بمناسبة زيارة الرئيس أردوغان إلى توغو التي يصلها اليوم الثلاثاء، في إطار جولة إفريقية تستمر لأربعة أيام استهلها بأنغولا وتشمل توغو ونيجيريا،
نورد نبذة عن جمهورية توغو،
تطل توغو على خليج غينيا في غرب إفريقيا، وتوفر فرصًا مهمة للمستثمرين الأجانب من خلال مينائها في العاصمة لومي وبحثها عن شركاء جدد.
وتوغو، المجاورة لبنين وبوركينا فاسو وغانا، ثالث أصغر دولة في غرب إفريقيا، بعد غامبيا وغينيا بيساو، بمساحة 57 ألف كم مربع.
يبلغ عدد سكان هذه الدولة نحو 8 ملايين نسمة ولغتها الرسمية هي الفرنسية، إلى جانب وجود أكثر من 40 لغة محلية.
في توغو، يشكل المسيحيون حوالي 43 في المئة من السكان، و14 في المئة من المسلمين، و35.6 في المئة من أتباع الديانات المحلية.
ميناء العاصمة لومي واحد من أكثر الموانئ أهمية في غرب إفريقيا، علمًا أن طول الشريط الساحلي لتوغو لا يتجاوز 55 كيلومترا.
وتمنع معوقات أبرزها عدم الاستقرار السياسي لدى الجيران والعقوبات التجارية، وعدم كفاية البنية التحتية للموانئ، توغو من التحول إلى "مستودع" مهم للتجارة في المنطقة.
وتقع توغو في منطقة جغرافية واستراتيجية مميزة عند تقاطع "طرق التجارة الدولية" إضافة إلى أنها عضوة في اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، التي تشرف على سوق عمادها 1.2 مليار نسمة بقيمة 3 تريليونات دولار.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية لميناء لومي الذي تديره مجموعة "بولور" الفرنسية، 1.5 مليون حاوية، ويبرز كثاني أكبر ميناء عبور (ترانزيت) في إفريقيا جنوب الصحراء وخامس أكبر ميناء في القارة.
- رحلات جوية من لومي إلى 24 وجهة
تعزز لومي موقعها كونها "نقطة عبور" من خلال تعزيز قطاع النقل الجوي أيضًا والرحلات المباشرة إلى العديد من البلدان في المنطقة.
تأسست شركة الطيران الوطنية التوغية "أسكي" في 2007 بالعاصمة لومي، وبدأت أولى رحلاتها الجوية عام 2010.
كما تنظم الشركة رحلات مباشرة من لومي إلى 24 وجهة في المنطقة، تشمل عواصم رئيسية مثل أبيدجان (ساحل العاج)، وباماكو (مالي)، وبانغي (غامبيا)، وداكار (السنغال).
ونظرًا للطلب المتزايد على الخدمات التي توفرها الشركة، بدأت "أسكي" توسيع أنشطتها لتصل إلى البرازيل من خلال رحلات مشتركة (رحلات الرمز المشترك) مع الخطوط الجوية الإثيوبية.
وبعد وقف الرحلات بين توغو والصين بسبب تفشي فيروس كورونا، بدأت البلاد البحث عن وجهات جديدة في مجالات التعاون التجاري أبرزها تركيا.
وفي هذا السياق، تشير التقديرات إلى أن حجم التجارة بين تركيا وتوغو سيزداد بشكل كبير في حال بدء الخطوط الجوية التركية رحلات مباشرة إلى لومي.
- البحث عن شركاء جدد
خضعت توغو عبر تاريخها لسيطرة ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا، على التوالي، هذه القوى الاستعمارية التي سيطرت على البلاد ومعظم أنحاء القارة الإفريقية.
ورغم أن النفوذ الفرنسي في توغو لا يزال مستمراً لأنها القوة الاستعمارية الأخيرة التي حكمت البلاد، إلا أن لومي ما فتئت تبحث عن شركاء جدد لتعزيز تعاونها التجاري والاقتصادي مع دول العالم.
وبذلت توغو منذ عام 2014 عدة محاولات لتصبح عضوًا في رابطة الشعوب البريطانيّة (دول الكومنولث)، وذلك للاستفادة من أواصر التعاون مع الدول الأعضاء وصندوق التعاون الفني التابع للرابطة والذي يوفر دعمًا اجتماعيًا واقتصاديًا كبيرًا للدول الأعضاء.
بدورها، تنفذ الصين التي تمتلك علاقات تجارية قوية مع توغو منذ قرابة 50 عامًا، مشاريع كبرى في البلاد مثل تجديد المطار الدولي في العاصمة، وتجديد القصر الرئاسي والطرق السريعة.
- رابع أكبر منتج للفوسفات في العالم
يستحوذ قطاع الزراعة على حوالي 60 في المئة من القوى العاملة، وتشكل المنتجات الزراعية مثل الكاكاو والبن والقطن 20 في المئة من عائدات الصادرات.
ويعتبر الحجر الجيري والرخام أيضًا من الموارد الطبيعية المهمة التي تدعم قطاع الصادرات في البلاد، إضافة إلى أن توغو هي رابع أكبر منتج للفوسفات في العالم.
تشغل دول مثل بوركينا فاسو وبنين والهند والنيجر وغانا موقع الصدارة في قائمة الدول المستوردة من توغو، كما تتصدر الصين وفرنسا والولايات المتحدة وهولندا قائمة الدول المصدّرة لتوغو. فيما بلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا وتوغو حوالي 90 مليون دولار.
- آخر سفارة افتتحتها تركيا في إفريقيا
وفي أول زيارة رسمية لمسؤول تركي، أجرى وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو إلى توغو في 20 يوليو/ تموز 2020.
وبعد زيارة تشاوش أوغلو، افتتحت أنقرة سفارتها لدى لومي في 1 أبريل/ نيسان 2021، وتم تعيين إسراء دمير أول سفيرة تركية لدى توغو.
ساهم افتتاح السفارة التركية في لومي في اكتساب العلاقات الثنائية زخماً كبيرًا، وتزايد أعداد الزيارات الرسمية بين مسؤولين البلدين.
وفي هذا الإطار، شارك رئيس توغو فور غناسينغبي، بمراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عام 2014.
كما أجرى وزير الخارجية التوغولي روبرت دوسي، أول زيارة رسمية إلى تركيا، في 2 يونيو/ حزيران 2021، وشغلت تلك الزيارة التي استمرت نحو أسبوع، اهتمام الأوساط الإعلامية والرسمية في البلدين.
وشهدت أنقرة تنظيم لقاء جمع وزير الأمن والدفاع المدني في توغو، دامهام يارك، مع وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، في 23 يونيو الماضي.
فيما أجرت وزيرة الدفاع في توغو، إيسوسيمنا مارغريت غناكاد، لقاءً مع نظيرها التركي خلوصي أقار، في 10 يوليو/ تموز الماضي، بمشاركة وزير مالية توغو ساني يايا وقائد القوات الجوية العميد تاساونتي دجاتو.
- زيارة ثانية لوزير خارجية توغو في أقل من شهرين
وبعد زيارته الأولى في 2 يونيو 2021، أجرى وزير خارجية توغو دوسي زيارة ثانية إلى تركيا، التقى مع نظيره تشاوش أوغلو في أنقرة في 26 يوليو الماضي. وحظيت الزيارة الثانية لدوسي إلى تركيا بتغطية واسعة في الصحافة بتوغو.
كما أجرى رئيس توغو غناسينغبي، محادثة هاتفية مع نظيره التركي في 12 أغسطس/ آب الماضي، أعقبتها بعد أقل من أسبوع زيارة الوزيرة غناكاد، إلى تركيا، ضمن مشاركتها في أعمال النسخة الـ 15 من معرض الصناعات الدفاعية الدولي بمدينة إسطنبول، بين 17 ـ 20 من الشهر نفسه، حين التقت مع نظيرها أقار.
ويجري الرئيس أردوغان زيارة رسمية إلى توغو اليوم ستكون الأولى على مستوى رئاسة الجمهورية التركية.
ومن المتوقع أيضًا أن تشهد لومي انعقاد منتدى الأعمال بين توغو وتركيا في يناير/ كانون الثاني المقبل.