متحدث الرئاسة التركية: تسليح واشنطن لـ "ب ي د" يُطيل عمر "بي كا كا" الإرهابية

ديلي صباح
أنقرة
نشر في 02.12.2017 00:00
آخر تحديث في 02.12.2017 23:22
متحدث الرئاسة التركية: تسليح واشنطن لـ ب ي د يُطيل عمر بي كا كا الإرهابية

قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن أي سلاح أو رصاصة تقدّم إلى تنظيم "ب ي د/ي ب ك" الإرهابي، في الشمال السوري، تُطيل عمر منظمة "بي كا كا" الإرهابية.

جاء ذلك في مقال له نشرته صحيفة "ديلي صباح" التركية الناطقة بالإنجليزية، مساء أمس الجمعة، تحت عنوان "ما هي الخطوة القادمة في سوريا بعد داعش؟".

وتساءل "قالن" إن كانت الولايات المتحدة ستتوقف عن تسليح ذراعي "بي كا كا" في سوريا؛ "ب ي د" و"ي ب ك"، بما أن تنظيم "داعش" الإرهابي تعرض للهزيمة.

وأوضح أن هذه القضية نوقشت خلال المكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيسين التركي، رجب طيب أردوغان، والأمريكي دونالد ترامب، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وشدّد أن ردّ ترامب على السؤال كان إيجابيًا، حيث أكّد أن الدعم العسكري الضخم الذي تقدّمه واشنطن لـ"ي ب ك" كان ينبغي أن ينتهي منذ زمن طويل.

واستدرك قالن: "إلا أن بيانًا متناقضًا صدر عقب بضعة أيام فقط، عن وزارة الدفاع الأمريكية"، متسائلا عن معنى ذلك بالنسبة إلى سوريا وتركيا والعلاقات التركية الأمريكية.

ورأى أن التصريحات المتناقضة الصادرة عن واشنطن، تُظهر في الحقيقة وجود اختلافات في الرأي داخل الإدارة الأمريكية.

وأضاف: "يفترض الإنسان في الأحوال العادية أن كلمة الرئيس الأمريكي غير قابلة للنقاش، ويجب على المؤسسات المعنية أن تتخذ الإجراءات اللازمة، وكذلك كانت أنقرة تنتظر من واشنطن أن توقف دعمها العسكري والاقتصادي والسياسي لذراع بي كا كا في سوريا بعد هزيمة داعش".

وأشار متحدث الرئاسة التركية إلى التعهّدات التي قدمها المسؤولون الأمريكيون للسلطات التركية بشأن استرداد الأسلحة من التنظيم، الذي تربطهم به "علاقة مؤقتة".

وأكّد قالن أن الإعلام الأمريكي ينشر منذ عامين تقارير عديدة تتضمن صور النساء المقاتلات في صفوف "ي ب ك"، في محاولة لدعم ادعائه القائم على تلميع صورة التنظيم الإرهابي، وأن الأخير هو الأكثر فعالية في الحرب ضد "داعش" في وسوريا.

ويتابع أن تلك التقارير أخفت الظلم والجرائم التي ارتكبها إرهابيو "بي كا كا" و"ي ب ك"، والتهجير الذي مارسوه ضد السكان المحليين، بمن فيهم الأكراد والعرب، فضلًا عن تجنيد الأطفال وحرق القرى وإغلاق الأحزاب والإعلام المعارض.

ولفت أن وسائل الإعلام تلك، ذهبت أبعد من ذلك، من خلال استخدام صور النساء المقاتلات من أجل تحسين صورة الإرهاب الذي تمارسه منظمة "بي كا كا"، لتقوم بأنشطة ترويج في المجتمعات الغربية من خلال استغلال أجساد وشخصيات النساء.

واعتبر أن المفارقة المدهشة في هذا الإطار، أن الحليف الأقرب لأمريكا في سوريا هو تنظيم ماركسي لينيني، يسعى إلى الحكم الذاتي والاستقلال، ويهاجم تركيا، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة.

وبيّن قالن أن الادعاء بأن "ي ب ك" الإرهابي هو القوة الأكثر فعالية ضد "داعش" ، لا يمت إلى الحقيقة بصلة، وأنه لو قدّمت الولايات المتحدة الدعم نفسه للجيش السوري الحر والتركمان أو الأكراد المعارضين لـ"بي كا كا"، لتمتع هؤلاء بفعالية أكثر دون تهديد الأمن القومي للدول المجاورة.

واستبعد أن تدعم الولايات المتحدة وحدة سوريا عقب هزيمة "داعش"، من خلال نزع السلاح من "ب ي د/ي ب ك"، لأن الأخير سيستخدم الأمريكيين لتحقيق مصالحه مثلما استخدموه.

وفيما يتعلق بالموقف التركي المعارض لهذه السياسة، قال إن اعتراض تركيا معقول ومبرر، لأن الدعم المُقدّم إلى الإرهابيين في سوريا، بجميع أنواعه، يعدّ دعمًا لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية ويشكّل خطرًا على الأمن القومي التركي.

وشدّد قالن أن "أي سلاح أو رصاصة تقدّم إلى الإرهابيين في الشمال السوري، تُطيل عّمر منظمة بي كا كا".

وأكد ضرورة أن تنهي الإدارة الأمريكية علاقتها مع "ب ي د/ي ب ك"، والتركيز على حماية وحدة الأراضي السورية في إطار مباحثات جنيف وأستانة.

كما دعا إلى مغادرة رئيس النظام السوري بشار الأسد، لمنصبه، في إطار الانتقال السياسي، مشيرًا في هذا الصدد إلى البيان الصادر عن المعارضة السورية خلال اجتماع العاصمة السعودية الرياض، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وتابع: "لأن الأسد ليس الشخص الذي يمكنه ضمان وحدة واستقرار سوريا"، مبينًا أنه يجب على روسيا وإيران، حليفتي النظام السوري، أن تدركا بأنهما لن تتمكنا من حماية مصالحهما في سوريا بوجود الأسد في السلطة.

وقال إن هناك مشكلة أكبر وأخطر في الوقت الراهن، جراء تشكّل لعبة جديدة للنفوذ، من خلال سعي مختلف الأطراف تحقيق أهداف إسترتيجية إقليمية في سوريا، فروسيا وإيران تريدان ضمان نفوذهما هناك عبر إبقاء الأسد في السلطة، في المقابل تحاول الولايات المتحدة البقاء في شرق نهر الفرات لتحقيق توازن في النفوذ بالمنطقة.

وتابع: "لكن هذا الأمر لن ينتج منه إلا صراعات جديدة، ستتسبب بتعميق حالة عدم استقرار في سوريا.. ومن المرجح أن يؤدّي الحراك في سوريا إلى مزيد من التوترات الإثنية والطائفية وتفكيك البلاد وإعداد أرضية لموجة التهديد القادمة".

ورأى أنه ينبغي لجميع الدول التركيز على الانتقال السياسي ومنح الدولة السورية لشعبها وصاحبها الشرعي.

وأكّد أنه لن يستفيد أحد من تحويل سوريا إلى ساحة صراع جديدة، وأن الظلم على الشعب السوري سيرفع بعد رحيل "داعش" و"الأسد"، وسيعود ملايين اللاجئين، فيما ستتفاقم الأوضاع في حال حدوث مواجهة جيوسياسية فيها.