قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده أبرمت الاتفاق المتعلق بعملية "نبع السلام" مع الجانب الأمريكي وليس مع النظام السوري، محذّرا الأخير من مغبة القيام بتصرف خاطئ.
جاء ذلك في معرض رده على أسئلة الصحفيين، عقب لقائه مندوبي وسائل إعلام أجنبية، الجمعة، في مدينة إسطنبول.
وحول الاتفاق قال أردوغان إن "التنظيمات الإرهابية لم تخرج بعد (من المنطقة الآمنة شمال سوريا)، لذلك حددنا مهلة 120 ساعة" (من أجل انسحاب الإرهابيين).
وأردف مبينًا: "لم نبرم الاتفاق مع النظام (السوري)، بل مع الولايات المتحدة، وفي حال أقدم النظام على تصرف خاطئ فسيلقى ردًا منّا".
وأوضح أنه تم تطهير ما بين مدينتي "تل أبيض" و"رأس العين" (من الإرهابيين) خلال عملية "نبع السلام" شمال شرقي سوريا، فيما شدد أن "الأمر لم ينته بعد".
وأضاف :"أعتقد أننا سنقوم بمزيد من الأعمال مع القوات الأمريكية هنا (شمال سوريا) بعد خروج الإرهابيين منها".
وأردف: "لم نقل إننا نخوض حربا مع التنظيم الإرهابي، بل قلنا إننا نكافحه، لأن مصطلح الحرب ليس رخيصًا لهذه الدرجة، فالحرب تكون بين دول".
وتابع: "عندما لم نلمس الرد الإيجابي الذي كنا ننتظره من المجتمع الدولي أيضا اقتلعنا شوكنا بأيدينا"، في إشارة إلى مطالب أنقرة المتكررة بوقف تسليح ودعم المنظمات الإرهابية شمالي سوريا.
ومضى قائلا: "لو أننا صمتنا ولم نتدخل ضدهم (التنظيم الإرهابي) لذهبوا إلى أبعد مما كانوا عليه".
وأكد أردوغان أن تركيا ليس بوسعها الانشغال بالتنظيمات الإرهابية إلى ما لا نهاية، وأنه "على النظام في سوريا أن يكافح هذه التنظيمات الإرهابية أيضا".
والخميس، توصلت أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بأن تكون المنطقة الآمنة في الشمال السوري تحت سيطرة الجيش التركي، ورفع العقوبات عن أنقرة، واستهداف العناصر الإرهابية.
جاء ذلك في بيان مشترك يضم 13 مادة، حول شمال شرق سوريا، عقب مباحثات بين الرئيس رجب طيب أردوغان، ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، ومباحثات أخرى بين وفدي البلدين.
وذكر البيان، أن تركيا والولايات المتحدة تؤكدان علاقاتهما كعضوين وثيقين في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وأن الولايات المتحدة تتفهم هواجس تركيا الأمنية المشروعة حيال حدودها الجنوبية.
وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي "ي ب ك/ بي كا كا" و"داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وتهدف العملية العسكرية إلى القضاء على "الممر الإرهابي"، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.