في تأكيد الموقف التركي من مؤتمر "باليرمو" الدولي حول ليبيا
- وكالة الأناضول للأنباء, إسطنبول
- Nov 14, 2018
كان موقف تركيا ثابتاً ومبدئياً مما حدث على هامش مؤتمر "باليرمو" الدولي حول ليبيا، حيث تم إقصاؤها وقطر من "اجتماع مصغر" مراعاةً لموقف الجنرال الانقلابي خليفة حفتر ضد أنقرة والدوحة.
فقد احتضنت مدينة باليرمو الإيطالية في اليومين الماضيين، مؤتمراً دولياً لمناقشة حالة عدم الاستقرار السياسي التي تسود ليبيا، وكان انسحاب الوفد التركي برئاسة نائب الرئيس فؤاد أقطاي من المؤتمر، من أبرز أحداث الفعالية.
وكانت تركيا من بين المدعوين لحضور المؤتمر الهادف إلى إيجاد صيغة توافقية بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، المدعوم دوليا، وخليفة حفتر المدعوم من مجلس النواب في طبرق شرقي ليبيا.
ومساء الاثنين، وصل أقطاي والوفد المرافق له إلى مدينة باليرمو، والتقى مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي.
وأكد الجانبان على توافق وجهات النظر بين البلدين حول إيجاد حل دائم للأزمة الليبية، من خلال وحدة الأراضي الليبية وسيادتها السياسية.
وعقب هذا اللقاء، أقدمت إيطاليا على عقد اجتماع مصغر غير رسمي على هامش مؤتمر باليرمو الرسمي، الأمر الذي دفع بالوفد التركي إلى مغادرة أعمال المؤتمر والعودة إلى البلاد.
وحضر هذا الاجتماع المصغر الذي جرى بإشراف كونتي، كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والسراج وحفتر، قائد القوات المسيطرة على الشرق الليبي.
كما حضره أيضا دميتري ميدفيديف، رئيس الوزراء الروسي، وأحمد أويحيى رئيس الوزراء الجزائري، وجان إيف لودريان، وزير الخارجية الفرنسي، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، والمبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة.
ونشر كونتي صورة التقطت في الاجتماع المصغر، عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، وكتب عبارة "إيطاليا تجمع الأطراف الفاعلة في منطقة البحر المتوسط، وتطلق الحوار بشأن ليبيا مجددا".
وعلى إثر إقصاء تركيا من الاجتماع المصغر، أظهر أقطاي رد فعل قوي، وترك المؤتمر ولم يشارك في الصورة التذكارية التي التقطت فيه.
وتعليقا على إقصاء تركيا من الاجتماع المصغر، قال أقطاي: "لا يمكن قبول ما حدث، المجتمع الدولي لم يتحد صباح اليوم، حيث قام البعض باستغلال استضافة إيطاليا للمؤتمر ليتدخل من جانب واحد في مسار الأزمة".
وأضاف أنه "لن يتم تحقيق استقرار في ليبيا ما دام هناك دول تواصل جهودها لتعطيل المسار وفقاً لمصالحها".
وعقب الموقف التركي الصارم، جاء رئيس الوزراء الإيطالي إلى أقطاي مرتين لإقناعه بالعدول عن قرار الانسحاب.
وتعليقا على انسحاب تركيا من المؤتمر، عنونت صحيفة "لا ريبوبليك" الإيطالية خبرها بعبارة "حكومة روما تقصي تركيا وقطر من اجتماع مصغر بناء على طلب حفتر".
وما أثار استياء تركيا أكثر هو أن الرئيس المصري لم يشارك في مأدبة عشاء كونتي مساء الاثنين، وقدِم إلى باليرمو في ساعة متأخرة، وحضر الاجتماع المصغر، ثم غادر المدينة دون حضور جلسات المؤتمر الرسمي.
وفي مؤتمر صحفي، عقده الثلاثاء، أعرب كونتي عن حزنه لانسحاب تركيا من المؤتمر الدولي حول ليبيا في مدينة "باليرمو".