في حصاد جولة أردوغان الإفريقية.. تنامٍ مضطرد في زخم العلاقات على كافة الصعد

ديلي صباح
اسطنبول
نشر في 26.01.2017 00:00
آخر تحديث في 26.01.2017 21:25
في حصاد جولة أردوغان الإفريقية.. تنامٍ مضطرد في زخم العلاقات على كافة الصعد

أظهرت الجولة الإفريقية الأخيرة التي قام بها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لمدة أربعة أيام، مدى جدية بلاده في توسيع التعاون مع القارة الإفريقية. وكغيرها من الجولات الرسمية السابقة، كشفت هذه الجولة الستار عن حجم إمكانيات وفرص التعاون السياسية والاقتصادية بين تركيا وإفريقيا.

وقد تمخضت الجولة، التي شملت ثلاثة دولة، هي تنزانيا وموزمبيق ومدغشقر، عن حزمة من الاتفاقيات وتفاهمات التعاون، شملت مختلف القطاعات. حيث رافق أردوغان في الجولة عقيلته أمينة، والمتحدث باسمه، إبراهيم قالن، ووزراء الخارجية مولود جاوش أوغلو، والاقتصاد نهاد زيبكجي، والطاقة والموارد الطبيعية براءت ألبيرق، وعدد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين..

تنزانيا..

ففي تنزانيا وقع أردوغان مع نظيره التنزاني، جون موغوفلي، في القصر الرئاسي، 9 بروتوكولات تعاون ومذكرات تفاهم في مجالات مختلفة. كما أجرى 800 رجل أعمال من تركيا وتنزانيا لقاءات وصفت بالمكثفة والمثمرة، على هامش منتدى الأعمال التركي التنزاني، الذي عقد في العاصمة التنزانية دار السلام. كما تم تأكيد الفرص التي تقدمها تنزانيا للمستثمرين خاصة في قطاع البنية التحتية، والبناء، والزراعة والسياحة. يشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وتنزانيا ارتفع إلى 151 مليون دولار، خلال السنوات العشر الأخيرة، بعد أن كان 12 مليون دولار فقط عام 2005.

وعلى الصعيد الخدماتي والإنساني، افتتحت عقيلة الرئيس التركي أمينة أردوغان، مكتبًا رسميًا لوكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)، في مدينة دار السلام. وحضر مراسم الافتتاح، عقيلة الرئيس التنزاني جانيث ماغوفولي، ومسؤولون من "تيكا". وخلال المراسم منحت "تيكا" كراسي متحركة لذوي الاحتياجات الخاصة و"حاضنة للأطفال" لصالح أحدى المشافي التنزانية.

موزمبيق..

أما موزمبيق، المحطة الثانية للجولة الإفريقية، فقد شهدت توقيع 6 اتفاقيات حول تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية، وتشجيع الاستثمارات المتبادلة بين الجانبين. وشارك أردوغان، في منتدى الأعمال التركي الموزمبيقي، الذي نظّم من قِبل مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي بالعاصمة مابوتو، وحضره قرابة 700 رجل أعمال من كلا البلدين. يشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وموزمبيق قد بلغ 115 مليون دولار خلال العام المنصرم، فيما يهدف الجانبان إلى رفع هذا الرقم إلى مليار دولار على مراحل متعاقبة. ووقع الجانبان اتفاقيات لإلغاء تأشيرة الدخول عن جوازات السفر الرسمية في ظل دعوات إلى بذل المزيد من الجهود لتسهيل تنقل رجال الأعمال بين الجانبين. يشار إلى أن أردوغان هو الرئيس التركي الأول الذي يجري زيارة رسمية إلى موزمبيق.

مدغشقر..

وكانت مدغشقر آخر محطات الجولة الإفريقية، حيث وقعت تركيا ومدغشقر أربع اتفاقيات في مجالات مختلفة، خلال لقاء جمع أردوغان ورئيس مدغشقر هيري راجاوناريمامبيانينا ووقع وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، ونظيره المدغشقري مذكرة تفاهم متعلقة بالتعاون والتشاور، ومذكرة أخرى متعلقة بتبادل الوثائق والمعلومات. كما وقع وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي ونظيره المدغشقري بروتوكول تطبيق المساعدات النقدية بين البلدين.

وفي إطار الإعلام، وقع شنول غوكا مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون التركي، بروتوكول تعاون مع هيئة الإذاعة والتلفزيون في مدغشقر. كما افتتحت السيدة أمينة أردوغان، مركزًا للتدريب النسائي في مدغشقر، أشرفت على تأسيسه وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) التابعة لرئاسة الوزراء التركية. وسيقدم المركز للنساء التدريب في مجالات مثل الطبخ والخياطة والتطريز وغيرها من الحرف والمهن.

وعرفاناً للدور التنموي التركي في مدغشقر، قلّد الرئيس المدغشقري هيري راجاوناريمامبيانينا، الرئيس أردوغان أعلى وسام في الدولة، في مراسم أقيمت في القصر الرئاسي بالعاصمة.

وأكد البيان الختامي للزيارة على أن البلدين الرئيسين اتفقا على اتخاذ الخطوات لتعزيز الشراكة الاقتصادية، والتعاون في المجالات الدبلوماسية، والتعاون الإنمائي، والصناعة، والزراعة، والبنية التحتية، والسياحة، والطاقة المتجددة، والتعدين، ودعم الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم.

الربح المتبادل..

وقد أكد أردوغان في جولته على أن بلاده تتعامل مع القارة الافريقية، انطلاقًا من مبدأ الربح المتبادل وبعيدًا عن العقلية الاستعمارية، مؤكداً أن هذا من متطلبات القيم والأخلاق التركية.

التحذير من تنظيم غولن..

وأكد أردوغان، في مستهل جولته أن بلاده مستعدة لتحمل مسؤولياتها فيما يتعلق بتطهير القارة الإفريقية من منظمة "غولن" الإرهابية بالتعاون مع "وقف المعارف" (منظمة مجتمع مدني تقدم خدمات تعليمية) ووكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)، والمؤسسات الأخرى، مشيراً إلى أن "منظمة غولن، لا تشكل تهديدًا فقط لتركيا، بل لجميع البلدان التي تنشط فيها أيضًا". وأكد أردوغان التزام بلاده بتزويد الدول الإفريقية بما يلزم من معلومات للحد من انتشار وتغلغل التنظيم الإرهابي.

وعلى صعيد أوسع، شهدت العلاقات التركية الإفريقية زخماً كبيراً منذ تولي حزب العدالة والتنمية الحكم في تركيا. حيث ارتفع عدد السفارات التركية في القارة الإفريقية من 12 سفارة في عام 2003، إلى 43 سفارة حتى عام 2015. وبالمقابل، ارتفع عدد سفارات الدول الإفريقية في تركيا من 10 في عام 2008، إلى 53 سفارة حتى عام 2015.

كما تضاعف حجم التعاون التجاري والاقتصادي بين تركيا وإفريقيا ثماني مرات، في السنوات الثلاث عشرة الأخيرة. حيث وقعت تركيا تفاهمات تعاون اقتصادي مع 38 دولة إفريقية، وأنشأت مناطق اقتصادية حرة مع أربع منها.