توفي، اليوم الخميس، رئيس الأركان التركي الأسبق يشار بويوك انيت عن عمر يناهز 79 عاماً.
وكان بويوك انيت يتلقى العلاج منذ فترة في إحدى المستشفيات بإسطنبول، ولم يتمكن بسبب حالته الصحية من حضور جنازة زوجته التي توفيت منذ أربعة أيام.
ولد بيوك انيت ولد في إسطنبول عام 1940 وتخرج في الكلية الحربية عام 1961 وتولى عدة مناصب ومهام بالقوات المسلحة التركية حتى رُقي إلى رتبة عميد. وفي أغسطس/ آب 2006 أصبح بويوك انيت رئيس الأركان الـ25 للجيش التركي وشغل المنصب لمدة عامين بعدها أحيل للتقاعد في أغسطس 2008.
قام بيوك انيت بتهديد حكومة العدالة والتنمية برئاسة رئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان، بالقيام بانقلاب عُرف إعلامياً باسم "المذكرة الإلكترونية" في 27 أبريل/ نيسان عام 2007.
وجاءت التهديد بالانقلاب على خلفية أزمة في البرلمان التركي افتعلها حزب الشعب الجمهوري المعارض لعرقلة انتخاب عبد الله غُل مرشح "العدالة والتنمية" رئيساً للجمهورية من قبل البرلمان.
وعقب التصويت في الجولة الأولى لاختيار رئيس الجمهورية، نشرت رئاسة الأركان التركية منتصف الليل مذكرة على موقعها الإلكتروني، جاء فيها أن "الأزمة التي ظهرت خلال انتخاب رئيس الجمهورية تركّز على نقاش العلمانية، وهذا يُشكل مصدر قلق لدى القوات المسلحة التركية التي تعتبر طرفًا في هذا النقاش كونها المدافع الرئيسي عن العلمانية، وتعارض بشكل قطعي كافة التعليقات السلبية، إذ ستتخذ موقفًا واضحًا وصريحًا في هذا الصدد إذا لزم الأمر".
وكان التهديد يقصد أن الجيش لن يسمح باختيار رئيس جمهورية ترتدي زوجته الحجاب.
وأثارت المذكرة التي عُرفت بعد ذلك بـ "المذكرة الإلكترونية"، رد فعل قويا من حكومة حزب العدالة والتنمية التي وصفها المتحدث باسمها آنذاك "جميل جيجك" بأنها "موقف معارض للحكومة"، مؤكّدًا أن هذا الموقف لا يمكن أن يرد في دولة الحقوق والديمقراطية خاصة على لسان مؤسسة كرئاسة الأركان التي تتبع لرئاسة الوزراء.
واعتبر جيجك أن التوقيت الذي صدر فيه البيان "له مغزى"، وقال إن "نشر بيان كهذا خلال مرحلة انتخاب رئيس الجمهورية وفي منتصف الليل، مثير للقلق وسيتم اعتباره محاولة للتأثير على القضاء الأعلى لكونه ظهر بالتزامن مع نقاشات المحكمة الدستورية".
وقد جرى انتخاب عبد الله غُل رئيسًا للجمهورية التركية عن طريق البرلمان 28 أغسطس/آب 2007.