كرر القنصل السعودي العام في إسطنبول موقف بلاده بشأن اختفاء الصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي بعد دخوله القنصلية، قائلاً إنه ليس موجوداً هناك ولا على أراضي المملكة، لكنه أكد عدم امتلاك القنصلية صوراً توثق خروجه منها.
وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من إعلان النيابة العامة في مدينة إسطنبول البدء بالتحقيق في اختفاء خاشقجي ومقولات اختطافه، وتعهد حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بالكشف عن مصير الصحافي السعودي والجهة المسؤولة عن اختفائه.
وعبر المسؤولون الأتراك خلال اليومين الماضيين عن اعتقادهم بوجود خاشقجي داخل القنصلية وأنه لم يخرج منها بعد دخوله إليها ظهر الثلاثاء الماضي.
وقال محمد العتيبي، في تصريحات لوكالة رويترز نشرت مساء اليوم السبت: "أود أن أؤكد أن جمال ليس موجوداً في القنصلية ولا حتى في المملكة العربية السعودية. القنصلية والسفارة تعملان للبحث عنه"، مضيفاً: "نحن قلقون بشأن هذه القضية".
وذكر العتيبي، خلال جولة في القنصلية قاد خلالها صحفيين من رويترز في محاولة لإثبات عدم وجود الصحافي السعودي في مبنى البعثة الدبلوماسية، أنه لا توجد اتهامات قانونية بحق خاشقجي في القنصلية.
من جهة أخرى، قال القنصل السعودي إن مبنى بعثة بلاده في إسطنبول مزود بكاميرات للمراقبة بالفعل، إلا أنه نفى أن تكون هذه الكاميرات قد صورت شيئاً، مشيراً إلى عدم إمكانية الحصول على هذه الصور سواء لدخول خاشقجي أو خروجه.
ووصف المسؤول السعودي المعلومات التي يتم تداولها حول تعرض خاشقجي للاختطاف وعلاقة ذلك بالقنصلية السعودية، بأنها "شائعات لا دليل عليها"، مضيفاً: "نأسف لبعض التصريحات التي أدلى بها مسؤولون أتراك الذين يصرون على وجود (خاشقجي) في القنصلية، من دون أن ينبني ذلك على حقائق".
ويرى محللون أن تسجيلات كاميرات المراقبة في القنصلية السعودية تعد مفتاحاً للغز اختفاء خاشقجي والدليل الوحيد على صحة مزاعم الرياض بنفي صلتها بتغييبه، بعدما تبين للشرطة التركية والسلطات المعنية بأن الصحافي السعودي البارز لم يغادر القنصلية.
وكشفت مصادر في الشرطة اليوم، في تصريحات للأناضول، بأن 15 سعودياً بينهم مسؤولون وصلوا إسطنبول بطائرتين ودخلوا القنصلية بالتزامن مع وجود خاشقجي قبل العودة إلى البلدان التي قدموا منها، وهو ما يرجح علاقة السعودية باختفاء الرجل.
وقال العتيبي إن السلطات المعنية في البلدين على اتصال دائم، داعياً إلى "إتاحة الوقت والفرصة للجانبين للتوصل إلى نتائج".