أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أن معطيات الأمم المتحدة تشير إلى بدء عودة 30 ألف سوري لديارهم في منطقة عملية "نبع السلام" بعد تحريرها من الإرهابيين.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده، السبت، مع نظيره الألماني هايكو ماس بالعاصمة التركية أنقرة.
وقال تشاوش أوغلو إن الجيش التركي "يتحرك دائما بدقة فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية" خلال العمليات.
وأضاف: "وفقا لمعطيات الأمم المتحدة، 30 ألف سوري بدؤوا العودة إلى ديارهم في منطقة نبع السلام".
وشدد على أن تركيا "لا تتسامح أبدا مع انتهاكات حقوق الإنسان".
وأردف: "تركيا هي الدولة الأكثر حرصا على وحدة الأراضي السورية وعودة المهاجرين إلى بلادهم بشكل طوعي".
وتابع الوزير التركي: "ما نأمله من ألمانيا بخصوص عملية نبع السلام هو العمل بما يتوافق مع روح التحالف بين البلدين".
واستدرك: "رأينا أن الولايات المتحدة غير صادقة فأطلقنا عملية نبع السلام".
وأكد أنه "من غير المقبول أن تقيم الولايات المتحدة حوارا مع إرهابي مطلوب على قوائم الإنتربول"، في إشارة إلى القيادي في تنظيم "ي ب ك" الإرهابي مظلوم عبدي.
وأكد الوزير التركي أن مقترح وزيرة الدفاع الألمانية، أنيغريت كرامب-كارنباور، بإنشاء منطقة آمنة تخضع لمراقبة دولية شمالي سوريا "غير واقعي".
وأشار إلى أن الجهود التركية في إرساء الاستقرار في سوريا لا تلقى التقدير اللازم من الجانب الألماني.
وأضاف: "يعود النازحون السوريون إلى هذه المناطق طوعا؛ لذا فإن هذا المقترح غير واقعي، ونعتقد أنه من الأفضل تطهير هذه المناطق من الإرهاب، والتركيز على القضايا الإنسانية".
وبيّن تشاوش أوغلو أن 80% من المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى سوريا تمر عبر الأراضي التركية بحكم الجوار والسياسات الإنسانية التي تتبعها تركيا.
وأعرب الوزير التركي عن رفضه وصم الجيش الوطني السوري بـ"الإرهاب".
وقال إن وصف الجيش الوطني السوري بـ"الجهاديين" غير صحيح، مبينا أن تركيا حيّدت مع الجيش الوطني السوري أكثر من 3 آلاف عنصر من تنظيم "داعش" الإرهابي في عملية "درع الفرات".
وأضاف: "عندما يناضل الجيش الوطني السوري ضد داعش نصفق له، ومن الخطأ أن نصفه بالجهاديين عندما يناضل ضد تنظيم بي كا كا الإرهابي؛ فهذا اتهام غير واقعي".
ولفت إلى المضايقات التي يمارسها إرهابيو منظمة "بي كا كا" ومناصروها في أوروبا ضد الجاليات التركية.
وقال في هذا الإطار إن إرهابيي ومناصري منظمة "بي كا كا" في ألمانيا لا يمتنعون عن اللجوء إلى العنف واستهداف الجاليات التركية.
وتحدث الوزير التركي عن محاولة بعض الدول والأطراف تمزيق الأراضي السورية، واتهام تركيا كذبا باقتطاع أراض من سوريا.
وقال: "لم يكن أحد يبدي هذا الحرص على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية عندما كان تنظيم ي ب ك/ بي كا كا، والعديد من الدول وعلى رأسها إسرائيل وبينها فرنسا تسعى لتقسيم سوريا".
وشدد على أن تركيا ملتزمة بوحدة سوريا ولا تطمع بأراضيها، وتولى الأهمية إلى عودة السوريين طوعا إلى بلادهم.
وقال: "لقد تم ثقب قوارب اللاجئين في سواحل بحر إيجه (في الطرف اليوناني)؛ فإجبار هؤلاء الناس على العودة قسرا غير إنساني، وجريمة في نفس الوقت".
وفيما إذا كانت تركيا ستُقصى من برنامج صناعة مقاتلات "إف-35"، قال تشاوش أوغلو إن بلاده شريكه في هذا البرنامج.
وأعرب عن أسفه من اتخاذ الولايات المتحدة بعض الإجراءات ضد تركيا بعد شرائها منظومة الصواريخ الدفاعية "إس-400" الروسية.
وأوضح أن تركيا تصنع بعض أجزاء مقاتلات "إف-35"؛ "لذا فإن إخراجها من البرنامج ليس من مصلحة أحد، ونؤمن بأن الأمور ستعود لنصابها الصحيح".