شكل الاجتماع الخامس لمجموعة العمل المعنية بالإصلاح في سبيل انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، الذي عقد في أنقرة الثلاثاء الماضي، دليلاً حيًّا على عزم وإصرار تركيا المضي قدما في سبيل تحقيق هذا الهدف.
وقد انعقد الاجتماع بالتنسيق مع رئاسة الاتحاد الأوروبي، وبمشاركة كل من وزير العدل التركي عبد الحميد غُل، والخارجية مولود تشاووش أوغلو، والخزانة والمالية براءت ألبيرق، والداخلية سليمان صويلو.
وتناول المشاركون القرارات المتخذة خلال الاجتماع السابق، والمرحلة التي تم التوصل إليها بخصوص تنفيذها.
كما لعبت اجتماعات المجموعة دورا هاما في إعداد مقترحات الإصلاحات السياسية وآلية تطبيقها، فضلا عن تقييم مراحل المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، والبحث بشأن تطلعات تركيا من الاتحاد الأوروبي.
وضمن إطار هذا الاجتماع، ستُعقد النسخة الثالثة من اجتماع الحوار الاقتصادي رفيع المستوى مع الاتحاد الأوروبي، في شهر فبراير/ شباط القادم.
وتم التأكيد خلال الاجتماع على إصرار تركيا المضي قدما بخصوص الإصلاحات، والإشارة إلى أنه تم قطع أشواط طويلة بشأن تحديث وثيقة إستراتيجية إصلاح القضاء، وأنه من المزمع أن يتم الإعلان عن الوثيقة في شهر يناير/ كانون الثاني المقبل.
من جهة أخرى، جرى خلال الاجتماع انتقاد تأخير تسديد الدفعات المالية المترتبة على الاتحاد الأوروبي لمساعدة اللاجئين السوريين، إلى جانب انتقاد قرار البرلمان الأوروبي في تجميد المساعدات المالية المقدمة للحكومة التركية ما قبل الانضمام للاتحاد الأوروبي.
وعقب الاجتماع، جرى نشر بيان مشترك، جاء فيه "ننتظر الوفاء بالتعهدات التي قطعها الاتحاد الأوروبي لتركيا على خلفية اتفاق 18 مارس/آذار 2016".
وضمن إطار هذا الاتفاق، أكد البيان على ضرورة إعادة إحياء مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد، وتسريع مفاوضات إلغاء تأشيرة دخول الأتراك للاتحاد، وتطبيق برنامج إعادة قبول اللاجئين، وتسريع المساعدات المالية للسوريين الموجودين بتركيا تحت الحماية المؤقتة.
وأكد البيان على أنه يجب أن تتم إدارة ملف الهجرة مع الأخذ في الاعتبار الوضع الإنساني، وعدم إدارتها بالاعتماد على المفهوم الأمني الصرف.
كما أشار البيان إلى ضرورة التزام الاتحاد الأوروبي بتعهداته بخصوص بدء مفاوضات تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي مع تركيا، إذ جاء فيه "إن بدء المفاوضات في أسرع وقت ممكن سيصب في مصلحة الاتحاد الأوروبي وتركيا على حد سواء".
وذكر البيان أن تركيا ترى في الميثاق الذي سيعرض على الجمعية العامة للأمم المتحدة في 17 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، تحت عنوان "الاتفاقية الدولية بخصوص اللاجئين"، وثيقة مرجعية هامة لاتخاذ خطوات ملموسة فيما يتعلق بتشارك مسؤولية حمل اللاجئين، وأنها ستتابع عن كثب عملية تطبيقها.
وأشار إلى توصل تركيا مع الاتحاد الأوروبي في اجتماع لجنة توجيه الإمكانات المالية للاجئين الذي عقد ببروكسل في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني، إلى اتفاق مبدئي لتوزيع الدفعة الثانية من الدعم المالي للاجئين والبالغة 3 مليارات يورو، قائلا: "ننتظر البدء في توزيع هذه الدفعة في أسرع وقت ممكن".
وشدد البيان أن تركيا تهدف للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، ومستمرة بعزم في العمل لتحقيق هذا الهدف.
وأردف "ستستمر تركيا في العمل من أجل التوافق مع معايير الاتحاد الأوروبي، رغم العرقلة السياسية لمفاوضات الانضمام".
وكانت أعمال النسخة الأولى لاجتماع مجموعة العمل قد جرت بتاريخ 8 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2014، والثانية بتاريخ 20 فبراير/ شباط عام 2015، والثالثة بتاريخ 11 ديسمبر/ كانون الأول عام 2015، والرابعة بتاريخ 29 أغسطس/ آب 2018.