منتدى "التنين والهلال".. نقطة التقاء تركيا مع الصين
- ديلي صباح ووكالات, إسطنبول
- May 13, 2017
"منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي" الذي سينعقد غدًا الأحد في العاصمة الصينية بكين بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ليس كأي منتدى، بل سيكون فرصة كبيرة لتقارب العلاقات التركية الصينية.
وفي هذا السياق، وصفت وكالة الأنباء الرسمية الصينية (شينخوا) المنتدى أنه "سيجمع بين التنين والهلال" فالتنين يرمز للصين والهلال للدولة التركية، مبينةً أن أردوغان كان من بين الزعماء الأوائل الذين دعاهم الرئيس الصيني لحضور المنتدى.
وإلى جانب تركيا التي يمثلها أردوغان، يشارك في المنتدى زعماء 28 بلداً، بينهم رؤساء روسيا: فلاديمير بوتين، والفلبين: رودريغو دوتيرتي، وماليزيا: جوكو ويدودو، ورئيس الوزراء الباكستاني: نواز شريف. كما سيحضر المنتدى، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيسا صندوق النقد والبنك الدولي، ونحو 250 وزيراً من 110 بلدان.
ومن المنتظر أن يتشكل المنتدى من 3 جلسات: الجلسة الافتتاحية، واجتماع الحوار رفيع المستوى، واجتماع طاولة مستديرة للقادة.
ويعتبر المنتدى، أوسع اجتماع دولي في إطار المبادرة التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ سنة 2013، من أجل إحياء طريق الحرير التجاري المشهور.
كما يعدّ منتدى "الحزام والطريق للتعاون الدولي"، أكبر وأوسع اجتماع تحتضنه جمهورية الصين الشعبية منذ تأسيسها عام 1949، ويحمل شعار "التعاون من أجل الرخاء المشترك".
ومن المرتقب أن يناقش القادة في المنتدى، التعاون في مجالات مختلفة وعلى رأسها البنية التحتية والنقل والاقتصاد والتجارة والطاقة. كما يهدف إلى توسيع أنظمة المعايير الفنية وخطط البنية التحتية للبلدان التي تقع في طريق "الحزام والطريق"، وتعزيز النقل المتكامل، وممرات النقل البرية والبحرية والجوية على صعيد القارات.
إلى جانب اتخاذ تدابير من أجل تذليل العقبات أمام التجارة والاستثمار بين البلدان الواقعة على طريق الحزام، وتعزيز التعاون الجمركي.
ويشمل المنتدى أيضًا دعم المشاريع الثقافية والتكامل المالي في أكثر من 60 بلداً في شرق ووسط وغرب آسيا وجنوب وغرب أوروبا.
علماً أن مساحة البلدان المشاركة في المنتدى تبلغ 26% من مساحة سطح الكرة الأرضية (نحو 510 ملايين كم مربع)، بواقع عدد سكان 4.4 مليارات نسمة وقوة اقتصادية تقارب 20 تريليون دولار.
كما يبلغ حجم ميزانية "صندوق طريق الحرير" الرامي إلى دعم المنتدى 40 مليار دولار، في حين تصل ميزانية البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وتركيا عضو مؤسس فيه، 100 مليار دولار.
وتهدف تركيا إلى تنفيذ مشروع "خط وسط قزوين" خلال أعمال المنتدى.
وفي هذا الإطار، من المنتظر أن تنتهي أعمال بناء مشروع "ممر الوسط" الذي يعتبر أحد أهم أقسام مشروع باكو -تبليسي- قارص لسكك الحديد، خلال العام الجاري.
وقد وقعت حكومتا تركيا والصين على مذكرة تفاهم في إطار قمة العشرين التي أقيمت قبل عامين في مدينة أنطاليا التركية، حول مشروع طريق الحرير، وتعزيز العلاقات التجارية والملاحة البحرية للبلدين، إضافة إلى مذكرة تفاهم تتعلق بمبادرة "ممر الوسط".
ويعدّ الممر أحد أهم عناصر مشروع إحياء طريق الحرير التاريخي، إذ يصل بين تركيا والصين مروراً بجورجيا وأذربيجان وبحر قزوين (بواسطة عبّارات) ومنه إلى تركمانستان وكازاخستان ثم أفغانستان وباكستان.
ومن أبرز ميزات الممر، أنه منخفض التكاليف مقارنة بـ "ممر الشمال"، فمسافته أقصر بألفي كم من الثاني، ومن المتوقع أن يختصر زمن المرور 15 يوماً مقارنة بممر الشمال.
ويذكر في هذا الإطار أن الصين تصدّر 10 ملايين حاوية سلع تجارية إلى أوروبا سنوياً، 96% منها ترسلها عبر البحر، في حين أن 4% منها فقط يتم إرسالها بواسطة خط سكة الحديد العابر لسيبيريا.
وفي حال تم تفعيل ممر الوسط، فمن المتوقع أن تمثل التجارة الصينية الأوروبية البالغة (600 مليار دولار)، فرصاً اقتصادية لبلدان آسيا الوسطى، خصوصاً أن إنشاء مراكز نقل ومناطق تجارة حرة في تركمانستان وكازاخستان وأذربيجان، من شأنها أيضا أن تعزز التقارب بين هذه الدول.