أردوغان يكشف عن التعاون مع الصين في مشروع "الممر الوسط" ويتحدث عن نظام عالمي جديد

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 02.07.2019 11:08
آخر تحديث في 02.07.2019 11:49
أردوغان يكشف عن التعاون مع الصين في مشروع الممر الوسط ويتحدث عن نظام عالمي جديد

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده تشاطر الصين نفس الرؤية في مجالات مثل الحفاظ على السلام، والأمن، والاستقرار العالمي، وتشجيع التعددية والحفاظ على التجارة الحرة.

جاء ذلك في مقالة للرئيس التركي كتبها لصحيفة "غلوبال تايمز" البارزة في الصين، حملت عنوان "تركيا والصين: بلدان يتشاطران رؤية مستقبلية مشتركة" تطرق خلالها إلى العلاقات بين تركيا والصين.

وشدد أردوغان على أن مسؤوليات كبيرة تقع على عاتق البلدين في هذه الفترة التي بدأ يظهر فيها نظام عالمي جديد، لافتًا إلى أن تركيا والصين لديهما تعاون اقتصادي وثقافي وثيق على مدى مئات الأعوام رغم البعد الجغرافي بينهما.

وأضاف: "الشعبان الصيني والتركي اللذان يمتلكان حضارة عريقة في أقصى قارة آسيا وأقصى غربها، قدما إسهامات كبيرة للإنسانية في تطوير التفاعل التجاري، والثقافي عبر تحملهما مسؤولية حماية طريق الحرير التاريخي".

وأوضح الرئيس التركي أن بلاده دعمت بشدة مبادرة "الحزام والطريق" (الصينية)، وأنها كانت من أولى الدول التي دعمتها عام 2013.

ولفت إلى أن مبادرة الممر الوسط التي تقودها تركيا تقع في مركز مبادرة الحزام والطريق، مؤكدًا أن الممر الوسط الذي ينطلق من تركيا بسكك حديدية إلى جورجيا وأذربيجان ومنها إلى تركمانستان عبر بحر قزوين وثم كازاخستان فالصين، يشكل أهم مكونات مشروع الحزام والطريق.

كما شدد الرئيس التركي على أن مشروع سكة حديد "باكو (أذربيجان)- تبليسي (جورجيا)- قارص (تركيا)"، وجسر السلطان ياووز سليم المقام على المضيق في إسطنبول، ومشروع مترو أنفاق مرمراي، وأنفاق أوراسيا العابرة من أسفل المضيق، إضافة إلى جسر جناق قلعة الذي تتواصل أعمال بنائه على مضيق جناق قلعة (الدردنيل)، والطرق المقسمة والطرق السريعة، وخطوط القطارات السريعة، والقواعد اللوجستية، وجميع البنى التحتية للاتصالات تعد استثمارات بنية تحتية تحققت في إطار مشروع الممر الوسط".

وبين أن كافة هذه المشاريع ستسهم إيجابيًا وبشكل مباشر لتحقيق أهداف مشروع الحزام والطريق للربط بين بكين ولندن.

وأعرب عن ثقته بأن الممر الوسط سيقدم خدمات كبيرة للغاية لمشروع الحزام والطريق بسبب ميزة توفيره للوقت، وتقديمه للخدمات على مدار 12 شهرًا بغض النظر عن التأثيرات الموسمية.

وأردف في ذات السياق قائلا "وفي هذا الإطار، سنواصل العمل مع أصدقائنا الصينيين من أجل دمج مشروع الحزام والطريق مع الممر الوسط".

دعوة إلى رجال الأعمال الصينيين:

الرئيس أردوغان أكد أن من بين أهداف تركيا زيادة حجم التبادل التجاري مع الصين إلى 50 مليار دولار في بادئ الأمر، وهو ضعف المستوى الراهن، ومن ثم إلى 100 مليار دولار، على أساس خدمة مصالح البلدين واستنادا إلى توازن أكثر ومستدام.

ودعا أردوغان رجال الأعمال الصينيين إلى الاستثمار في تركيا التي تعد قلب مشروع الحزام والطريق وتقع بين قارتي آسيا وأوروبا.

وشدد على أن استثمار رجال الأعمال الصينيين في تركيا لا يعد فقط استثمارا في بلد عدد سكانه 82 مليون ويمتلك شعبا شابا وديناميكيا، واقتصاده في المرتبة الـ 16 عالميا؛ بل هو استثمار في بلادنا وما خلفها حيث يبلغ عدد السكان 1.6 مليار نسمة، بحجم إجمالي ناتج محلي 24 تريليون دولار.

وأكد أردوغان التزام بلاده بتعزيز علاقات التعاون مع الصين في كافة المجالات، مشيرا إلى إمكانية اتخاذ الخطوة الأولى نحو إنشاء جامعات مشتركة في مجال التعليم في هذا الشأن.

وأعرب أردوغان عن ثقته في إمكانية تعزيز علاقات التعاون بين تركيا والصين في مجال الصناعات الدفاعية، خصوصا أن كلا البلدين أثبتا للعالم جدارتهما في مجال التكنولوجيا وقوتهما الإنتاجية عبر تنفيذ مشاريع خاصة بهذا المجال.

وأوضح أن تركيا تشاطر نفس الرؤية مع الصين في مجالات مثل الحفاظ على السلام والأمن والاستقرار في العالم، وتعزيز التعددية والحفاظ على التجارة الحرة.

وأكد أنه هناك حاجة لبناء نظام دولي جديد يحقق المصلحة المشتركة للبشرية جمعاء، وذلك في وقت يبحث العالم عن توازن جديد متعدد الأقطاب.

وأضاف أنه ضمن مساعي إنشاء هذا النظام الجديد، يقع على عاتق تركيا والصين اللتان تمتلكان أعرق حضارة بشرية، دور كبير.