قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن القمة الأخيرة للاتحاد الأوروبي تجاهلت شعب جمهورية شمال قبرص التركية، مشيرا إلى أن بلاده لن تسمح باستمرار هذا الظلم.
جاء ذلك في كلمة ألقاها، الثلاثاء، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، عقب استقباله رئيس وزراء قبرص التركية، أرسين تتار.
وهنأ أردوغان تتار لكفاحه من أجل استعادة القبارصة الأتراك لحقوقهم، متمنياً له النجاح في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤه في بلاده، الأحد المقبل.
وأوضح أن بلاده ستناضل لحصول جمهورية قبرص التركية على عضوية متساوية ومشرفة سياسيا واقتصاديا في النظام العالمي.
وأضاف: "قضية شرق المتوسط، لها بعدان بالنسبة إلينا، أحدهما حماية حقوق تركيا في جرفها القاري، والثاني ضمان مصالح وحقوق القبارصة الأتراك فيما يتعلق بالموارد الطبيعية حول جزيرتهم".
كما أكد ضرورة أن يكون للقبارصة الأتراك حق في التمثيل بمؤتمر شرق المتوسط المزمع عقده في الفترة المقبلة.
وقال الرئيس أردوغان: "كلما زاد نمو وثراء وقوة جمهورية شمال قبرص التركية فإن سلاسل الحظر المفروضة عليها ستبدأ بالانكسار واحدة تلو الأخرى".
وشدد على أن أنقرة لم تميّز حتى اليوم بين حقوقها وحقوق القبارصة الأتراك، مؤكداً أنها لن تتهرب من تقديم التضحيات من أجل استقرارهم ورخائهم.
وفي سياق آخر، أعرب أردوغان عن سروره إزاء استئناف ضخ المياه عبر الأنبوب الرابط بين ولاية مرسين وقبرص التركية، لافتاً إلى إصلاحه خلال مدة قصيرة بعد حدوث عطل فيه.
وأشاد بمشروع نقل مياه الشرب والري الزراعي من تركيا إلى الجزيرة، واصفاً المشروع بـ"الهام والصعب".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، افتتح في أكتوبر / تشرين الأول 2015 مشروع نقل مياه الشرب والري الزراعي من بلاده إلى جمهورية شمال قبرص التركية.
وينقل المشروع 75 مليون متر مكعب من المياه سنويا لتلبية حاجة الشطر الشمالي من جزيرة قبرص، من سد "ألاكوبرو" بولاية مرسين جنوبي تركيا، عبر خط أنابيب يمر تحت البحر إلى سد "غشيت كوي"، قرب مدينة غيرنة شمالي قبرص.
وفيما يخص منطقة مرعش المغلقة في مدينة غازي ماغوصة (الماغوصة) شرقي قبرص التركية ، قال أردوغان إنها أرض قبرصية تركية بدون شك.
وأضاف أن حق التصرف الخاص بمنطقة مرعش يعود للقبارصة الأتراك.
وشدد على دعم أنقرة لقرار قبرص التركية حول إعادة فتح ساحل منطقة مرعش أمام السكان، بموجب خريطة طريق معدّة مسبقاً.
وأكد أن قبرص التركية وفي ظل دعم أنقرة السياسي والعسكري والاقتصادي المتزايد لها، ستتحول إلى عنصر أساسي في المنطقة.
يشار أن حي مرعش، كان أحد أشهر أحياء الماغوصة، وجرى إغلاقه التزامًا باتفاقيات جرى عقدها مع الجانب القبرصي الرومي، عقب "عملية السلام" العسكرية.
وفي 20 يوليو/ تموز 1974، نفذ الجيش التركي "عملية السلام" العسكرية لحماية القبارصة الأتراك، بعد انقلاب عسكري قاده نيكوس سامبسون، ضد الرئيس القبرصي مكاريوس، في 15 يوليو/ تموز من العام نفسه.
وانتهت العملية العسكرية، في 22 يوليو، بوقف لإطلاق النار في الجزيرة، لكن الجيش التركي أطلق عملية عسكرية ثانية، في 14 أغسطس/ آب 1974.
ونجحت العمليتان العسكريتان في تحقيق أهدافهما، حيث أبرمت اتفاقية تبادل للأسرى بين الجانبين في 16 سبتمبر/ أيلول 1974.
وفي 13 فبراير/ شباط 1975، تأسست "دولة قبرص التركية الاتحادية"، في الشطر الشمالي من الجزيرة، ذي الغالبية التركية، قبل أن يتحول اسمها إلى "جمهورية شمال قبرص التركية"، في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 1983.