مع انتهاء المهلة الأوروبية المزعومة.. تركيا تؤكد عزمها حماية حقوقها واستعدادها للحوار
- ديلي صباح, إسطنبول
- Oct 23, 2020
لا يزال التوتر قائماً في منطقة شرقي المتوسط بين أنقرة من جانب وأثينا وإدارة قبرص الرومية من جانب آخر، بسبب مواصلة اليونان اتخاذ خطوات أحادية الجانب مع قبرص الرومية وبعض بلدان المنطقة وتجاهلها التعامل بإيجابية مع مطالب واقتراحات أنقرة حول التفاوض بخصوص المسائل العالقة.
وتؤكد تركيا استعداداها للتفاوض لحل المشكلات عبر الحوار ولكنها تشدد في الوقت نفسه عزمها حماية مصالحها في شرقي المتوسط بشتى الطرق، والدفاع عن حقوق شعب جمهورية شمال قبرص التركية.
وأمس الخميس دعا وزير الدفاع التركي خلوصي أقار، دول الجوار وباقي الأطراف لحل الخلافات القائمة في شرق المتوسط وبحر إيجة بالحوار وفي إطار القانون الدولي.
وأكد أقار أن بلاده ترغب في حل جميع الخلافات بالحوار والوسائل السياسية، مشيرا في الوقت ذاته إلى استعداد القوات المسلحة التركية لمواجهة أي تهديد قد يطول البلاد، وأن بلاده لن تتخلى عن حقوقها النابعة من القانون الدولي.
وكان أقار قد صرح أيضاً منذ يومين أن بلاده توافق على المحادثات الاستكشافية وحل الخلافات بالحوار مع اليونان، مؤكدا أن تركيا لن ترضخ لأي أمر واقع.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن "الجهود الدبلوماسية بخصوص التطورات في منطقة شرق المتوسط لم تتعرقل، والطريق مفتوح أمامها.
وأشار قالن إلى أن أوروبا تعلم جيدًا أن المطالب اليونانية غير عادلة.
ولفت إلى أن أوروبا تسعى لتحويل أنشطة تركيا المشروعة إلى عنصر لزيادة التوتر وتعمل على تصعيده.
وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قد زعم خلال مؤتمر صحفي، الأسبوع الماضي، في باريس مع نظيريه الفرنسي جان إيف لودريان، والبولندي زبيغنيف راو أن قرار تركيا إعادة سفينة التنقيب "أوروتش رئيس" إلى المياه المتنازع عليها بينها واليونان وقبرص في شرق البحر المتوسط، " قراراً غير مقبول."
وقال ماس إن الاتحاد الأوروبي سينتظر أسبوعا قبل اتخاذ قرار بشأن كيفية التصرف في هذه الظروف.
وأضاف " يتعين أن ننتظر لنرى ما إذا كان سيكون هناك أي تقدم خلال أسبوع، وعندها سندرس الموقف الواجب للاتحاد الأوروبي اتخاذه".
من جانبه، زعم الوزير الفرنسي لودريان أن تركيا "تقوم بأعمال استقزازية غير مقبولة باستمرار"، مشددا على أن "الكرة الآن في ملعب أنقرة."
وأعلن المجلس الأوروبي على لسان رئيسه إنه سيتم تناول التطورات في شرق المتوسط مجدداً في قمة أوروبية مزمعة خلال ديسمبر المقبل.
في مقابل ذلك ردت قررت تركيا تمديد إخطار نافتيكس حول مهام المسح السيزمي التي تقوم بها سفينة "أوروتش رئيس" شرقي البحر المتوسط، حتى 27 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
وبموجب قرار التمديد، ستواصل السفينة مهامها حتى 27 أكتوبر، بعد أن كان من المقرر أن تنتهي صلاحية الإخطار يوم 22 .
كما أدانت تركيا البيان الصادر عن الاجتماع الثلاثي الذي جرى في 21 أكتوبر بين قادة مصر واليونان وإدارة قبرص الرومية.
وأوضحت الخارجية التركية في بيان أن "البيان الختامي للاجتماع الثلاثي الذي جرى في الشطر الرومي لجزيرة قبرص، تضمن ادعاءات واتهامات ضد تركيا، لا أساس لها من الصحة".
وأشارت الخارجية التركية إلى أن هذا التكتل الثلاثي الذي يدعي السعي من أجل إحلال السلام والتعاون والاسقرار شرق المتوسط، يستهدف تركيا بشكل متكرر، وأن هذا الاستهداف يوضح نواياه الحقيقية.
كما رفضت أثينا آلية فض النزاع التي أعلن حلف الناتو تشكيلها لخفض التوتر بين الجانبين وفضلت اللجوء لطلب الدعم من الاتحاد الأوروبي.
وتشهد منطقة شرقي البحر المتوسط توترا إثر مواصلة اليونان اتخاذ خطوات أحادية مع الجانب القبرصي الرومي، وبعض بلدان المنطقة بخصوص مناطق الصلاحية البحرية.
كما تتجاهل أثينا التعامل بإيجابية مع عرض أنقرة للتفاوض حول المسائل المتعلقة بشرق المتوسط، وبحر إيجة، وإيجاد حلول عادلة للمشاكل.
فيما يجدد الجانب التركي موقفه الحازم حيال اتخاذ التدابير اللازمة ضد الخطوات الأحادية