هاجم زعيم حزب "الحركة القومية" التركي دولت بهتشلي، الولايات المتحدة لاعتزامها استضافة إرهابي مطلوب بالنشرة الحمراء لتركيا، واصفا ذلك بأنه "عار".
وقال بهتشلي خلال كلمة ألقاها في المقر العام للحزب بالعاصمة أنقرة، السبت: "قيام دولة حليفة (الولايات المتحدة) بتقدير وتكريم قاتل مطلوب بالنشرة الحمراء (الإرهابي مظلوم عبدي) يعد عارا ومخالفا للقانون، وجُبنا".
ووصف الاتفاقين اللذين أبرمتهما تركيا كلا على حدة، مع الولايات المتحدة وروسيا، حول شمال سوريا، بـ "النجاح الاستراتيجي".
وأضاف: "الاتفاق مع الولايات المتحدة في 17 أكتوبر (تشرين الأول الجاري)، ثم مع روسيا في 22 من الشهر ذاته، يعد نجاحا إستراتيجيا وبشرى للنهضة الوطنية".
وأشاد بهتشلي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لموقفه الثابت في الدفاع عن مصالح تركيا خلال المفاوضات مع الجانبين الأمريكي والروسي.
وبيّن بالقول: "السيد أردوغان، اتخذ موقفا ثابتا يحمي المصالح التركية في مواجهة المعسكرين الشرقي والغربي، هذه مرحلة مهمة في التاريخ".
وانتقد بهتشلي، البرلمان الأوروبي الذي أدان تركيا لتنفيذها عملية "نبع السلام" ضد الإرهابيين شرق الفرات، مؤكدا أن الأخير أظهر إلى جانب من يقف، من خلال استضافته في الماضي للإرهابيين.
وأضاف أن البرلمان الأوروبي ودول الاتحاد، أثبتت أنها لم تتمكن من تجاوز امتحان الأخلاق والضمير.
وأوضح أن الشعب التركي يفتخر بحكومته، وقواته المسلحة، وبدبلوماسييه الذين يستمدون قوتهم من تاريخهم وشعبهم.
واعتبر أن تركيا أنزلت ضربة بمحاولات إنشاء دويلة إرهابية على طول حدودها الجنوبية، وأبعدت الإرهابيين مسافة 30 - 32 كيلومترا عن حدودها، وبذلك أفشلت مؤامرات قوى الشر.
وتابع: "أولئك الذين يصورون كفاحنا ضد الإرهاب على أنه هجمات وحرب ضد الأكراد، فاقدو الشرف والعقل والأخلاق".
ووصف مزاعم استخدام تركيا أسلحة كيميائية، واستهدافها الضرائح والمستشفيات بأنها "تضليل"، مبينا أن العرب والأكراد أشقاء للشعب التركي.
وأردف: "أولئك الذين يلجؤون إلى الأكاذيب والافتراءات ويصورون كفاحنا العادل والشرعي ضد الإرهاب على أنه هجوم على الأكراد والأبرياء، هم الأعداء الحقيقيون للأتراك والأكراد".
وشدد زعيم الحزب التركي على ضرورة مناقشة مسألة حلف شمال الأطلسي "ناتو" لتعامله ببرود مع كفاح تركيا ضد الإرهاب.
والثلاثاء الماضي، استضافت مدينة سوتشي قمة تركية ـ روسية، انتهت بالتوصل إلى اتفاق حول انسحاب تنظيم "ي ب ك" الإرهابي بأسلحته عن الحدود التركية إلى مسافة 30 كم خلال 150 ساعة.
وفي 9 أكتوبر الجاري، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي "ي ب ك/ بي كا كا" و"داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وفي 17 من الشهر نفسه، علق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب الإرهابيين من المنطقة، أعقبه اتفاق مع روسيا في 22 من الشهر ذاته.
