يلدريم يكشف الملامح العامة للنظام الرئاسي المقترح في تركيا

أوضح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، طبيعة الخطوط العريضة لشكل النظام الرئاسي المقترح الذي يطمح حزب العدالة والتنمية إلى إحلاله في البلاد عوضاً عن النظام البرلماني المطبق حاليا، والذي سيطرح على البرلمان للتصويت حوله.

جاء ذلك في كلمة له خلال الاجتماع الـ114 الموسع لرؤساء فروع حزب العدالة والتنمية الحاكم في الولايات التركية، عقد بالمقر الرئيسي للحزب في العاصمة أنقرة.
حيث أكّد يلدريم أنّ النظام الجديد لن تكون فيه مؤسستا الرئاسة ومجلس الوزراء، بل سيرتكز على وجود رئيس للجمهورية ووزارات تتبع له، إضافة إلى البرلمان.

وسرد يلدريم كيفية إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ظل النظام الجديد، قائلاً في هذا الصدد: "يمكننا تشبيه الانتخابات في النظام الجديد بانتخابات المجالس المحلية، فعندما نختار رئيس البلدية بالانتخاب، نختار معه أعضاء الإدارة، وكذلك الانتخابات الرئاسية، فعندما سنقوم باختيار رئيس البلاد، سنصوّت في نفس الوقت للاستحقاق الانتخابي لأعضاء البرلمان أيضاً، وهذا يعني أننا سننجز الاستحقاقين في يوم واحد".

وأضاف يلدريم أنه في حال حصول المرشح لمنصب رئاسة البلاد على تأييد شعبي أقل من 50 %، فإنّ هناك احتمال لإعادة الاستحقاق الانتخابي بعد أسبوعين، وأنّ هذا الاحتمال تمّ ذكره في النظام الجديد.

وفيما يخص السلطتين التنفيذية والتشريعية، أفاد يلدريم أنّ كلا السلطتين في النظام الجديد تستمدان قوتهما من الشعب مباشرة، ولا علو لأيّ منهما على الآخر.

وأشار يلدريم أنّ النظام الرئاسي الجديد سيمنح لرئيس البلاد السلطة التنفيذية، فيما سيتولى البرلمان مهمة سن القوانين التي تحتاج إليها البلاد ورئيسها، إضافة إلى القيام بدور مراقبة الرئيس وطاقمه.

وفي حال حدوث خلاف بين رئيس الجمهورية والبرلمان، أكّد يلدريم أنّ النظام الجديد يحتوي على حلول للخروج من مثل هذه المآزق، إذ قال في هذا الخصوص: "في حال حدوث خلاف بين البرلمان ورئيس الجمهورية، فإنّ النظام الجديد ينص على منح كلا الطرفين إمكانية الذهاب بالبلاد إلى انتخابات جديدة".

وذكر يلدريم خصائص أخرى للنظام الجديد، مشيراً أنّ رئيس البلاد ووزراءه ونوابه سيمثلون أمام القضاء في حال توجيه أي تهمة إليهم، وذلك على عكس النظام القديم الذي كان ينص على استحالة مقاضاة رئيس البلاد إلّا بتهمة الخيانة العظمى.

ويحق لرئيس الجمهورية وفق النظام الجديد إصدار المراسيم اللازمة لتسيير أعمال السلطة التنفيذية، فيما يكون التصديق على الموازنة العامة من صلاحيات البرلمان، بحسب يلدريم.

وتعليقاً على الهجمات الإرهابية في تركيا وألمانيا، قال يلدريم: "إن كل هذه الهجمات أظهرت إنه لا يمكن لأي بلد القول نحن في مأمن من الإرهاب".

الهجمات الإرهابية خطر عالمي..

وأضاف يلدريم، إن الإرهاب هو مشكلة عالمية، "لذلك فإن التفكير أن الهجمات الإرهابية التي تستهدف تركيا، هي مسألة تتعلق بتركيا خطأ فظيع".

وأردف: "أولئك الذين يعتقدون إن التنظيمات الإرهابية التي استقرت في سوريا والعراق، تهدد تركيا فقط مخطئون، فالإرهاب مشكلة عالمية مشتركة".

ودعا يلدريم المجتمع الدولي إلى ترك خطابه المتردد حيال الإرهاب جنباً واتخاذ موقف موحد إزاء التنظيمات الإرهابية.

وبيّن يلدريم أن بلاده تخوض معركة كبيرة ضد الإرهاب داخل الأراضي التركية وخارجها، ولذلك يسقط شهداء منها أحياناً.

وأوضح قائلاً: "يوم أمس استشهد 14 من جنودنا الأبطال في القوات المسلحة جراء هجمات انتحارية للتنظيم الإرهابي داعش خلال عملية السيطرة على مدينة الباب في إطار عملية درع الفرات".

وأضاف أن الإرهاب الذي أصبح بلاءً على العالم يعد جريمة ضد الإنسانية، مؤكداً أن محاربة الإرهاب مسألة وجود وبقاء بالنسبة إلى تركيا، وهي أكبر معركة تخوضها من أجل وحدتها وسلامة أراضيها.

ودعمًا لقوات "الجيش السوري الحر"، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، فجر 24 أغسطس/آب الماضي، حملة عسكرية، تحت اسم "درع الفرات" تهدف إلى تطهير المناطق المتاخمة للحدود التركية شمالي سوريا من عناصر تنظيم داعش الإرهابي وإلى منع تنظيم "ب ي د" (الذراع السوري لبي كا كا) من إقامة "ممر إرهابي" في شمال سوريا.

ونجحت العملية، خلال ساعات، في تحرير مدينة جرابلس ومناطق مجاورة لها، كما تم لاحقاً تحرير كل الشريط الحدودي الواصل ما بين مدينتي جرابلس وأعزاز. وبذلك لم تبقَ أي مناطق متاخمة للحدود التركية تحت سيطرة داعش. وما زالت العملية مستمرة لتحرير مدينة الباب من داعش، وإخراج عناصر "ب ي د" الإرهابي من منبج.

الأوضاع في حلب..

وفيما يتعلق بالمجازر في حلب، قال يلدريم: "لقد تم إجلاء قرابة 40 ألف مدني لغاية اليوم من وسط النيران من حلب إلى مناطق آمنة، وهذا الإجلاء لم يكن سهلاً". وأشار يلدريم أن الجهات التي لا ترغب في انتهاء الحرب في المنطقة، تبذل كل جهودها من أجل استهداف كل فرصة للسلام. وأكد يلدريم أن بلاده نجحت في إنقاذ سكان حلب من خلال ممارسة ضغوط دبلوماسية مكثفة.

وبدأت عملية إجلاء سكان أحياء حلب الشرقية المحاصرة في 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، إلا أنها واجهت عراقيل، تبادل النظام السوري والمعارضة الاتهامات بشأنها، الأمر الذي عطل العملية مراراً.

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.