تتخذ القوات المسلحة التركية، إجراءات بالغة الدقة والحذر خلال عملياتها الرامية إلى مكافحة الإرهاب والتهديدات الأمنية داخل البلاد وفي مناطق "درع الفرات" شمال سوريا.
يأتي ذلك بهدف الحيلولة دون تضرر المدنيين الأبرياء وحماية الثروات الطبيعية والثقافية. خلافًا لما جرى في عمليات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة في مدينة الموصل العراقية.
وبحسب معلومات حصلت عليها الأناضول، من مصادر عسكرية، فإن "القوات المسلحة التركية نفّذت عملية تطهير مدينة الباب، بريف محافظة حلب السورية من تنظيم داعش الإرهابي، ضمن إجراءات حذرة دون إلحاق الضرر بالمدنيين".
وعادت الحياة في "الباب" إلى طبيعتها بشكل سريع، بفضل الإجراءات الأمنية التي اتخذتها القوات التركية في حماية المدارس والمستشفيات والطرق وحتى البنى التحتية، وضمان أرواح المدنيين الأبرياء.
وانتهج الجيش التركي، موقفًا مماثلًا خلال عملياته الرامية إلى مكافحة منظمة "بي كا كا" الإرهابية في شرق وجنوب شرقي تركيا، حيث حرص على حماية المواطنين وممتلكاتهم من الأضرار.
وفي 29 مارس/آذار الماضي، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، انتهاء عملية "درع الفرات" التي بدأتها قوات من الجيش التركي بسوريا في أغسطس/آب 2016، دعمًا لقوات "الجيش السوري الحر".
وخلال العملية تمكن " الجيش الحر" من طرد مسلحي "داعش" من نحو 2000 كم اعتبارًا من مدينة جرابلس الحدودية على نهر الفرات، مرورًا بمناطق وبلدات مثل جوبان باي، ودابق، وإعزاز ومارع وانتهاءً بمدينة الباب التي كانت معقلاً للتنظيم.
أهمية الحساسية والدقة التي انتهجتها القوات التركية، اتّضحت خلال عمليات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في تطهير مدينة الموصل من "داعش" خلال الآونة الأخيرة.
فقد تحوّلت الموصل إلى مدينة من الخراب بسبب العمليات العشوائية التي نفّذتها قوات التحالف الدولي والجيش العراقي، والتي تسببت بمقتل عشرات الآلاف من المدنيين وفقدان وتهجير مئات الآلاف منهم، فضلًا عن الأضرار الكبيرة في المستشفيات والمدارس.
وفي 10 يوليو/ تموز الماضي، أعلنت الحكومة العراقية استعادة الموصل، بعد معارك عنيفة، استمرت نحو 9 أشهر.