أردوغان: عندما يحين الأوان سنفتح حدودنا للمهاجرين صوب أوروبا

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 24.10.2019 19:17
آخر تحديث في 24.10.2019 23:50
أردوغان: عندما يحين الأوان سنفتح حدودنا للمهاجرين صوب أوروبا

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه عندما يحين الأوان ستفتح تركيا حدودها للمهاجرين ليتوجهوا صوب أوروبا.

جاء ذلك في كلمة له الخميس، خلال اجتماع مع مسؤولين محليين في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.

وأضاف أردوغان: "نخوض اليوم كفاحًا دوليًا ونقف صامدين أمام هجمات كبرى الدول".

وتابع الرئيس التركي : "انتقلنا إلى استراتيجية القضاء على الهجمات الموجهة ضد بلادنا في مصدرها مباشرة".

وأوضح أردوغان: "حينما أقول سنفتح حدودنا أمام المهاجرين يرتبكون (الأوروبيون)، عندما يحين الأوان سنفتح الأبواب".

وتابع أردوغان: "نبتسم بأسف إزاء المسؤولين عن مقتل 50 مليون شخص في الحرب العالمية الثانية وهم يحاولون تعليمنا درساً في الإنسانية ".

وحول عملية نبع السلام شمالي سوريا، قال أردوغان: "لا حاجة إلى الحصول على إذن من أحد لتدمير ممر إرهابي يراد تأسيسه على طول الحدود التركية".

وأضاف : "البرلمان الأوروبي اقترح أمس "إقامة منطقة حظر طيران" في سوريا، نحن قدمنا هذا المقترح لكل أنحاء سوريا عندما كان مئات الآلاف من الأبرياء يقتلون تحت قصف قوات النظام والطائرات الحربية للقوى الأخرى".

وأكد أردوغان أن "المساحة التي سيطرنا عليها في إطار عملية "نبع السلام" بلغت 4220 كيلومترا مربعا".

وبين أن الجنود الأتراك والجيش الوطني السوري يمشطون منطقة عملية نبع السلام، مؤكدًا أن من حقهم الطبيعي سحق الإرهابيين في حال واجهوهم.

ولفت أردوغان إلى أن أي محاولة لإعادة تقديم أي منظمة إرهابية عبر تغيير اسمها أو أعلامها أو زيها لن تنطلي عليهم.

وأضاف: "لا نتردد أبدًا في مواصلة المضي في الطريق الذي نعرفه، ولا نضع في الحسبان أبدًا ضخامة الثمن الذي ندفعه في سبيل ذلك".

وحول صياغة دستور جديد بسوريا قال الرئيس التركي: " سوف نفضح للرأي العام العالمي كل من يحاول تخريب العملية باستخدام المنظمات الإرهابية أو النظام ".

وتابع: "ضمان وحدة تراب سوريا وكيانها السياسي مرهون بنجاح هذه العملية (صياغة دستور جديد) وإلا فلن يحاور أحد إدارة دمشق ولن تنتهي الفوضى في البلاد".

ووجه الرئيس التركي دعوته للمجتمع الدولي قائلاً: "أدعو العالم بأسره ليرى ويقبل أن "بي كا كا/ي ب ك" تنظيم إرهابي لايقل خطرا عن "داعش"، ويتخذ موقفا حياله".

وشدد أردوغان: "نحن أول من سيقف في وجه أولئك الذين يحاولون استغلال حياة الشعب السوري ومستقبله، لتنفيذ مخططاتهم الكبيرة في المنطقة".

وانتقد أردوغان فرنسا قائلا: "تقتلون مليون ونصف مليون شخص في رواندا، ومثلهم في الجزائر، وستحاول بعد ذلك إعطاء تركيا درسا في الإنسانية ودون حياء أو خجل، انظروا إلى أنفسكم أولا، فتاريخ تركيا خال من المجازر".

وأكد أن بلاده دعت منذ بدء الأزمة السورية كافة الأطراف بمن فيهم النظام السوري، إلى ضرورة العمل من أجل حل الأزمة بكل سهولة وبأقل الخسائر.

وتابع قائلا: "في قمة العشرين التي استضفناها عام 2015، عرضت على الزعماء المشاركين إقامة منطقة آمنة في سوريا، فهذه الفكرة لم تدخل أجندة تركيا حديثا، كنا ندعو لهذه الخطوة منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما".

وأوضح الرئيس التركي أن أحد أهداف محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو/ تموز 2016، كانت القضاء على استراتيجية تركيا الفاعلة في مكافحة الإرهاب.

وبيّن أن تركيا استطاعت دحر محاولة الانقلاب بمعونة الله ثم ببسالة الشعب التركي، موضحا أنه في أعقاب المحاولة مباشرة أطلقت تركيا عملية درع الفرات ردا على هذه المحاولة، ثم ألحقتها بعملية غصن الزيتون التي حطمت أحد أركان مؤامرة كبيرة.

ونوّه أن عودة 365 ألف لاجئ سوري إلى المناطق التي حررتها تركيا من الإرهابيين في إطار العمليتين، تؤكد أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي تتخذ إجراءاتها مراعية القواعد الإنسانية.

ولفت إلى أن منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب، التي تشكلت بدعم روسي إيراني، أثمرت بحماية أرواح مئات الآلاف وعدم تهجير الملايين من مناطقهم.

وأوضح أن تركيا تؤكد في كل فرصة إيلائها أهمية كبيرة على وحدة الأراضي السورية، قائلا "لا نطمع بالأراضي السورية".

وأكد أن تركيا لا مشكلة لها مع أشقائها الأكراد سواء في سوريا أو في تركيا، وإنما همها الوحيد هو مكافحة الإرهاب فحسب.

ووجه أردوغان خطابه إلى الدول الغربية، مؤكدا ضرورة عدم وصف أسماء التنظيمات الإرهابية، بأنهم أكراد.

والثلاثاء الماضي، استضافت مدينة سوتشي قمة تركية ـ روسية، انتهت بالتوصل إلى اتفاق حول انسحاب تنظيم "ي ب ك" الإرهابي بأسلحته عن الحدود التركية إلى مسافة 30 كم خلال 150 ساعة.

وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي "ي ب ك/ بي كا كا" و"داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

وتهدف العملية العسكرية إلى القضاء على "الممر الإرهابي"، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.