صحيفة لوموند تفند مواقف ماكرون المعادية لأردوغان وتبرز أخطاءه في أفريقيا
- وكالة الأناضول للأنباء, إسطنبول
- Oct 18, 2021
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يبالغ في استهداف نظيره التركي رجب طيب أردوغان، فيما يتجاهل المخاطر الحقيقية التي تهدد مصالح باريس في المغرب العربي والمتمثلة في روسيا والإمارات؛ هذا ما خلص إليه المؤرخ الفرنسي، جان بيير فيليو.
جاء ذلك في مقالة كتبها المؤرخ في صحيفة "لوموند" الفرنسية، تحت عنوان "الرهاب الفرنسي من تركيا في المغرب العربي."
وأضاف أن "ماكرون وفي تصريحاته المتعلقة بالمغرب العربي يستهدف تركيا فقط، مع أن روسيا والإمارات تعملان على تقليص التأثير الفرنسي هناك".
وفي سياق آخر، قال المؤرخ الفرنسي إن العلاقات التركية الجزائرية ستصل إلى القمة مع الزيارة التي يعتزم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إجراءها لاحقاً إلى أنقرة.
وأردف: "ماكرون بتركيزه على استهداف أردوغان فقط، ينسى أن الخطر الأكبر على المصالح الفرنسية في المغرب العربي، يأتي من روسيا والإمارات. فقدان الرئيس الفرنسي البصيرة في المغرب العربي، سببه السياسات الخاطئة التي انتهجها في ليبيا خلال السنوات الـ 3 الأولى من حكمه."
وأكد "فيليو" أن دعم ماكرون لقوات الجنرال الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، أدى إلى إشعال فتيل "الحرب الأهلية"، عام 2019، وتقويض أنشطة الوساطة التي كانت تقوم بها الأمم المتحدة في ليبيا.
وتابع: "وبهذا تكون فرنسا اصطفت سرياً في صف روسيا والإمارات ومصر والسعودية."
ولفت إلى أن "هجمات قوات حفتر على طرابلس، دفعت بحكومة الوحدة إلى أحضان تركيا، والدعم التركي قلب الموازين العسكرية وزعزع صفوف المرتزقة الروس في صفوف حفتر."
وقارن المؤرخ الفرنسي بين نظرة باريس "المتسامحة" تجاه أهداف روسيا في المغرب العربي، وبين "النظرة العدائية" للأهداف التركية في المنطقة ذاتها.
واستطرد: "كما أن الشريك العسكري الأول للجزائر هي روسيا. لذا هناك تناقض كبير عند سماع ماكرون وهو ينتقد المنظومة السياسية- العسكرية القائمة على العداء الفرنسي في الجزائر، دون ذكر روسيا الشريك لهذه المنظومة."
ولفت إلى أن "ماكرون لم يتردد في زجر مسؤولي مالي عند طلبهم الاستعانة بالمرتزقة الروس (في الصراع الدائر بالبلاد)، ومن المزعج جداً أن يلتزم الرئيس الفرنسي، الصمت إزاء الشراكة العسكرية بين الجزائر وروسيا".
من جهة أخرى، أشار المؤرخ الفرنسي إلى "العلاقات الوطيدة بل وحتى الشراكة" القائمة بين ماكرون وولي عهد أبو ظبي، الأمير محمد بن زايد آل نهيان، مبيناً أن التحفظات الفرنسية تجاه أبو ظبي، زالت بعد توقيع الأخيرة "اتفاقية السلام" مع إسرائيل، في سبتمبر/ أيلول 2020.
وأردف: "إلا أنه تجاهل العلاقات العلنية القائمة بين محمد بن زايد وبعض أعداء فرنسا، مثل قديروف (رئيس جمهورية الشيشان)."
ويرى "فيليو" أن ابن زايد حاول "الانتقام" لهزيمة قوات حفتر في ليبيا، بتقويض "التجربة الديمقراطية" في تونس.
ولفت إلى "الدور الهام" الذي اضطلعت به الإمارات ومصر في تعليق الرئيس التونسي قيس سعيّد للعملية الدستورية" في بلاده.
وشدد على وجود "دور إماراتي أيضاً في تصاعد التوتر بين الجزائر والمملكة المغربية."
واختتم "فيليو" مقالته بالتحذير من "دخول العلاقات بين فرنسا ودول المغرب العربي، في مرحلة اضطراب، مبيناً أن تركيا ليست الطرف المتسبب بهذا الاضطراب، لكنها ستكون وبشكل طبيعي المستفيدة منها".
وكان ماكرون، طعن في تصريحات أدلى بها مؤخراً، في وجود أمة جزائرية قبل دخول الاستعمار الفرنسي إلى البلاد عام 1830م، وتساءل مستنكرا: "هل كان هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟".
وادعى ماكرون أنه "كان هناك استعمار قبل الاستعمار الفرنسي" للجزائر، في إشارة لفترة التواجد العثماني بين عامي 1514 و1830م.
وقال مواصلا مزاعمه: "أنا مفتون برؤية قدرة تركيا على جعل الناس ينسون تماما الدور الذي لعبته في الجزائر والهيمنة التي مارستها، وأن الفرنسيين هم المستعمرون الوحيدون، وهو أمر يصدقه الجزائريون".
وزعم الرئيس الفرنسي أن تركيا "تقود عمليات تضليل ودعاية" ضد بلاده في مسألة كتابة تاريخ مرحلة ما قبل 1962.
ودعا إلى تبني بلاده لإنتاج فكري باللغتين العربية والأمازيغية؛ لمواجهة المواد التاريخية التي تدين فرنسا.