وسط توتر العلاقات المصرية السودانية، انتقدت بعض وسائل الإعلام المصرية زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان نهاية العام الماضي كما هاجمت منح السودان حق إعادة إعمار واستثمار جزيرة سواكن السودانية لتركيا؛
وفي تعليق على الأمر، نفي السفير المصري لدى السودان صدور أي تعليق حكومي مصري على موافقة الخرطوم منح تركيا حق تعمير جزيرة سواكن بالبحر الأحمر، شرقي البلاد.
ونقلت وسائل أعلام محلية عن السفير أسامة شلتوت، أمس قوله الثلاثاء "لم يصدر تصريح لأي مسؤول مصري في هذا الشأن".
كما نفى فرض أية توجيهات حكومية على وسائل الإعلام المصرية لشن هجوم على الخرطوم في أعقاب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للبلاد في ديسمبر/ كانون أول الماضي. وشدد السفير المصري، على ضرورة ضبط الخطاب الإعلامي بين البلدين.
هذا وقد زار الرئيس التركي جزيرة "سواكن" في 25 ديسمبر الماضي، وتعهد بإعادة بناء الجزيرة التاريخية.
و"سواكن" منطقة موغلة في القدم، شهدت عصور البطالسة واليونانيين والمصريين والعثمانيين، حيث عبروها إلى "بلاد البنط" (الصومال). وتقع "سواكن" على الساحل الغربي للبحر الأحمر، وتبعد عن العاصمة الخرطوم حوالي 560 كيلومترا، وقرابة 70 كيلومترا عن مدينة بورتسودان، ميناء السودان الرئيس حاليا، وتم استخدام الجزيرة ميناء للحجاج من جميع أنحاء إفريقيا لعدة قرون.
وتتصاعد الخلافات بين الخرطوم والقاهرة في ملفات، منها النزاع على مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد الحدودي، والموقف من سد النهضة الإثيوبي على نهر النيل، فضلا عن اتهامات لمصر بدعم المتمردين المناهضين لنظام البشير، وهو ما نفته القاهرة مرارا.
وقد اتفق أردوغان مع البشير خلال الزيارة على إعادة إعمار "سواكن"، ما أثار انتقادات في وسائل إعلام عربية اعتبرت أن الوجود التركي بالجزيرة يمثل تهديدا للأمن القومي العربي، وهو ما رفضته الخرطوم.