قال السفير التركي في واشنطن، سردار قليج، إن تصويت الكونغرس الأمريكي لصالح مشاريع قوانين مناهضة لأنقرة يحمل مآرب سياسية لمشرعين أمريكيين، وسيُضر بالتحالف القائم بين البلدين منذ أكثر من 70 عامًا.
واعتمدت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ (إحدى غرفتي الكونغرس)، الأسبوع الماضي، مشروع قانون يقضي بفرض عقوبات على تركيا؛ بسبب شرائها منظومة الدفاع الجوية الروسية "إس-400"، وعملياتها العسكرية لمكافحة الإرهاب في شمال سوريا.
كما تبنى مجلس النواب (إحدى غرفتي الكونغرس)، في 29 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، قرارًا يصف المزاعم الأرمنية بخصوص "أحداث 1915" بـ"الإبادة الجماعية".
وأضاف قليج: "بقدر ما تحتاج تركيا الولايات المتحدة، فإن الولايات المتحدة أيضًا بحاجة إلى تركيا، واستخدام واشنطن لغة العقوبات لإقامة علاقات مع تركيا كان نهجًا خاطئًا للغاية".
وأوضح أن حملة مشاريع الكونغرس المعادية لتركيا، التي زادت في الآونة الأخيرة، يقف خلفها أعضاء في الكونغرس يطمحون لـ"تحقيق مآرب سياسية قصيرة الأجل".
وتابع أن أعضاء الكونغرس هؤلاء هم المستفيدون من التوازنات الموجودة في الولايات المتحدة، وطرحهم لتلك المشاريع المعادية لتركيا يلحق أضرارًا بالعلاقات التركية الأمريكية.
وأردف: "يعتقد أعضاء في الكونغرس أن تركيا بحاجة إلى الولايات المتحدة، وأنها ملتزمة بالنهج الأمريكي، إلا أن الحقيقة مختلفة تمامًا عن هذا الاعتقاد".
ومضى قليج قائلًا: "تركيا ليست بحاجة الى الولايات المتحدة، هناك علاقة متبادلة. نحن نتحدث عن بلدين يملكان أقوى جيشين في حلف شمال الأطلسي".
واستطرد: "الولايات المتحدة في الواقع بحاجة لتركيا، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، لذلك بقدر ما تحتاج تركيا الولايات المتحدة، فالولايات المتحدة أيضًا بحاجة إلى تركيا، وربما أكثر من حاجة أنقرة لواشنطن".
وأوضح أن الولايات المتحدة تعمل على استخدام العقوبات "كسلاح" ضد تركيا، لكن الواقع أن فوهة هذا "السلاح" موجهة ضد الولايات المتحدة بالدرجة الأولى.
** تخريب العلاقات الثنائية
وشدد قليج على أن المشاريع التي جرى تمريرها في الكونغرس تعد أحدث مثال على رغبة أعضاء في الكونغرس بتخريب العلاقات الثنائية بأية وسيلة.
وأضاف أن تلك المشاريع، بما في ذلك المتعلقة بالأرمن، تستهدف في الواقع تخريب العلاقات الثنائية، وهي صادرة من أعضاء يستغلون التاريخ لتحقيق مآرب سياسية.
ووصف مشاريع القوانين تلك بأنها "فارغة"، ولا تستند على أية ركائز ملموسة، ويتم طرحها لتحقيق أجندة سياسية.
** الإرهاب في سوريا
وبشأن الوضع في الجارة سوريا، قال قليج: "في الوقت الذي تزعم فيه الولايات المتحدة تحرير مدينة الرقة التي تبعد آلاف الكيلومترات عن براثن داعش، مستندة إلى مسؤولياتها المنبعثة من حماية مصالحها الوطنية، نراها تصم السمع عن الانتهاكات التي ترتكبها منظمة بي كا كا/ ب ي د، التي قتلت أكثر من 20 ألف مدني في المدينة".
وزاد بأن "أنشطة بي كا كا/ ب ي د الإرهابية تجري على حدودنا الجنوبية، ونحن في الجمهورية التركية نكافح هذه الأنشطة لحماية أرواح وممتلكات مواطنينا، من خلال عمليات ترفضها الولايات المتحدة".
وشدد على أن تركيا تصدرت الدول التي كافحت "داعش" في سوريا، لكن العواصم الغربية تصر على تجاهل المساهمات التركية في مكافحة هذا التنظيم الإرهابي.
** دور ترامب
وقال قليج إنه على صناع القرار في واشنطن أن يضعوا أنفسهم مكان تركيا أثناء الحديث عن قضايا المنطقة.
وتابع موضحًا أن مشاريع قوانين كتلك التي صادق عليها الكونغرس، مؤخرًا، لن تساهم إلا بإلحاق الضرر بالتحالف التركي الأمريكي، الذي يزيد عمره عن 70 عامًا.
وأعرب عن أمله في أن يفعل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ما يلزم لحماية مكتسبات العلاقات التركية الأمريكية.
وتوقع أن تدرك الإدارة الأمريكية حجم الضرر الكبير الذي ستحدثه هذه المشاريع للعلاقات التركية الأمريكية.