استغرب نائب الرئيس السوداني تصوير بعض الدول وبينها دول عربية الاتفاقية التركية السودانية حول جزيرة "سواكن" السودانية على أنها تتعلق بإنشاء قاعدة تركية، في ترحب تلك الدول بالقواعد العسكرية الحقيقية لدول أخرى في البحر الأحمر.
جاء ذلك في كلمة ألقاها إبراهيم السنوسي الأربعاء، لدى افتتاح ملتقى ومعرض رجال الأعمال والصناعيين المستقلين (موصياد 17) الذي انطلق في إسطنبول اليوم ويستمر حتى السبت المقبل.
وتتطرق السنوسي إلى الاتفاقيات المبرمة بين تركيا والسودان بالقول: "لعل أهم اتفاقية هي صيانة ميناء سواكن، وهي اتفاقية أثارت ضجة ما كانت لتقوم لولا الحسد".
فيما لفت إلى أن اتفاقية صيانة الجزيرة "صورت على أنها منح تركيا قاعدة عسكرية في سواكن"، وأن تلك الضجة سببها "تصوير الاتفاقية بهذا الشكل".
وفي المقابل تساءل مستنكرا: "لا ينبغي أن تكون لتركيا قاعدة على البحر الأحمر، فيما لأمريكا وبريطانيا وغيرها قواعد هنا، وفوقها قواعد لإسرائيل".
واستهجن نائب الرئيس السوداني تلك الاعتراضات: "الغريب أن يأتي الاعتراض من دول عربية لم تعترض على قواعد الدول الأخرى، بل رحبوا بها"، مؤكدا أن "السودان دولة ذات سيادة".
على صعيد آخر، تطرق السنوسي إلى العلاقات التركية السودانية، مشيرًا أنها تزداد قوة وتميزا وتطورا وأن دليل ذلك الزيارة الحالية التي يجريها وفد رفيع المستوى برئاسة فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي إلى السودان.
وأوضح أن الزيارة تأتي للتشاور وتنفيذ 22 اتفاقية "في مجالات الزراعة والصناعة والطاقة وغيرها"، فيما ذكر بالزيارات المتبادلة بين رئيسي البلدين.
وفي السياق ذاته، تحدث السنوسي عن إمكانيات بلاده، مبينًا أن لديها "ثمانية مليون متر مكعب من مياه النيل لم تُستثمر"، وزراعة الأراضي التي لا تزال بورا لم تزرع، "إضافة لملايين الثروة الحيوانية التي تنتظر استثمارا وتصديرا".
ودعا نائب الرئيس، تركيا الدولة ورجال الأعمال في "موصياد" إلى الاستثمار في السودان، خصوصا بعد استئناف التحويلات البنكية إلى البلاد.
وقال بهذا الخصوص: "الثروات تحت الأرض ما ظهر من بترول وغاز وذهب ومعادن، تدعو للاستثمار".
وأعرب السنوسي عن تأييده للسياسة التركية بالقول: "نؤيد حق تركيا في حماية أراضيها من الإرهاب، ونثني على جهودها في استيعاب الملايين من اللاجئين، وعلى مساعيها للحل في سوريا".