لا غنى عنها في أي بلد في العالم، مشهورة، معروفة. يطلبها الجميع لسهولة تحضيرها وطعمها المميز.
إنها الشاورما التركية، التي تعد بحق من أشهر الأطعمة العالمية، فحيثما ذهبت في أوروبا أو الدول العربية، شرقا أو غربا، ستجد الشاورما التركية بطعمها المميز إلى جانب نظيرتها الشاورما العربية.
وعندما يتجول أحدنا في أي من المدن التركية وساحاتها وميادينها، يندر أن تخلو من دكان يتباهى "بسيخ الشاورما"، التي يسميها الأتراك "الدونر"؛ فهي أكلتهم الشعبية الأولى، ولها مكانتها الخاصة في قلوبهم ويفضلونها على الطريقة التركية الخاصة.
وتقدم "الدونر" إما على شكل سندويتشات مع الخبز التركي الخاص، أو على شكل لفات بأرغفة الخبز المشروح، كما تقدم على طبق فوق الأرز، ويتم تناولها إلى جانب لبن العيران.
ومع بدء تدفق الجاليات العربية إلى تركيا خلال السنوت الأخيرة، بفعل عوامل عديدة، بدأت الشاورما العربية بالظهور في المدن التي تقيم بها الجاليات وعلى رأسها إسطنبول؛ فانتشرت مطاعم الشاورما العربية في أنحاء تركيا.
ولن يغيب المتجول في منطقة الفاتح، وأكسراي، ويوسف باشا، وفندق زادة بقلب إسطنبول، مشاهدة المطاعم العربية والتركية، تكمل بعضها البعض في تقديم هذه الوجبة، محولة التنافس فيما بينهما إلى تكامل جميل، مرضيةً بنفس الوقت عشاق الشاورما من العرب والأتراك ومختلف الزائرين الأجانب.
* فما هي وجوه الاختلاف بين الشاورما العربية والتركية؟
ومع أن الشاورما التركية تشبه العربية في طريقة الشواء والشكل، إلا أن لكل منهما نكهة مميزة تعطي لها رونقا خاصا وتجذب عشاقها، ويتم وضع منكهات وبهارات مختلفة، فباتت تشكل مذاقا يرضي أذواق الجميع.
فالشاورما التركية لا تخلو من دون لمسات طاهيها؛ فهو يصنع الصلصة الخاصة بها ليضيفها على رغيف الخبز مع الدجاج والخضار والبهارات.
بينما يضيف طاهي الشاورما العربية بهارات وتوابل مختلفة والمايونيز وصلصة الثوم الشهيرة التي تعطيها نكهة شهية تجذب محبيها.
كما يتم تقديم الشاورما العربية على الأغلب على شكل سندويشات ويمكن تناولها سريعا وفي المطعم؛ لذا تشهد إقبالًا كبيرًا، كما تقدم على شكل وجبات، إلا أن الأساس أن تكون ملفوفة داخل الخبز العربي المميز.
بداية الشاورما في تركيا كانت من مدينة بورصا، غربي تركيا، في أقوى الروايات؛ حيث بدأت قبل نحو 150 عاما مع المعلم إسكندر ببيع اللحمة والدجاج داخل رغيف الخبز، مستفيدا من شوي الخرفان سابقا؛ فعمل على شواء اللحمة من دون عظام.
ومع مرور الزمن أكمل أولاده المسيرة، لتنطلق الشاورما اّخذة شهرة عالمية، للذتها وبساطتها وسرعة تجهيزها، وبالتأكيد لسعرها المناسب الذي يسهل الحصول عليها من قبل جميع فئات المجتمع.
وهناك روايات أخرى تؤكد عمق قدمها وتشبهها بـ"جاغ كباب" الذي تشتهر في ولاية أرض روم، شمال شرقي تركيا، وربما منطقة القرم على البحر الأسود أيضًا، إلا أن أول صورة ملتقطة للشاورما في إسطنبول، تعود للعام 1855.
وفي الوقت الحالي، تعتبر الشاورما جزءا لا يتجزأ من الأكل الشعبي التركي والعربي، وواحدة من أبرز طقوس السياحة في تركيا؛ فيتجه إليها الزائرون والسياح من مختلف بلاد العالم العربية والأجنبية.
وتختلف الشاورما التركية تختلف عن نظيرتها العربية بخبزها وحجمها الأكبر. كما أن التوابل المستخدمة في الشاورما التركية مختلفة، بالإضافة إلى إضافة الخضار مثل الباذنجان والبطاطا والفلفل بجميع أشكاله، على عكس نظيرتها العربية فهي فقط تتضمن اللحمة وصلصة المايونيز والمخلل.
هذا وتختلف الشاورما العربية من بلد لآخر، وفي كل بلد تمتاز الشاورما بشيء خاص بها، لكن للشاورما الشامية نكهة خاصة بسبب صلصة الثوم التي تعطيها تلك الميزة.