قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن تغيير مواقع نقاط المراقبة في إدلب أمر غير وارد مؤكداً أن تركيا ستواصل إرسال التعزيزات العسكرية إلى إدلب لحماية المدنيين فيها.
وشدد قالن على أن الجيش التركي سيرد على أي اعتداء بأشد الطرق كما فعل مؤخرا.
وفيما يخص محادثات أنقرة وموسكو بخصوص إدلب، أشار قالن، إلى أنه لم تتمخض عنها أي نتيجة مرضية حتى الآن، وأن تركيا لم تقبل بالورقة والخريطة المقدمتين لها في هذا الشأن.
ولفت إلى أن المفاوضات بين تركيا وروسيا ستستمر، وأن المواضيع العالقة بين الجانبين لن تُحل إلا بالمباحثات.
وأكد على أن أنقرة تعتبر حدود مواقع نقاط المراقبة، ووقف الأسد وحليفه الروسي لهجماتهما بشكل فوري من محددات اتفاق سوتشي.
وفيما يخص القوات التركية في إدلب أردف قالن: "أقولها لكل الأطراف بما فيها الدول الضامنة لاتفاق سوتشي، في حال تعرض الجنود الأتراك لأي هجوم، فإننا سنرد بأشد الطرق على الفور أيا كان الطرف المهاجم".
وحول حلف الناتو، لفت قالن إلى أن تقديم الناتو الشكر لتركيا جراء موقفها من إدلب، أمر غير كاف، إذ إن قضية إدلب لا تخص تركيا وحدها.
وأضاف أنه "في حال عدم ضبط الحدود فإن كامل إدلب ستفرغ من أهاليها، ولا يمكننا ترك حوالي 3.5 ملايين شخص في إدلب لرحمة النظام السوري، ومن جانب آخر، إن ضغط اللاجئين على تركيا في تزايد".
وشدد على أن تركيا ليس لديها أية أطماع سياسية أو أطماع في الأراضي والنفط في سوريا. لافتا إلى "أننا فتحنا قلوبنا للاجئين الفارين من الحرب، وقصف النظام بالبراميل المتفجرة، والأسلحة الكيميائية".
وأكد على أن أنقرة تبذل وستبذل ما بوسعها لحماية المدنيين في إدلب. مشددا على أن عدم تحريك المجتمع الدولي لأي ساكن إزاء ما يحدث في إدلب أمر لا يمكن القبول به إطلاقا.
ودعا قالن المجتمع الدولي للتعامل بمسؤولية أكبر بخصوص إدلب، مرحبا في هذا الصدد بدعوة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار. مضيفا "لكن يجب أيضا تحديد كيفية تنفيذه على الأرض، وإلا فسيواصل الأسد استهداف المدنيين في إدلب".
وأكد على أن "موقف المجتمع الدولي إزاء سقوط هذا الكم الهائل من الضحايا في سوريا يعتبر مخجلا، ففي الوقت الذي يواصل فيه الأوروبيون الحديث عن حقوق الإنسان باستمرار، نراهم ينسون هذا المبدأ في لحظة عندما يكون الضحايا من سوريا والشرق الأوسط".
وتابع قائلا: "يجب إجبار النظام السوري على إيقاف هجماته بالسرعة القصوى، إنني لا أقول فليتدخل الناتو عسكريا، أو أن نشهد أزمة مع روسيا، إنما أدعو للتضامن والتعاون لإجبار النظام على وقف انتهاكاته ضد المدنيين".
وفي رده على سؤال حول تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشأن إدلب والموقف التركي، قال قالن: "تصريحات السيد لافروف لا تمت للواقع على الأرض بصلة، لا من قريب ولا من بعيد. بحثنا ذلك استنادا إلى الخرائط وبشكل واضح ومفصل مع الوفد الروسي الذي زارنا الأسبوع الماضي. يبدو أنّ السيد الوزير زوِّد بمعلومات منقوصة أو خاطئة".
وأشار لافروف إلى أنّ الجانب الروسي يدّعي تعرض قاعدة حميميم، لهجمات قائلا: "قاموا بتزويدنا بمجموعة أرقام تتعلق بعدد الهجمات وهجمات أخرى بطائرات بدون طيار. نحن نسألهم سؤالين رئيسيين، أولاً 'هل من قتلى سقطوا في هذه الهجمات؟ لا يوجد. ثانياً إن كانت منطقة حميميم تتعرض للهجوم، لماذا تشنون عملية عسكرية كبيرة بهذا الحجم في شرق حلب وجنوبها؟".
وأوضح قالن أن العمليات العسكرية التي يشنها النظام في الأشهر الثمانية الأخيرة لا علاقة لها بقاعدة حميميم، وإنما ذريعة لشن العمليات.
وأردف قالن: "أقولها بشكل واضح، إنّ العمليات التي يشنها النظام والانتهاكات التي يرتكبها في إدلب، ستزيد من تطرف المزيد من المجموعات هناك، وستدفع المتطرفين نحو الإرهاب. علينا ألا نغفل عن هذه الحقيقة، العالم بأسره يشاهد ما يحدث هناك".