اهتمام كبير من الحكومة الألمانية بزيارة أردوغان
- وكالة الأناضول للأنباء, إسطنبول
- Sep 27, 2018
تولي الحكومة والرأي العام الألمانيتان اهتماما كبيرا بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبرلين، والتي تبدأ، اليوم الخميس، وتستمر 3 أيام.
وتحمل الزيارة أهمية خاصة بالنسبة لتركيا أيضا، إذ تعد أول زيارة دولة للرئيس التركي بعد تحول نظام الحكم في البلاد من البرلماني إلى الرئاسي.
وشكلت زيارة أردوغان إلى ألمانيا المادة الأهم في أجندة وسائل الإعلام الألمانية، خلال الأيام الأخيرة، حيث تراقب عن كثب أدق تفاصيل جدول الزيارة والتعديلات الجارية في هذا الإطار، وتنشرها لمتابعيها بشكل أخبار عاجلة.
وتبذل ألمانيا، منذ أسابيع عديدة، جهودا كبيرة لإتمام التحضيرات للزيارة بالشكل الأمثل، وذلك لرغبتها الشديدة في تعزيز العلاقات مع تركيا.
وفي هذا الإطار، تجري عملية تنسيق مكثفة بين كل من مكتب الرئاسة الألمانية، ورئاسة الحكومة، ووزارة الخارجية، وباقي الوزارات الألمانية.
وتعكس التحضيرات من الجانب الألماني لهذه الزيارة، مدى الأهمية الكبرى التي توليها لها، كونها زيارة الدولة الأولى التي يجريها أردوغان، بعد تحول نظام الحكم في تركيا إلى النظام الرئاسي.
ويمنح الرئيس الألماني فرانك والتر شتاينماير، اهتماما كبيرا لعلاقات بلاده مع تركيا، إذ يعقد اجتماعات مستمرة مع أبناء الجالية التركية في بلاده، منذ كان يتولى حقيبة الخارجية.
- اهتمام ميركل الكبير بزيارة أردوغان
يعتبر اجتماع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع الرئيس أردوغان، المزمع يوم الجمعة، ومن ثم عقدهما مؤتمرا صحفيا مشتركا، فضلا عن عقدهما لقاء آخر خلال مأدبة إفطار، في اليوم التالي، دلالة واضحة على الأهمية الخاصة التي تمنحها لعلاقات بلادها مع تركيا وأردوغان.
ومن المعروف عن ميركل أنها تولي أهمية متزايدة لزيارات بعض القادة والرؤساء إلى بلادها، حيث يعتبر من النادر جدا أن تجتمع مع أحد الرؤساء مرة ثانية، خلال الزيارة الواحدة.
ومن اللافت للاهتمام قيام ميركل باختيار كلماتها بعناية شديدة لدى الحديث عن تركيا.
وأشادت ميركل مرارا وتكرارا في هذا الصدد، باتفاقية اللاجئين التي وقعت عليها تركيا والاتحاد الأوروبي، والتي تعد واحدة من نقاط تحول أزمة اللاجئين.
كما تثني بشكل مستمر على استقبال تركيا لأكثر من 3 ملايين لاجئ على أراضيها، الأمر الذي يعد من أهم مؤشرات اهتمامها الكبير بزيارة أردوغان.
- إجراءات أمنية مشددة
وتتخذ السلطات الألمانية إجراءات أمنية مشددة خلال زيارة الرئيس أردوغان إلى العاصمة برلين، أشبه بتلك التي اتبعتها خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أو زيارات رؤساء الحكومات الإسرائيلية.
وفي هذا الخصوص، من المخطط أن يتم تكليف حوالي 5 آلاف شرطي بمهمة الحفاظ على الأمن طوال زيارة أردوغان إلى ألمانيا.
كما من المزمع أن تشرف الشرطة على مراقبة حركة الدخول والخروج في الفندق الذي سيقيم فيه أردوغان، فضلا عن اتخاذها إجراءات أمنية عالية المستوى في محيط الفندق.
- إصدار أوراق اعتماد خاصة للصحفيين
ووجب على الصحفيين الراغبين في تغطية زيارة أردوغان، استصدار أوراق اعتماد خاصة بالزيارة من دائرة الإعلام والصحافة الألمانية، بحيث لن تسري أوراق الاعتماد السنوية التي يصدرونها لمتابعة برامج رئاسة الدولة ورئاسة الحكومة.
كما يتعين على الصحفيين والمصورين الصحفيين التعريف بأنفسهم خلال كافة أقسام الزيارة.
وفي إطار منفصل، تعمل بعض وسائل الإعلام الألمانية على التركيز على نقاط مختلفة عن طبيعة الزيارة، بهدف خلق رأي مضلل.
ففي هذا الشأن تسعى بعض وسائل الإعلام للتهويل من موضوع غياب ميركل عن مأدبة العشاء التي سيقيمها الرئيس الألماني على شرف نظيره التركي، في قصر بيليفو، بالرغم من كونها ليست المرة الأولى التي تمتنع فيها ميركل عن مثل هذه المشاركات، حيث تخلفت عن الكثير من المأدبات المقامة في القصر الرئاسي خلال الشهور الأخيرة.
وكانت ميركل قد غابت عن المشاركة في المأدبة التي أقامها الرئيس الألماني على شرف نظيره الصيني شي جينبيغ، العام الماضي.
- زيارة أردوغان إلى ألمانيا
ومن المخطط أن تحط طائرة الرئيس أردوغان في ألمانيا، ظهر اليوم الخميس، حيث سيستقبل عددا من المسؤولين في مقر إقامته في برلين.
ويستقبل الرئيس الألماني، أردوغان، بمراسم عسكرية في قصر بيليفو، صباح يوم الجمعة، حيث سيوقّع أردوغان على "الدفتر الذهبي"، قبيل البدء بالاجتماع مع نظيره شتاينماير.
وبُعيد لقائه نظيره، سيلتقي أردوغان المستشارة الألمانية ميركل، في قصر رئاسة الحكومة.
وسيعقد أردوغان وميركل لقاء ثنائيا مغلقا، ومن ثم ينتقلان للمشاركة في غداء عمل برفقة وفدي البلدين، قبل أن يعقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا في ختام اللقاء.
وعقب ذلك، يزور أردوغان نصب "نيو فاخا" التذكاري، ليضع إكليلا من الزهور حدادا على أرواح الجنود.
كما يشارك أردوغان في مأدبة عشاء تُقام على شرفه في قصر بيليفو الرئاسي، مساء الجمعة.
وتعقد ميركل لقاء ثانيا مع أردوغان، صباح السبت، خلال مأدبة إفطار في قصر رئاسة الحكومة.
وعقب هذا اللقاء، يتوجه أردوغان إلى مدينة كولن، غربي ألمانيا، للمشاركة في افتتاح جامع كولن المركزي، التابع للاتحاد الإسلامي التركي "ديتيب".
ومن المرتقب أن يغدو هذا الجامع من أهم الرموز الجديدة لمدينة كولن، إلى جانب رمزها الحالي "كاتدرائية دوم".