أردوغان: تركيا لا تأخذ إذناً من أحد كي تحمي أرضها
- ديلي صباح, اسطنبول
- Oct 11, 2016
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن تركيا ليست في حاجة إلى أخذ إذن من اي جهة كي تتحرك للدفاع عن أمنها القومي، وإنها لا تفكر في أخذ مثل هذا الإذن من أي دولة.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها أردوغان، اليوم الثلاثاء، في افتتاح القمة التاسعة لمجلس شورى الإسلام في أوراسيا.
وأضاف أردوغان ان تركيا لا يمكنها أن تظل صامتة وأن تتخذ موقف المتفرج إزاء ما يجري في سوريا والعراق، لأن ذلك يؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي التركي، وأن تركيا لا يمكن أن تصم الآذان عن دعوات أشقائها هناك.
وقال: "نحن كبلد يقع بين مواطنيه يوميًا ضحايا جراء إرهاب منظمة "بي كا كا" و"داعش"، كان لزامًا عليه أن يتابع وعن كثب التطورات الجارية في سوريا والعراق... إن الاتهامات التي توجه إلينا من قبل النظامين السوري والعراقي تتجاوز حدود المعقول".
وأردف الرئيس التركي "لقد رأينا جميعًا وبحرقة، طيلة السنوات الـ 6 الماضية التي شهدت مقتل مئات الآلاف من البشر وتدمير إرث تاريخي مجيد للمنطقة. إن هدف معظم الدول التي أعلنت قدومها للمنظقة بهدف محاربة الإرهاب لم يكن إنقاذ أبناء المنطقة. إن أي شخص يملك القليل من الضمير، والقليل من الاحترام لهذا الدين الحنيف والمظلومين من سكان هذه الأرض، لا بدَّ له وأن يدعم تركيا ويفتح الطريق أمامها".
وأضاف أردوغان: "إن الفتنة المذهبية، تخلق مبررًا مهمًا يفتح الباب أمام التدخل الخارجي في العالم الإسلامي. إن هذه اللعبة استخدمت في العراق وسوريا واليمن، وفي الماضي القريب في لبنان، بل وفي تركيا أيضًا، لا تزال تستخدم. لقد شددت في كل مناسبة، وأكرر ذلك مرة أخرى من على هذا المنبر. ورغم كل اللغط الذي قد ينتج عن ذلك. أقول إني لست أنتمي إلى ديانة اسمها السنة، ولست أنتمي إلى ديانة اسمها الشيعة، إن ديني، هو دين الإسلام المبين".
وتابع أردوغان: "بعض الدول تأتي من على بعد آلاف الكيلومترات للقيام بعمليات في أفغانستان وغيرها في كثير من المناطق بدعوى تشكيلها تهديدا لها، بينما يقال لتركيا التي لها حدود بطول 911 كم مع سوريا و350 كم مع العراق، إنه لا يمكنها التدخل لمواجهة الخطر هناك، نحن لا نقبل أبداً بهذا المنطق الأعوج."
وأكد أردوغان مرة أخرى على ان تركيا ليست لديها مطامع ولو في شبر واحد من أراضي وسيادة غيرها وليس لديها هدف غير حماية أراضيها وسلامة المسلمين في المنطقة.
وقال أردوغان رداً على تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي التي أساء فيها إليه: "إنه يسيئ إلي (وأقول له) أنت لست ندي ولست بمستواي، وصراخك في العراق ليس مهما بالنسبة لنا على الإطلاق، فنحن سنفعل ما نشاء، وعليك أن تعلم ذلك، وعليك أن تلزم حدك أولا."
ولفت أروغان إلى أن تواجد الجنود الأتراك بمعسكر بعشيقة قرب الموصل كان في الأساس بطلب من الحكومة العراقية في لقاءاتها مع المسولين في تركيا، وأن اللقاءات مسجلة بشكل رسمي وسيتم بثها في القريب العاجل، إلا أن العراق تطالب تركيا الآن بسحب جنودها.
وتابع أردوغان: "تواجدنا في لعراق كان بناء على طلب من حكومة العراق والآن تطالبنا بسحب الجنود.. فلتعلم أن الجيش التركي ليس جيشاً ضعيفاً لدرجة أن يتلقى تعليمات منك (مخاطباً العبادي)"
وبخصوص المشكلات التي يواجهها العالم الإسلامي قال أردوغان "إن العالم الإسلامي لا يرزح فقط تحت وطأة الهجمات الإرهابية، بل أيضًا تحت وطأة مخططات التقسيم والاتهامات الخطيرة بحجة وجود الإرهاب. عندما تنظرون إلى ضحايا الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على وجه الخصوص، تجدون أنهم من المسلمين، وأن الذين ارتكبوا تلك الأفعال أيضًا من المسلمين، تجدون أن القاتل يصرخ "الله أكبر" عندما يرتكب تلك الجريمة فيما يصرخ المقتول أيضًا "الله أكبر" أثناء لفظه أنفاسه الأخيرة. إذن نحن في مواجهة مشكلة كبيرة جدًا. إن هذه الوضع شرَّع جميع الأبواب أمام تدخل الجميع في العالم الإسلامي".
وأضاف أردوغان متسائلًا: "هل سمعتم حتى الآن بشيء اسمه الإرهاب المسيحي، أو الإرهاب اليهودي، أو الإرهاب البوذي، أو الإرهاب الإلحادي؟. بالطبع لا. لم تسمعوا ولن تسمعوا. لأن أي عمل إرهابي لا يصنف في خانة المعتقد الديني أو اللاديني، إلا إذا مرتكبه ينتمي للإسلام".