينار" إلى صادرات الشركة وخططها في المستقبل القريب للتوسع في الأسواق العالمية، فيما توفر "ريبكون" خطوط إنتاج لسلسلة قنابل MK، مشيراً إلى أنهم وقّعوا مؤخراً عقداً لخط إنتاج كامل لقنابل MK-81 وMK-82 وMK-83 وMK-84 و105 و155 ملم من خلال اتفاقية حكومية دولية مع بنغلاديش، لافتاً إلى أن موعد التسليم يقترب.

وأشار إلى أن الشركة التي يمكنها التصدير إلى "الدول الصديقة والحليفة"، لديها حالياً علاقات تجارية مع أوكرانيا، مضيفاً أنها تلمس أيضاً اهتماماً كبيراً من السوق الأمريكية.

وقال "غوربينار": "التقنيات التي طورناها لا يمكن مقارنتها في السوق العالمية"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة حيث تحضر شركته المعارض كل عام، ودول جنوب شرق آسيا هي السوق الرئيسي لهم ولكنهم سيتواجدون في أوروبا أيضاً.

وأضاف: "نحن على اتصال مع فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وكذلك مع بعض دول الشرق الأوسط ودول الخليج والجمهوريات التركية".

وحول آثار جائحة كوفيد-19 على القطاع والصادرات، قال المسؤول إنه بدلاً من الركود والاستكانة، سعت الشركة جاهدة لتلبية احتياجات الإنتاج.

وختم حديثه بالقول: "صناعتنا لم تتوقف أبداً، إنها ماضية بسرعة".

بقلم: عائشة بتول بال AYŞE BETÜL BAL

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.