شدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على أن بلاده تفتتح أبواب عهد جديد للنهضة عبر تعزيز الإنتاج والتصدير وتوفير فرص العمل وحماية حقوقها في الساحة الدولية، لاسيما في البحر المتوسط.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس التركي الخميس، خلال اجتماع في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة لتقييم إجراءات الحكومة التركية خلال عام 2019.
وقال أردوغان إن "مسيرة تركيا نحو تحقيق أهدافها المنشودة لعام 2023، أزعجت أطرافا كثيرة، وزادت الهجمات ضد بلادنا في هذه الفترة".
وأضاف: "لم نسمح باندلاع الفوضى في شوارعنا، ولم نرضخ للتنظيمات الإرهابية، لم نترك الساحة للانقلابيين ولم نرضَ بمحاصرة بلادنا على طول حدودها الجنوبية، وبالاستسلام أمام الهجمات الاقتصادية".
وتابع: "سنواصل إحباط أولئك الذين ينتظرون بفارغ الصبر تعثّر تركيا وسقوطها".
وأردف: "نفتتح أبواب عهد جديد للنهضة عبر تعزيز الإنتاج والتصدير وتوفير فرص العمل وحماية حقوقنا في الساحة الدولية وخاصة في البحر الأبيض المتوسط".
ولفت الرئيس التركي إلى أن الحكومة استكملت 1161 إجراءً من أصل 1451 في الخطة التنفيذية الموضوعة لعام 2019.
وكشف أردوغان عن أن القوات التركية تمكنت من تحييد 1250 إرهابيًا من منظمة "بي كا كا" خلال 2019، وعرقلت العديد من الأنشطة الإرهابية.
كما أعلن أن حكومته تخطط لافتتاح القسم الثاني من المرحلة الأولى لمطار إسطنبول في يونيو/ حزيران القادم.
وأشار إلى اعتزام تركيا إطلاق القمر الصناعي "توركسات 5 إيه" في الربع الثالث من العام الجاري.
وأضاف: "سنستكمل العام الجاري مشروع القمر الصناعي المحلي الأول للاتصالات (توركسات 6 إيه)، وسنطلقه العام القادم".
وأوضح الرئيس التركي أن بلاده ستعلن عن برنامج الفضاء الوطني في النصف الأول من العام الجاري.
من جهة أخرى، قال أردوغان إن عدد المرضى الأجانب الوافدين إلى تركيا عبر السياحة الطبية منذ مطلع 2019 حتى نهاية نوفمبر، بلغ 470 ألف مريض.
واستدرك: "نهدف لرفع هذا العدد إلى 1.5 مليون".
وتابع قائلا: "أثق بأن تركيا ستحقق أهدافها في مجال السياحة، وسنصل إلى هدف جذب 75 مليون سائح وعائدات بقيمة 65 مليار دولار".
وفيما يخص الجانب الاقتصادي، قال أردوغان: "نسعى لتوظيف 3.2 مليون يد عاملة خلال السنوات الثلاث القادمة وخفض البطالة إلى حدود 9.8 بالمئة في 2022".
وأضاف أن معدل التضخم وفق البرنامج الاقتصادي الجديد سينخفض إلى 8.5 بالمئة خلال 2020.
ولفت إلى أن تركيا تسعى لتحقيق نمو بنسبة 5 بالمئة خلال العام الجاري، وتعمل على تجاوز متوسط النمو العالمي المتوقع 3.4 بالمئة.
وأوضح أن نسب الفائدة في البلاد بدأت بالانخفاض تدريجيا، وأنها ستواصل التراجع خلال الفترة القادمة إلى الحدود المرجوة.
وأشار إلى أن بلاده تعتزم البدء قريبا بشق قناة إسطنبول التي ستربط البحر الأسود ببحر مرمرة.
وعلى صعيد علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي، قال الرئيس التركي: " آمل أن تكتسب العلاقات التركية مع الاتحاد الأوروبي زخما جديدا في المرحلة المقبلة".
كما صرح الرئيس أردوغان أن بلاده تعتزم إعادة فتح قنصليتيها في البصرة والموصل بالعراق، خلال النصف الأول من 2020، وكذلك إنشاء قنصليتين جديدتين في النجف وكركوك.
ولفت أيضا إلى أن تركيا تعتزم خلال 2020 إصدار تراخيص للمناطق البحرية المشمولة في الاتفاق مع ليبيا، والبدء بأعمال التنقيب فيها.
وأردف قائلا: "بموجب الاتفاق التركي الليبي، لم يعد ممكنا القيام بأعمال تنقيب أو تمرير أنابيب في المناطق البحرية المشمولة في الاتفاق، دون موافقة تركيا وليبيا".
واستطرد: "نرسل الآن جنودنا إلى ليبيا للحفاظ على استمرارية الحكومة الشرعية هناك، ولإحلال السلام والاستقرار في ليبيا".
وجدد الرئيس التركي عزم بلاده على حماية مصالح جمهورية شمال قبرص التركية في المتوسط، مبينا أن أنقرة لم تسمح بإقصاء تركيا وشمال قبرص عن شرق المتوسط وفعاليات التنقيب الجارية في تلك المنطقة.
كما تطرق الرئيس التركي إلى الأوضاع السائدة في محافظة إدلب السورية قائلا: "كثفنا جهودنا للحفاظ على التهدئة في إدلب، وفتحنا أبوابنا لكافة المظلومين في سوريا والعراق".
وأضاف: "ساهمنا في إيجاد حل للأزمة السورية عبر احتضان عدة قمم لزعماء عدد من الدول الفاعلة في المنطقة".
وأكد أردوغان أن بلاده ستواصل جهودها ومساعيها من أجل إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.