أكد نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، أن بلاده وقفت إلى جانب اللبنانيين منذ اللحظة الأولى لانفجار مرفأ بيروت، وأنها ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب حتى يضمد جراحه.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها أمام جمع غفير من اللبنانيين في حي "سيبرس" عقب إجراء جولة تفقدية برفقة وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو في مرفأ بيروت.
ونقل أوقطاي تعازي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للشعب اللبناني، وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين، مؤكداً أنهم تلقوا نبأ الانفجار بحزن عميق.
وأعرب أوقطاي عن حبه لبنان واللبنانيين، مؤكداً أنهم جاؤوا إلى بيروت لتضميد جراح سكانها.
وأوضح "تركيا نقف معكم منذ اللحظة الأولى، عبر فرق البحث والإنقاذ، وإرسال المساعدات الغذائية، والأطباء، والمستشفيات وجميع أنواع الدعم، من الآن فصاعدا سنبقى معكم حتى النهاية لحين تلتئم هذه الجراح".
ودعا أوقطاي اللبنانيين إلى الوحدة والتضامن، مؤكدا أنه بوحدتهم سيجعلون بلدهم أقوى، قائلا: "تركيا ستمضي مع لبنان حتى النهاية".
وأردف "نحن أشقاء، وأسرة واحدة، وكأعضاء الجسد الواحد، لا يستطيع أحد أن يفصل أعضاء هذا الجسد، ولن يتمكن أحد أن يفرقنا، متضامنون ونقف إلى جانب بعضنا بعضا في الأيام الجميلة والعصيبة لتضميد جراحنا، سنقف إلى جانبكم وإلى جانب لبنان، وأنتم مع تركيا، وسنُعزز أخوتنا أكثر".
من جانبه، قال تشاوش أوغلو إن تركيا تقف إلى جانب كافة اللبنانيين.
وأكد تشاوش أوغلو أنهم يقفون إلى جانب مواطنيهم وأشقائهم وأبناء جلدتهم من أتراك وتركمان حتى النهاية سواء في لبنان، أو في أي مكان آخر من العالم.
وبيّن أنهم تلقوا توجيهات من الرئيس أردوغان بمنح الجنسية التركية لكل تركماني أو تركي لا يحمل الجنسية التركية بلبنان ويرغب في الحصول عليها.
وبلغ عدد المصابين الأتراك في انفجار بيروت 6 إصابات، واحدة منها خطيرة، وتقوم السفارة التركية في لبنان بالتواصل معهم بشكل دائم.
وكانت تركيا عبر مؤسساتها الرسمية وجمعياتها الخيرية، من أول الدول التي هبت لنجدة المواطنين اللبنانيين، بعد الانفجار الضخم الذي هز مرفأ العاصمة بيروت.
وفي وقت سابق، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استعداد بلاده لتقديم المساعدات إلى لبنان في كافة المجالات وفي مقدمتها الصحة، واستعداد تركيا لاستقبال الجرحى اللبنانيين.
ومساء الأربعاء، استقبل لبنان، طائرة عسكرية تركية محملة بمستلزمات طبية، وطواقم بحث وإنقاذ، لمساعدته في مواجهة كارثة الانفجار.
وخلف انفجار مرفأ بيروت، الثلاثاء، 158 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح وعشرات المفقودين تحت الأنقاض، وفق أرقام رسمية غير نهائية.
وأسفر الانفجار عن خسائر مادية طالت الكثير من المرافق والمنشآت والمنازل قدرت بشكل أولي بما يراوح بين 10 و15 مليار دولار، بحسب تصريحات صحفية لمحافظ بيروت مروان عبود.
ويزيد هذا الانفجار من أوجاع بلد يعاني منذ أشهر، تداعيات أزمة اقتصادية قاسية، واستقطابا سياسيا حاداً، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.