قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، إن خطة السلام الأمريكية المزعومة بالشرق الأوسط، والتي تعرف إعلاميًا باسم "صفقة القرن"، قد ولدت ميتة.
وأضاف تشاوش أوغلو في كلمة ألقاها خلال استقباله أعضاء مجلس الصحفيين العالمي، في العاصمة التركية أنقرة، أن خطة السلام الأمريكية المزعومة، أحادية الجانب ولا تراعي حقوق الشعب الفلسطيني، وليست موجهة لإرساء السلام في المنطقة.
ولفت تشاوش أوغلو أن إدارة واشنطن فقدت حيادها عندما نقلت السفارة الأمريكية إلى القدس، مشيرًا أن مضمون الخطة الأمريكية كان معروفًا من قبل الجميع.
وأوضح، أن ترامب أعلن أمس في مؤتمر صحفي بواشنطن، "صفقة القرن" المزعومة، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأن وجود نتنياهو بجوار ترامب خلال الإعلان يعد مؤشرًا على عدم اتزان الخطة.
وحول موقف الدول الإسلامية من الخطة قال تشاوش أوغلو: "لم نر حتى الآن ردود فعل من البلدان الإسلامية. سوف نرى رد الفعل الحقيقي للعالم الإسلامي في جدة (مقر منظمة التعاون الاسلامي)".
ومساء الثلاثاء، أعلن ترامب، في مؤتمر صحفي بواشنطن، "صفقة القرن" المزعومة، بحضور نتنياهو.
وتتضمن الخطة، التي رفضتها تركيا وعدة دول والسلطة الفلسطينية وكافة فصائل المقاومة، إقامة دولة فلسطينية "متصلة" في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل.
وخرجت مظاهرات كبيرة في مدن الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، الثلاثاء، رفضا للخطة الأمريكية المزعومة، والتي تأتي وسط رفض فلسطيني لوساطة الإدارة الأمريكية الحالية.
ورفضت السلطة الفلسطينية قبل أشهر أي وساطة أمريكية في مفاوضات سلام، معتبرة أن قرارات مثل الاعتراف بمشروعية المستوطنات وبالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، أمور تقتل عملية السلام وتعتبر انحيازا كامل للرغبات الإسرائيلية على خلاف القرارات الدولية والأممية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وحول الحملات الإعلامية التي تشنها إسرائيل لتشويه سمعة رئيس الاستخبارات التركية، هاقان فيدان، قال تشاوش أوغلو إن الحملات الإعلامية الإسرائيلية تعتبر مؤشرًا على نجاح تركيا في كشف الألاعيب التي تستهدف المنطقة في عدة مجالات.
وأضاف تشاوش أوغلو، أن تركيا تسير في الطريق الصحيح، وتحقق نجاحات يشار إليها بالبنان، وقد تمكنت من تعطيل الألاعيب التي تحاك في شرق البحر المتوسط وسوريا وليبيا، والتي يعلم الجميع أن إسرائيل طرف فيها.
وتابع بالقول: "علاقاتنا مع إسرائيل واضحة، لكن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى قيام إسرائيل بحملات إسرائيلية تستهدف بلادنا. نحن مطلعون على هذه الأنشطة وتمكنا من تعطيل العديد من الألاعيب والخطط".
ومؤخرا، نشرت صحيفة "ميكور ريشون" الاسرائيلية، المعروفة بقربها من رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، مقالا استهدفت فيه رئيس جهاز الاستخبارات التركي هاقان فيدان.
وسرد الكاتب "فازيت رابينا" في مقالته، ادعاءات مكذوبة حول رئيس جهاز الاستخبارات التركي.
وزعم الكاتب وجود أوجه تشابه كثيرة بين فيدان وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الذي قُتل مطلع الشهر الحالي في العاصمة العراقية بغداد، بغارة أمريكية.
وقال رابينا إن "كلاهما يقود حربا بالوكالة في العراق وسوريا باسم بلديهما".
وتابع قائلا: "بما أن قاسم سليماني أصبح تحت التراب مسافة ثلاثة أذرع حاليا، فقد حان الوقت للتركيز على مؤامرات توأمه رئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان".