قال مدير مركز دراسات الإرهاب والأمن الدولي، عمر أصلان، إن منظمة "بي كا كا" الإرهابية تتبنّى إستراتيجية منح "حق الامتياز" (أو ما يعرف باسم فرنشايز) لتوسيع نطاق عملياتها وإدامة وجودها، وذلك بتأسيس تنظيمات فرعية تحت أسماء مستعارة تحمل الأيديولوجيا ذاتها.
وأشار أصلان إلى البنية العميقة التي تتمتع بها المنظمة الإرهابية في الدول الأوروبية، مؤكّدا أنه يجب عدم إغفال الدعم الغربي الذي ساعدها على انتشارها على الصعيد الإقليمي منذ إلقاء القبض على زعيمها "عبدالله أوجلان" عام 1999 حتى وقتنا الراهن.
وأوضح أصلان، وهو عضو الكادر التدريسي في أكاديمية الشرطة التركية، أن "بي كا كا" عملت بعد اعتقال أوجلان على تأسيس تنظيمات إرهابية فرعية في المنطقة تتبع لقاعدة وأيديولوجية واحدة تحت أسماء مختلفة، باللجوء إلى إستراتيجية "الامتياز/ فرنشايز".
وقال الخبير التركي إن هذه الإستراتيجية قد لجأ إليها تنظيم "القاعدة" بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر عام 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف إدامة وجوده وتعزيز قوته في مناطق مختلفة، وقام في هذا الإطار بتأسيس فروع له في جنوب آسيا والمغرب وإفريقيا وغيرها. فقد وجد تنظيم "القاعدة" إمكانات كبيرة للانتشار في مناطق مختلفة بفضل "حق الامتياز" الذي منحه للتنظيمات الصغيرة مثل "جماعة التوحيد والجهاد" في العراق، وقد ساعدت هذه الإستراتيجية التنظيم على حماية قوته بعد مقتل زعيمه "أسامة بن لادن" في باكستان عام 2011.
وشدّد أصلان على أن التنظيمات العاجزة عن التأقلم مع الظروف الوطنية والإقليمية والعالمية، لا يمكنها الاستمرار ومرشحة للزوال بأسرع وقت، وفي هذا الإطار قام تنظيم "بي كا كا" على إعادة هيكلة تنظيمية في ظل الأزمة الوجودية التي عاناها إبان اعتقال أوجلان.
ففي عام 2002، أسست المنظمة الإرهابية فرعًا جديدًا تحت اسم "كادك"، وآخر في العراق باسم "حزب الحل الديمقراطي الكردستاني"، ومنحتهما امتيازها لتتحول بفضل ذلك إلى "مجمّع حزبي" يُشرف على تنسيق العمليات على نطاق واسع. فيما تأسس تنظيم "ب ي د" في سوريا، عام 2003، كصاحب "امتياز" للمنظمة الإرهابية، بعد سنوات من التحضير وبإمكانات محدودة وإنما تم لها ذلك بفضل علاقاتها مع نظام الأسد الحاكم في سوريا.
وبعد عام واحد، وفي إطار الإستراتيجية ذاتها، أسس "بي كا كا" فرعًا جديدًا له في إيران باسم "بجاك"، وآخر في تركيا باسم "تاك"، بهدف إدامة وجوده وتكون بمثابة "مظلة" تتمتع ببُعد جديد خاصة بعد اندلاع الأزمة السورية والتطورات المترتبة عليها في المنطقة.
ونجحت المنظمة الإرهابية في جذب مقاتلين من غير الأكراد يحملون جنسيات غربية، بينها الولايات المتحدة وإسبانيا، وذلك بعد اعتمادها خطابًا جديدًا لا يقتصر على الشرق الأوسط وحسب إنما يتمتع ببُعد عالمي، معتبرة نفسها حزبًا رائدًا في الاشتراكية العالمية.
وبحسب أصلان، فإن "امتيازات" منظمة بي كا كا الإرهابية تخضع لمراقبة شديدة مقارنة بتنظيم "القاعدة"، إذ يتم تحديد كوادر الإدارة تحت إشراف القيادة الرئيسية للمنظمة. وأكّد أصلان أن أوروبا تواصل دعمها لهذه المنظمة التي تعمل في تجارة المخدرات والبشر وتجمع الإتاوة بشكل قسري، وهذا الأمر يعرض أمنها الدول للخطر على المدى المتوسط والطويل.
وأوضح أن هناك تقارير دولية تشير إلى أن منظمة بي كا كا كانت تتحكم بنحو 80 % من تجارة المخدرات في أوروبا لغاية عام 2005، إلا أن الدول الغربية والأوروبية بخاصة تتجاهل ذلك.