ادعت صحيفة "الباييس" الإسبانية أن جهود إسبانيا وإيطاليا أثمرت عن "تخفيف حدة العبارات القاسية ضد تركيا التي أرادت فرنسا واليونان وقبرص (الرومية) إدراجها ضمن البيان الختامي لقمة دول جنوب أوروبا".
واعتبرت الصحيفة في خبر نشرته الجمعة، أن "إسبانيا وإيطاليا خففتا من حدة لهجة ماكرون العدائية ضد تركيا"، في معرض تعليقها على القمة التي عقدت الخميس.
ولفتت الصحيفة نقلا عن مصادر دبلوماسية إسبانية، إلى أن بعض الدول المشاركة في القمة أعربت عن خشيتها من تحول التوتر الطارئ شرق المتوسط، إلى صراع خطير.
وأشارت إلى أن إسبانيا وإيطاليا أعربتا عن خشيتهما من أن تؤدي أي رسالة شديدة اللهجة بشكل مبالغ فيها، إلى مفاقمة الوضع عوضا عن الدفع نحو الحل.
ولفتت إلى أن لهجة تصريحات القادة عقب القمة، عكست ذلك، وقالت إن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أعرب عن دعمه الصريح بشكل أكبر للحوار.
وأشارت إلى أن البرتغال ومالطا أيضا أيدتا موقف إسبانيا وإيطاليا خلال القمة التي استضافتها جزيرة كورسيكا الفرنسية.
وأكدت الصحيفة أنه "تمت السيطرة على عدوانية ماكرون ضد تركيا التي أراد تسريعها بمبادرة من هذه الدول".
ولفتت إلى أن مواقف إسبانيا وإيطاليا أقرب إلى الموقف الألماني، الساعي دائما إلى التفاهم مع تركيا عوضا عن التصعيد.
وأشارت إلى أن ماكرون فشل في إدراج العقوبات (ضد تركيا) في البيان الختامي، والتي يرغب في طرحها أيضًا خلال اجتماع المجلس الأوروبي المرتقب في 25 سبتمبر/أيلول الجاري.
وكان رئيس الوزراء الإسباني شانسيز، قال عقب القمة، إنه يجب خفض التصعيد شرق المتوسط، مشيرًا أن هناك فجوة فيما يتعلق بالحوار الحقيقي بين تركيا والاتحاد الأوروبي، وأنه يتعين عليهم التركيز على سد هذه الفجوة بكل تصميم وشفافية.
والجمعة وصفت وزارة الخارجية التركية العبارات الواردة في البيان الختامي لقمة دول جنوب أوروبا، حول شرق المتوسط والقضية القبرصية بأنها "منحازة ومنفصمة عن الواقع، وتفتقر إلى السند القانوني".
وأكدت الخارجية أنه من أجل خفض التوتر، يجب على اليونان سحب سفنها العسكرية من محيط سفينة "الريس عروج" التركية للتنقيب، ودعم مبادرة حلف "الناتو" لفض النزاع، والتخلي عن تسليح جزر شرق إيجة بما فيها جزيرة "ميس"، وإنهاء ضغوطها المتزايدة في الآونة الأخيرة على الأقلية التركية في تراقيا الغربية.