جاوش أوغلو: لن نسمح لتنظيم "بي كا كا" بالتمركز في سنجار العراقية
- ديلي صباح, اسطنبول
- Oct 24, 2016
قال وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو إن 4 مقاتلات تركية من طراز إف-16 تعمل ضمن قوات التحالف الدولي المشاركة في عملية الموصل مشددا على أن تركيا لن تسمح لمنظمة بي كا كا الإرهابية بجعل منطقة سنجار (بمحافظة نينوى العراقية) معقلًا لها.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الفرنسي "جان مارك أيرولت" بعد لقاء جمعهما في مقر الخارجية بالعاصمة أنقرة اليوم الاثنين، أوضح فيه أن العديد من عناصر "بي كا كا" يتسللون من مناطق مختلفة في العراق، إلى تركيا وينفذون هجمات داخلها، وأضاف " يسعون لجعل سنجار، قنديل ثانية"، في إشارة إلى معقل التنظيم في شمال العراق.
وشدد الوزير التركي أن بلاده ستتدخل بشكل فعّال ضد المنظمة في العراق من خلال حقوقها وصلاحياتها النابعة من القانون الدولي، وقال في هذا الصدد، " لن نسمح بأن تجعل المنظمة سنجار معقلًا لها، واتخذنا وسنتخذ كافة التدابير على جانبي الحدود من أجل جعل تلك المنطقة آمنة".
وحول العلاقات بين تركيا وفرنسا، أشار جاوش أوغلو أن البلدين شكلا آلية إطارية إستراتيجية من أجل تطوير العلاقات بينهما، وبهذا الإطار عُقد أول اجتماع بين الجانبين في العاصمة الفرنسية باريس عام 2014، تم خلاله اعتماد خطة عمل تضمنت العديد من المسائل الهامة كالتعاون في التجارة والاقتصاد، والمواصلات والزراعة والتعليم والثقافة.
وأعرب جاوش أوغلو عن سروره لعقد الاجتماع الثاني اليوم في أنقرة، الذي سيتم خلاله وضع خطة عمل للسنوات الثالثة المقبلة، وأضاف " إن فرنسا تقع بين أول 7 دول من حيث تجارتنا الخارجية، ويجب علينا بذل مزيد من الجهود للوصول إلى هدفنا المتمثل في بلوغ حجم التبادل التجاري 20 مليار دولار أمريكي".
وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، أكد الوزير التركي أن البلدين يتعاونان في مكافحة الإرهاب لأنهما بلدان تضررا جراء الهجمات الإرهابية، وأنه أعلم نظيره الفرنسي خلال اللقاء بالتدابير التي تتخذها تركيا ضد المنظمات الإرهابية وخاصة تنظيم غولن.
كما شدد جاوش أوغلو أن البلدين متفقان بخصوص التطورات في المنطقة، وقال بهذا الصدد " وخاصة المسألة السورية، وإعلان وقف إطلاق نار في حلب، وإيجاد حل سياسي"، مثمناً المبادرات الفرنسية بخصوص مكافحة تنظيم داعش وخاصة في سوريا، والجهود التي تبذلها فرنسا.
وبشأن معركة الموصل، ذكر جاوش أوغلو أن تركيا ساهمت بطرق مختلفة في عملية الموصل المتواصلة، وأضاف "إن قوات البيشمركة التي دربناها شمال العراق تشارك بشكل فعّال في المعركة، فضلًا عن (حرس نينوى) الذين دربناهم في معسكر بعشيقة".
وتابع " كما أن مقاتلاتنا من طراز "إف-16" موجودة ضمن قوات التحالف الدولي من أجل المشاركة في العمليات".
وأوضح جاوش أوغلو أن القوات التركية في معسكر بعشيقة قضت على أكثر من 700 إرهابي من داعش حتى انطلاق عملية الموصل، وأنها قتلت 17 إرهابيًا منذ بدء العملية وحتى اليوم، بواسطة قذائف المدفعية والدبابات والهاون.
وذكر أن هدف فرنسا وتركيا يتمثل في تطهير سوريا والعراق من داعش، وأن وحدة أراضي العراق واستقرارها وأمنها هامة بالنسبة إلى تركيا بأهمية أمنها الخاص.
ولفت جاوش أوغلو إلى أن قرابة 300 ألف لاجئ عراقي قدموا إلى تركيا حتى اليوم، وأن بلاده تقدم مساعدات لثلاثة مخيمات أقامتها شمالي العراق من أجل تلبية احتياجات قرابة 40 ألف شخص نازح يقطن فيها.
من جانبه، أكد الوزير الفرنسي أن بي كا كا مجموعة إرهابية وأن فرنسا تعتبره كذلك وستواصل اعتباره بهذا الشكل مستقبلًا، مشددًا أن تركيا حليف لبلاده في المحافل الإقليمية والدولية.
ولفت أيرولت إلى أن السلطات التركية اعتقلت منذ سبتمبر/ أيلول 2014 وحتى اليوم، 150 شخصًا أرادوا الانضمام إلى داعش، وأعادتهم إلى فرنسا.
وذكر أيرولت أن تركيا تواجه تهديدات إرهابية أخرى تتمثل في بي كا كا، الذي نفذ العديد من الهجمات الإرهابية، مبينًا أن بلاده وقفت دائمًا إلى جانب تركيا وأدانت تلك الهجمات الإرهابية بأشد العبارات.
وحول الأزمات التي تشهدها المنطقة المحيطة بتركيا، أوضح أيرولت أن تركيا متأثرة بشكل مباشر من الحرب، لأنها مستمرة قرب حدودها مباشرة.
وأفاد أيرولت أن البلدين يمتلكان وجهات نظر مشتركة بخصوص سوريا، وقال بهذا الصدد، " يجب على روسيا والنظام السوري إيقاف أعمال القصف الكثيفة على حلب، للتمكن من إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان هناك".
وأشار الوزير الفرنسي إلى إمكانية استئناف المفاوضات من أجل إيجاد حل دائم من خلال تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الخاص بوقف إطلاق النار.
وبخصوص حالة الطوارئ المفروضة في تركيا أكد جاوش أوغلو أن تلك الحالة لا تختلف عن مثيلتها في فرنسا، وأن الدولة تلتزم لأقصى درجة بمبادئ الديمقراطية واستقلالية القضاء وحقوق الإنسان خلال قيامها بمحاربة تنظيم غولن الإرهابي. وأشار إلى أن حالة الطوارئ لم تمس حياة المواطنين ولم تحد من حرياتهم.