من جديد يجتمع اليوم الثلاثاء، في مدينة جنيف السويسرية، أطراف الصراع في سوريا في اجتماعات "جنيف 6".
وعن تشكيلات الوفود، لم تطرأ أي تغييرات تذكر عليها، إذ يرأس وفد النظام السوري سفيره لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، في حين يرأس نصر الحريري وفد الهيئة العليا للمفاوضات، ويتولى محمد صبرا مهمة كبير المفاوضين.
وبدأت الاجتماعات بلقاء بين المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا وفريقه مع وفد النظام السوري الذي يترأسه بشار الجعفري، عند الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي.
ومن المنتظر أن يلتقي دي ميستورا مع وفد المعارضة الذي اكتمل وصوله أمس، عند الساعة 14:00 بتوقيت جنيف.
وأمس الاثنين، أعرب رئيس وفد المعارضة نصر الحريري عن أمله في أن تطرح الأمم المتحدة هذه المرة "خطة عملية أكثر، تسهّل عملية الانتقال والحل السياسي".
ورحّب الحريري، خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر إقامة وفد المعارضة بجنيف، بأن "تكون المفاوضات عملية ومنتجة، إلا أنه ليس لدينا حتى الآن تصور عن طبيعة هذه المفاوضات".
وقالت مصادر في المعارضة السورية إن وفدها سيقدم للمبعوث الأممي خلال هذه الجولة رؤية الهيئة العليا للمفاوضات حول الانتقال السياسي وهيئة الحكم الانتقالي والدستور، فضلاً عن وثائق تتعلق بالملفات الإنسانية.
هذا ويحضر وفد المعارضة وسط ظروف صعبة بعد أن سيطر النظام على معظم المناطق التي كانت تحت سيطرتها في محيط العاصمة، علاوة على استعادته كامل مدينة حلب في الشمال ونجاحه المرة تلو الأخرى في إخراج المعارضة من مدنيين ومسلحين من مناطق سيطرتهم بعد أن يكون قد أرهقهم حصاراً وقصفاً، بمساعدة إيرانية روسية.
وكان كل من تركيا وروسيا وإيران قد اتفقت في 4 مايو/أيار الجاري وخلال اجتماعات "أستانة 4" على إقامة "مناطق تخفيف التوتر"، يتم بموجبها نشر وحدات من قوات الدول الثلاث لحفظ الأمن في مناطق محددة بسوريا. وبدأ سريان الاتفاق منتصف ليل 6 مايو/أيار الجاري، ويشمل 4 مناطق هي: محافظات إدلب وحلب وحماه وأجزاء من اللاذقية.
وقد صرح ستيفان دي ميستورا بقوله: "نريد هذه المرة الغوص بعمق وإحراز المزيد من التقدم.. حتى القاعات التي ستجرى فيها اللقاءات ستكون مساحتها أصغر وستكون الاجتماعات أكثر تواتراً (...) للوصول إلى حركة أكبر وتقدم أكبر"، وأضاف أن المحادثات ستنتهي بحلول يوم الجمعة أو السبت وقد تكون جولة جديدة من المحادثات خلال شهر رمضان على أن يتم تحديد تاريخها في وقت لاحق.
وحول تطويع النظام السوري وإعلامه لمحادثات جنيف بما يتناسب مع إصراره على المماطلة، قال دي ميستورا ساخراً: "إن كان الأسد لا يجد أهمية في مسار جنيف والعملية السياسية، فلماذا يرسل وفداً من عشرة أو خمسة عشر شخصاً إلى جنيف؟".
يذكر أن مسار مباحثات جنيف، لم يحقق أي تقدم رغم انعقاد جولات تفاوضية عديدة خلاله، كان آخرها في 31 مارس/آذار الماضي، دون تحقيق تقدم ملموس، وفق النظام والمعارضة، فيما اعتبر دي ميستورا آنذاك، أن القطار بدأ يتحرك ببطء على سكته.
وقد علَّق أحد المحللين على مفاوضات اليوم بأن قيمتها رمزية، فهي لا تمضي قدماً بأي شكل من الأشكال؛ فالواقع أن مباحاثات أستانة قد همشت مفاوضات جنيف إلى حد كبير. علاوة على أن "مسار جنيف يدور حول مطلب بلا أفق يتمثل في التفاوض حول العملية الانتقالية". وأضاف الباحث المتخصص في الشؤون السورية في مؤسسة "سانتشوري فاندايشن" أرون لوند: "الانعكاس الرئيسي لربط تحقيق السلام بالانتقال السياسي هو تهميش دور الأمم المتحدة في جنيف، مقابل تحويل الانتباه الى أستانة؛ فمسار أستانة لا يحمل المضمون نفسه الذي يناقش في جنيف وتتم إدارته بشكل أكبر وفق شروط روسية. وهذا يعني أنه أكثر انسجاماً مع الوقائع على أرض المعركة".