تستضيف إسطنبول الأسبوع المقبل منتدى الاقتصاد والأعمال التركي الإفريقي الثاني؛ وفق ما أعلنت وزيرة التجارة روهصار بكجان، اليوم.
هذا وقد أطلقت تركيا عام 2003 برنامج "إستراتيجية إفريقيا" لتعزيز العلاقات مع بلدان القارة السمراء. وقد شرعت منذ ذلك التاريخ، في تأسيس علاقات التعاون مع الدول الإفريقية، خاصة دول جنوب الصحراء الكبرى، وذلك في مجالات عديدة أبرزها الاقتصاد والزراعة والتعليم والدبلوماسية والأمن.
وفي مقابلة مع الأناضول، تطرقت الوزيرة إلى مجالات التعاون الثنائي الممكنة بين تركياغ ودول القارة الإفريقية؛ مشيرة إلى أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وإفريقيا بلغ عام 2003، 5.4 مليارات دولار، قبل أن يسجل في 2017 قفزة نوعية بمعدل 280 بالمائة، ليصل إلى 20.6 مليارات دولار.
أما حجم الصادرات التركية إلى إفريقيا، فقدّرت العام الماضي بحوالي 11.7 مليارات دولار، في حين بلغت الواردات الإفريقية إلى تركيا نحو 8.9 مليارات دولار، بالعام نفسه.
وبحسب بكجان، فإن حجم الاستثمارات التركية في عموم القارة الإفريقية ناهز 6 مليارات دولار، فيما تجاوز حجم مشاريع الإنشاءات التي أنجزتها الشركات التركية، بالفترة نفسها بالقارة السمراء، أكثر من 65 مليار دولار.
وفي ما يتعلق بمنتدى الاقتصاد والأعمال التركي الإفريقي الثاني، لفتت بكجان إلى أن إسطنبول ستستضيف النسخة الثانية للفعالية، بعد عامين من تنظيم النسخة الأولى (في 2016).
ومن المنتظر أن تفتتح أعمال النسخة الثانية من المنتدى، الأربعاء المقبل، وتستمر يومين، وذلك ضمن جدول أعمال الحكومة التركية للمائة يوم الأولى من تاريخ إعلانها.
وينظم المنتدى مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية (دييك)، بالتنسيق مع كل من وزارة التجارة التركي وفي الاتحاد الإفريقي.
نقلة في العلاقات وتعزيز الاستثمار:
بكجان قالت إن المنتدى يهدف لنقل العلاقات الثنائية بين تركيا وبلدان القارة السمراء إلى مستويات أكثر تقدما، فضلا عن تعزيز الاستثمارات المتبادلة بين الطرفين.
وسيشهد المنتدى مشاركة أكثر من 30 وزيرا ونائب وزير في دول إفريقية، فضلا عن مشاركة أكثر من ألفي رجل أعمال من نحو 40 دولة بالقارة السمراء.
وبخصوص الخطوط العريضة لجدول أعمال المنتدى، قالت بكجان إن المشاركين سيتناولون إمكانية إقامة علاقات تعاون اقتصادي جديدة.
كما سيتخلل المنتدى أيضا عقد اجتماعات بين الشركات والمصانع من كلا الطرفين التركي والإفريقي.
وفي الإطار نفسه، ستعقد ندوات على هامش المنتدى، تحت عناوين عديدة من قبيل "التجارة العادلة والحرة والمستدامة"، و"التجارة في إفريقيا وتمويل الاستثمارات"، و"التعاون بين تركيا وإفريقيا في مجالات الإنشاءات والبنى التحتية والطاقة".
وأوضحت الوزيرة أن ممثلين عن بلدان إفريقية سيقدمون شروحات لرجال الأعمال الأتراك حول المشاريع القائمة في بلدانهم، فضلا عن تنظيم ندوات في مجالي المقاولات والبنوك التركية.
وتابعت: "نحن لا نرغب في تعزيز التجارة مع إفريقيا فحسب، إنما نهدف في الوقت ذاته إلى تعزيز استثماراتنا هناك، والمساهمة في حركة تنمية القارة بشكل عام".
وشددت بكجان على أن بلادها ترتكز في علاقاتها مع القارة السمراء على مبدأ تحقيق المصلحة للجانبين، وفق علاقات الشراكة الثنائية.
وبتطرقها إلى المقاولات التركية، لفتت إلى أن القطاع حقق انتشارا كبيرا في إفريقيا، حيث يحتل المقاولون الأتراك الدور الأهم في مشاريع البنى التحتية والفوقية بالقارة.
وذكرت بكجان أن شركات المقاولات التركية أنجزت، حتى اليوم، نحو ألف و300 مشروعا في إفريقيا، بقيمة 65 مليار دولار، مشيرة إلى أن هذا الرقم يعادل نحو 20 بالمائة من إجمالي قيمة مشاريع الإنشاءات التركية في باقي أرجاء العالم.
كما وقّعت تركيا اتفاقيات تعاون تجاري واقتصادي مع 45 دولة إفريقية، فضلا عن توقيعها اتفاقيات لتحفيز الاستثمارات المتبادلة مع 29 بلدا بالقارة السمراء.