قال وزير الخارجية التركي، مولود جاوش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن قوات النظام السوري ومجموعات أخرى تحاول عرقلة وقف إطلاق النار، الذي تبذل تركيا جهدًا كبيرًا لتحقيقه، في مدينة حلب السورية.
جاء ذلك خلال تصريح أدلى به جاوش أوغلو للصحفيين بأنقرة، في معرض تعليقه على انتهاك قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه، اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بجهود تركية، مساء أمس الثلاثاء.
وأوضح جاوش أوغلو قائلا "نرى في الوقت الراهن محاولة من النظام ومجموعات أخرى لعرقلة وقف إطلاق النار، وهنا (في حلب) توجد روسيا وإيران والقوات المدعومة من طهران إلى جانب قوات النظام السوري".
وأضاف: "لا داعي لأن يُلقي أحدهم الكرة في ملعب الآخر في مثل هذه القضية الإنسانية، فهناك اتفاق مُبرم ويجب تطبيقه".
وأشار إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها تركيا منذ فترة من أجل اتخاذ الخطوات اللازمة بشأن وقف إطلاق النار في حلب وإيصال المساعدات الإنسانية والإجراءات الأخرى المتعلقة بالمدنيين داخل المناطق المحاصرة.
وأكد استمرار مباحثات مكثفة في الإطار ذاته برعاية الرئيس رجب طيب أردوغان، وخاصة مع الجانب الروسي، ووجود مباحثات ثنائية مع إيران، ومباحثات تجريها وزارته مع نظيراتها في الدول الأخرى.
وبيّن جاوش أوغلو أن "الحكومة التركية ساهمت أيضًا قبل نحو 10 أيام في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وجمعت الأطراف المعنية، لكن للأسف لم يُطبّق بالشكل المطلوب".
وأردف قائلًا: "هناك مأساة كبيرة في حلب. الناس والأطفال يتعرضون للقتل، لذلك لا داعي لأن يلقي أحد باللوم على الآخر لأن الجميع مسؤولون هنا. نحن اتخذنا خطوات صادقة لإجلاء الناس في إطار الاتفاق ونواصل جهودنا".
ولفت جاوش أوغلو إلى أنه هاتف نظيره الروسي سيرغي لافروف، مساء أمس الثلاثاء، وأنه سيتصل به اليوم مجددا، كما سيبحث الأمر مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، في إطار جهود تركيا الرامية لضمان وقف إطلاق النار وإنهاء الظلم والممارسات الوحشية.
وفي معرض ردّه على سؤال عمّا إذا تم إجلاء المدنيين من الأحياء المحاصرة في حلب مساء أمس، أكّد جاوش أوغلو أن الإجلاء لم يتحقق بالشكل اللازم بسبب عدد من العوائق، إلا ان الاستعدادت انتهت للقيام بذلك.
وقال جاوش أوغلو إن المؤسسات التركية المعنية أنهت استعداداتها فيما يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية والطبية في المخيمات المحتمل تشكّلها داخل تركيا أو شمال سوريا بالتزامن مع وصول المدنيين من حلب.
تجدر الإشار إلى أن النظام السوري والمليشيات الشيعية المدعومة من إيران، تحاصر الأحياء الشرقية لمدينة حلب منذ 4 أيلول/سبتمبر الماضي، وتعرضت جميع المراكز الصحية والمدارس والأفران لقصف بري وجوي أدى إلى تعطلها بالكامل.
ومساء أمس الثلاثاء، توصلت المعارضة السورية وقوات النظام المدعومة من قبل روسيا لاتفاق وقف إطلاق النار وإجلاء المدنيين من شرقي حلب وذلك بوساطة تركية.
وقال مسؤولون في جهاز الاستخبارات التركية إنهم أجروا وساطات مكثفة بين الأطراف، من أجل إجلاء آلاف المدنيين الذين تحاصرهم قوات النظام بشرقي حلب، بشكل آمن ومغادرة مجموعات المعارضة المسلحة المدينة.