أردوغان رداً على مقترح ترامب: نحن لا نجلس على نفس الطاولة مع تنظيم إرهابي
- وكالة الأناضول للأنباء, أنقرة
- Oct 16, 2019
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ردًا على مقترح أمريكي بخصوص عملية "نبع السلام" طالبت فيه بوقف إطلاق النار والوساطة من أجل التفاوض، "لا نجلس على طاولة واحدة مع تنظيم إرهابي".
جاء ذلك بحسب بيان صادر عن دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية التركية، الثلاثاء، نقلًا عن تصريحات صحفية أدلى بها الرئيس، أردوغان، على متن الطائرة عائدًا من أذربيجان؛ حيث كان يشارك بالقمة السابعة لـ"المجلس التركي".
الرئيس أردوغان ذكر في هذا السياق أنهم تباحثوا مع الولايات المتحدة وروسيا من أجل تنسيق التطورات الميدانية، مضيفًا "وبالأمس تحدثت مع ترامب، ومن قبله ماكرون، وسأتحدث بوقت لاحق مع بوتين".
وذكر أردوغان في تصريحاته جاء مقترح أمريكي يقول "فلتوقفوا إطلاق النار، ولنقم نحن بدور الوساطة من أجل التفاوض"، مضيفًا كرد على هذا المقترح "نحن لا نجلس مع تنظيم إرهابي على نفس الطاولة".
وتابع قائلا "وقلت له (أي ترامب) إنه ليس من الصائب من حيث علم السياسية من من حيث قانون الحرب أن تقوم دولة مثل أمريكا بالتدخل في وساطة بين حليف لكم تركيا وبين تنظيم إرهابي (ب ي د/ي ب ك)".
وردًا على سؤال عما إذا كان هذا المقترح قد جاء من ترامب، قال أردوغان "نعم. والآن لدينا مقترح لترامب، إذ طلبت منه إرسال لجنة. لأنه يقول أوقفو إطلاق النار. ونحن لن نفعل ذلك مطلقًا".
وأفاد أن "وقف إطلاق النار لن يتحقق إلا عند تطهير المنطقة بأكملها من العناصر الإرهابية، لأننا نعتبر هذه منطقة آمنة سنعيد إليها من يرغب من اللاجئين الموجودين في أراضينا، وستكفل بالدعم اللوجيستي والحماية اللازمة لذلك".
وأوضح الرئيس التركي أن الثلاثاء كان اليوم السابع لعملية "نبع السلام"، مضيفًا "وتسير العملية بنجاح كما هو مخطط له، ولقد تمكنت القوات من تطهير رأس العين من الإرهابيين في اليوم الرابع، وتل أبيض في اليوم الخامس، وقمنا بتأمين المنطقتين، واليوم (الثلاثاء) وصلنا لعمق 32 كم، وسيطرنا على طريق (M4) السريع شمال سوريا".
وشدد على أنهم يبذلون أقصى حرص حتى لا يصاب المدنيون بسوء، وأن القوات المسلحة التركية تبذل كل ما بوسعها في هذا الصدد، مضيفًا "الطرف المقابل يتسم بالوحشية، فلقد أطلق نحونا ما يقرب من 700 قذيفة هاون وصاروخ، ما أسفر عن وفاة عدد من المدنيين، من بينهم طفل سوري يدعى محمد يبلغ من العمر 9 شهور فقط".
وتابع قائلا "فضلا عن استشهاد 18 مدنيًا و3 جنود، أحد هؤلاء الجنود استشهد في منبج صباح الثلاثاء، وذلك نتيجة القصف المدفعي الذي قامت به قوات النظام (السوري) على تلك المنطقة، لكننا في المقابل جعلناهم يدفعون الثمن غاليًا".
واستطرد أردوغان قائلا "نحن بكل تأكيد نتصرف بحساسية مفرطة بخصوص مسألة المدنيين، وهذا ما التزمنا به في عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون. وعند النظر إلى الجانب الآخر نجد أن 4 آلاف مدني لقوا حتفهم في الرقة ودير الزور، وحوالي 9 آلاف أو 11 ألفًا بالموصل، لكن الغرب يغض الطرف عن تلك الأعداد، ولم يتحدث عنها مطلقًا".
وأضاف الرئيس التركي قائلا "والآن يحاولون الضغط علينا، أما نحن فنقول إن هذه العملية لا تستهدف سوى التنظيمات الإرهابية، وهي مستمرة حتى تحقق أهدافها".
وجدد التأكيد على أن "هدف عملية نبع السلام واضح؛ وهو تطهير حدودنا من كافة العناصر الإرهابية، والتمكن من إعادة اللاجئين إلى منازلهم بشكل آمن، وهذا بالطبع وفق رغباتهم، وهذه العملية كما قلت مستمرة حتى تصل لأهدافها".
وشدد على أن "كل ما يقال من مزاعم بأن العملية ضد الأكراد وتستهدف المدنيين، وستضعف التصدي التنظيم داعش الإرهابي، وستتسبب في أزمة إنسانية، وعدم استقرار بالمنطقة، كلها أكاذيب مختلقة تهدف لحماية التنظيم الإرهابي (ب ي د/ي ب ك)".
ولفت إلى أن "هناك شيء آخر مثير، بخصوص السجن الذي يقبع فيه عناصر داعش، إذ قال لي الرئيس ترامب: هل إذا تركنا لكم هذا السجن، هل ستتولونه. فقلت له في اتصال هاتفي: سنتباحث الأمر مع أصدقائنا، ولنخطو هذه الخطوة معهم ونأخذ السجن تحت سيطرتنا".
وأضاف أردوغان "وردًا على سؤال (من ترامب) عما سنقوم به بعد السيطرة على السجن، قلت له سنرسل من يريدون العودة إلى بلدانهم إلى حيثما أرادوا"، مضيفًا للصحفيين "لكن كما تعلمون قام تنظيم ب ي د الإرهابي أمس (الاثنين) بإطلاق سراح نزلاء السجن".
واستطرد قائلا "لكن هذا الأمر لن يقلل من عزيمتنا، سنواصل العملية، فإرهابي واحد، مثل مئة ومثل ألف، لا شيء يتغير. هم كالفيروسات، لكم أن تتخيلوا فيروس كفيروس السرطان".
- (ب ي د/ي ب ك) الإرهابي كان يتحرك مع الولايات المتحدة بالأمس، واليوم يبحث عن سبل للتفاهم مع النظام:
في سياق متصل أوضح الرئيس أردوغان أن "تركيا تكافح تنظيم داعش بشجاعة، إذ تمكنا من تحييد 3 آلاف من عناصره في مدينة الباب وحدها. وتصدينا لهذا التنظيم الإرهابي فيما بعد سيستمر على هذا النحو من العزم دون تراخي".
كما لفت إلى أن "الأجندة الخاصة بتنظيم ب ي د/ي ب ك واضحة ومعروفة للجميع، فحتى الأمس كان يتحرك مع الولايات المتحدة، والآن يبحث عن سبل للتفاهم مع النظام السوري. لذلك على الدول الأوروبية التي تقول إن هذا التنظيم حليف لها، أن تقف وتفكر".
وقاصدًا الدول الغربية أضاف أردوغان "دعوني أسألكم سؤالًا: من حليفكم ؟ تركيا أم ب ي د/ي ب ك أم تنظيم داعش؟ فهذا التنظيم هو الذي أطلق سراح عناصر داعش من السجن، ولم تنطقوا بكلمة واحدة".
- هدفنا واضح، ولا تقلقنا مسألة العقوبات مطلقًا:
في السياق ذاته أوضح أردوغان أن تنظيم ب ي د/ي ب ك خسر مواقع بسرعة، مضيفًا "يضغطون علينا لوقف العملية، فنراهم يعلنون عن عقوبات ضدنا، لكن هدفنا واضح، ولن تقلقنا أية عقوبات. فكما تعلمون هناك عقوبات أقرت بحق 3 وزراء أتراك، فضلا عن عقوبات تجارية، لكن المثير أنهم من ناحية أخرى يقومون بدعوتي لزيارة الولايات المتحدة يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني".
وجدد تشديده على أن "هدفنا واضح وهو إخراج الإرهابيين إلى ما بعد 32 كم من الحدود، وتأمين هذا الخط بداية من نهر الفرات حتى الحدود العراقية. وكما قلت لترامب في الاتصال الهاتفي نحن لا نهدف لشن أي هجوم على عين العرب أو أي مكان آخر، ولا نستهدف الأكراد أو المدنيين، بل هدفنا منحهم الأمان".
وتابع قائلا "وبهذا الخصوص أود لفت الانتباه إلى أمر متناقض، وهو أن الولايات المتحدة تنسحب من المنطقة ثم لا ترغب في دخولنا إليها"، مضيفًا "ولا شك أن نبع السلام سيكون لها إسهام كبير في عملية الحل السياسي بسوريا".
- تحييد 611 إرهابيًا حتى الآن:
وعن نتائج عملية "نبع السلام" ذكر الرئيس التركي أن عدد الإرهابيين الذين تم تحييدهم حتى اليوم السابع بلغ 611 إرهابيًا، مضيفًا "556 منهم قتلى، و26 جرحى، و29 استسلموا. فيما استشهد لدينا 20 مدنيًا، و4 جنود، و159 مدنيًا مصابًا، و47 من الجنود".
وتابع قائلا "وفي صفوف الجيش الوطني السوري استشهد 32 فردًا، وأصيب 123 آخرون. وتم إطلاق 820 صاروخا وقذيفة مدفعية، كما قمنا بتطهير مساحة تقدر بـ970 كم".
وعن دخول النظام السوري لمنبج قال الرئيس التركي "هذا أمر ليس سلبيًا للغاية بالنسبة لي، فهذه في النهاية أرضهم. لكن المهم بالنسبة لي ألا تبقى تنظيمات إرهابية هناك، وسبق أن قلت للرئيس بوتين: هل سيبقى تنظيم ب ي د/ي ب ك هنا أم لا ؟ إذا كنتم ستتولون تطهير منبج تفضلوا ووفروا كافة الدعم اللوجيستي أنتم أو النظام، وإن كنتم لن تفعلوا فالعشائر هنا طلبت مجيئنا؛ لأن 80% من منبج من العرب، وليس الأكراد. لكن حتى الآن لم يأتني رد من بوتين أو النظام".
وتابع "أما بخصوص عين العرب فهي ذات أغلبية كردية. لكن بعد إمداد التنظيم الإرهابي هناك بالسلاح، لجأ 300 ألف كردي إلى أراضينا جاءوا من المدينة ليعيشوا في أراضينا، وهذا أمر يتجاهله الغرب ولا يتحدثون عنه، بل هم حريصون على إظهارنا وكأننا نشنق الأكراد، ونذبحهم، ونقتلهم، ولا يوجد شيء من هذا القبيل على الإطلاق".
- عين العرب لها أهمية إستراتيجية فمنها قاموا بضربنا:
وردًا على سؤال ما إذا كانت عين العرب من ضمن المنطقة الآمنة المخطط إقامتها أم لا، قال الرئيس أردوغان "بالطبع هي من ضمنها لأن لهذه المدينة أهمية إستراتيجية، فمنها قاموا بضربنا من قبل".
- العقوبات بحق تركيا:
في السياق ذاته قلل الرئيس التركي من أهمية العقوبات الأمريكية الأخيرة بحق تركيا، وذكر أن بلاده "باتت الآن دولة قادرة على الاعتماد على نفسها، وتؤمن نحو 70% من كافة احتياجاتها المتعلقة بالصناعات الدفاعية. فالأسلحة التي نستخدمها في مواجهة الإرهاب داخليًا وخارجيًا نحن ننتجها".
وتعليقًا على تهديدات وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، بشأن وقف بيع السلاح لتركيا قال أردوغان "هذا رجل لا يعرف حدوده، وتهديده هذا لا يخيفنا فهم الخاسرون وليس نحن. وهذا الوزير لا يعرف السياسية، لأنه لو كان يعرفها لما تحدث بهذا الشكل".