يصل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الدوحة الاثنين 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، للمشاركة في الاجتماع الخامس للجنة الإستراتيجية العليا التركية- القطرية، وعقد قمة مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وقمة الزعيمين، هي السادسة والعشرون بين الرئيس أردوغان والأمير تميم، خلال ستين شهرًا، وهو رقم قياسي في تاريخ العلاقات بين البلدين، وربما في تاريخ العلاقات الدولية.
وشهد عاما 2018 و2019 تسعة لقاءات واجتماعا بين الرئيس أردوغان والأمير تميم، أحدثها في 24 سبتمير/ أيلول الماضي بمدينة نيويورك الأمريكية، على هامش مشاركتهما في الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما التقيا في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، في 15 يونيو/ حزيران الماضي، على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة الخامسة لمؤتمر التعاون وإجراءات بناء الثقة في آسيا (سيكا).
** 55 اتفاقية تعاون
تشهد العلاقات بين البلدين تطورًا وتنوعًا على كافة الصعد، ويمثل انعقاد الاجتماع الخامس للجنة الإستراتيجية المشتركة تتويجا لتلك العلاقات المتميزة التي تقدم نموذجًا للعلاقات الإقليمية.
بعد سنوات من التوافق والتناغم، تم تأسيس اللجنة الإستراتيجية المشتركة، في 2014، واستضافت الدوحة دورتها الأولى، في ديسمبر/ كانون الأول من العام التالي.
ومنذ تأسيسها، عقدت اللجنة أربعة اجتماعات، مناصفة بين قطر وتركيا، نتج منها إبرام 45 اتفاقية في مجالات متنوعة. ومن المقرر أن يرتفع عددها إلى 55 اتفاقية مع الاجتماع الخامس للجنة.
وقال السفير القطري لدى الدوحة، فكرت أوزر للأناضول في وقت سابق إن هذه "الاتفاقيات تمثل مجالات وتخصصات متنوعة، منها التعاون الصناعي والثقافي والصحي والتخطيط المدني والملكية الفكرية".
** تناغم سياسي
سياسياً، يوجد تناغم كبير واتفاق في وجهات النظر بين أنقرة والدوحة تجاه الكثير من قضايا المنطقة، مثل الأزمات في سوريا وليبيا واليمن والوضع بالعراق.
وتمثل العلاقات بين البلدين نموذجًا يحتذى به، وتسعى تركيا إلى تكراره مع بقية دول الخليج، وهي: السعودية، الإمارات، البحرين، الكويت وسلطنة عمان.
وفي ظل تعاون اقتصادي متنامٍ وتناغم سياسي متزايد يعول كثيرون إقليمياً ودوليًا على القمم التي تعقد بين الزعيمين التركي والقطري لبلورة حلول ورؤى للقضايا والأزمات التي يشهدها الشرق الأوسط، ولا سيما في وقت تعصف فيه بالمنطقة توترات كبيرة.
** تعاون اقتصادي
شهد العام الحالي نموًا واضحًا في المجال الاقتصادي بين البلدين، مقارنة بالعام الماضي، الذي بلغت فيه قيمة الصادرات التركية إلى قطر مليارا و362 مليون دولار.
بينما بلغت هذا العام حتى سبتمبر/ أيلول 838 مليون دولار، بزيادة 8,7 % مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية.
في حين بلغت الصادرات القطرية إلى تركيا مليارا و53 مليون دولار نهاية 2018، ووصلت حتى سبتمبر/ أيلول إلى 209 ملايين دولار.
وفي مجال السياحة ارتفع عدد السائحين القطريين إلى تركيا 97 ألف سائح في 2018، مقارنة بـ46 ألفًا نهاية 2017.
ومن المتوقع أن يزيد العدد هذا العام بنسبة 30% على الأقل.
وتُسيِّر الخطوط القطرية رحلات إلى ثلاثة مطارات تركية. بجانب رحلات شركة "بيغاسوس" والخطوط التركية.
ومن أبرز محطات التعاون الإسترايتيجي بين تركيا وقطر هو إعلان الشيخ تميم، في أغسطس/ آب 2018، أن الدوحة ستقوم باستثمار مباشرة في تركيا بقيمة 15 مليار دولار.
وكانت تركيا في تلك الفترة تشهد أزمة اقتصادية؛ بسبب تراجع الليرة التركية؛ تحت تأثير عقوبات أمريكية.