قال وزير التنمية التركي، لطفي ألوان، إنّ عناصر منظمة غولن (الكيان الموازي) الإرهابية المقيمة في السعودية "تعمل على نشر معلومات مغلوطة ومضللة بهدف إضفاء الشرعية على محاولتهم الانقلابية الفاشلة" التي قاموا بها منتصف يوليو/ تموز الماضي في تركيا.
جاءت تصريحات "ألوان" خلال لقائه بعدد من الصحفيين في مدينة جدة؛ أمس الخميس حيث يجرى زيارة إلى المملكة برفقة عدد كبير من رجال الأعمال الأتراك.
وأضاف الوزير أنّ المعلومات التي وردته تفيد بأنّ منتسبي منظمة "غولن" قاموا بنشر هذه المعلومات المغلوطة والمضللة حّتى خلال أدائهم مناسك العمرة والحج.
وخلال اللقاء، قيم "ألوان" نتائج اجتماعاته الرسمية مع المسؤولين السعوديين، وأوضح بأنّ زيارته تندرج ضمن إطار تعزيز العلاقات المتينة القائمة بين البلدين.
وأوضح أنّ بلاده تدرك بأنّ عدداً من مناصري منظمة "غولن" يقيمون في المملكة، معرباً عن اعتقاده بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة بحقهم وإبعادهم عن السعودية.
وأشاد "ألوان" بالعلاقات السياسية التي تربط بين البلدين، مشيراً إلى أنّ علاقات البلدين تجارياً لم تصل بعد إلى المستوى المأمول رغم وجود كافة المقومات التي من شأنها رفع مستوى التبادل بينهما، داعياً في هذا الصدد إلى العمل على تعزيز حجم التبادل التجاري بين أنقرة والرياض.
وانتقد ألوان قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب" الأمريكي أو المعروف اختصارًا بـ"جاستا"، والذي يسمح لعائلات ضحايا 11 سبتمبر/أيلول، بمقاضاة السعودية، معتبراً أنه من الخطأ إصدار قرار بحق دولة بأكمها من أجل عملية ارتكبها عدد من الإرهابيين.
وعقب انتهاء لقائه بالصحفيين، توجه "ألوان" برفقة الوفد التركي إلى مقر بنك التنمية الإسلامية ومقر منظمة التعاون الإسلامي في جدة، وعقد فيهما لقاءات مع مسؤولي المؤسستين، ليلتقي بعد ذلك بعدد من رجال الأعمال السعوديين في غرفة تجارة وصناعة جدّة.
وفي كلمته التي ألقاها أمام رجال الأعمال السعوديين، أفاد "ألوان" أنّ محاولة الانقلاب الفاشلة لم تؤثر كثيراً في المعطيات الاقتصادية التركية، مشيراً إلى أنّ بلاده استطاعت إنجاز عدد من المشاريع الضخمة خلال السنوات الأخيرة، رغم الأزمات الاقليمية والعالمية التي حصلت في الفترة الأخيرة.
ولفت الوزير إلى أنّ المشاريع الضخمة التي أُنجزت في تركيا "كانت مصدر قلق للعديد من الأطراف التبي اعتبرت نمو تركيا وتقدّمها على كافة الأصعدة بمثابة تهديد لها".
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة سطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة "فتح الله غولن"، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة اسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.