يلدريم: للأسف بعض الدول العربية حزنت لفشل الانقلاب في تركيا
- وكالة الأناضول للأنباء, أنقرة
- Sep 08, 2016
قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن دولاً عربية حزنت لفشل الانقلاب في بلاده الذي تقف وراءه منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية منتصف يوليو/ تموز الماضي.
وفي حوار شامل مع جريدة "الشرق" القطرية نشر اليوم الخميس، أوضح رئيس الوزراء أن "هناك عدة دول حزنت لحدوث المحاولة الانقلابية في تركيا، فيما هناك دول عربية حزنت لفشلها"، دون أن يسمّها.
وفي رده على ادعاءات البعض أن الخطوات التي اتخذتها الحكومة التركية بعد المحاولة الانقلابية تعسفية، وطالت قطاعات واسعة من المجتمع، قال يلدريم: "غايتنا هي معاقبة المذنبين فقط، وعلى رأس هؤلاء قائد المنظمة الإرهابية فتح الله غولن الذي يعيش في بنسلفانيا بالولايات المتحدة (..)".
وحول حالة الطوارئ التي تم فرضها عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة والحاجة لاستمرارها، قال يلدريم: "حالة الطوارئ هذه ضرورية في مواجهة انقلاب عسكري مسلح... الدستور التركي يسمح بوجود حالة الطوارئ، وستستمر هذه الحالة لحين انتهاء الإجراءات اللازمة في هذا الصدد. الآن لدينا ثلاثة أشهر، وإذا كانت هناك حاجة لتمديد هذه الحالة فسيتم ذلك".
وعن آثار المحاولة الانقلابية سواء على الصعيدين الاقتصادي والسياحي وغيرهما، أكد يلدريم أنه "لم يكن للمحاولة الانقلابية تأثير حقيقي على الاقتصاد التركي، ويمكن القول اليوم إنه لم يعد هناك أي تأثير لتلك المحاولة، حيث عاد الاقتصاد إلى مساره الصحيح مرة أخرى".
واعترف رئيس الوزراء أنه "على الصعيد السياحي حصل شيء من التحفظ والتردد في الزيارات السياحية للبلاد، لكن منذ بداية أغسطس/ آب الماضي زال هذا الأمر، وعادت الحركة السياحية والاستثمارية إلى قوتها السابقة".
وعن الدول التي دعمت المحاولة الانقلابية التي تقف وراءها منظمة فتح الله غولن، ولا تزال تدعم هذه المنظمة الارهابية، أكد أن "البحث جار حالياً عن وقوف أطراف ودول إلى جانب هذه المحاولة، ولا يمكننا اتهام أي طرف أو دولة دون وجود دليل موضوعي".
وعن الموقف العربي من المحاولة الانقلابية، كشف أنه "في منطقة الخليج العربي هناك عدة دول حزنت لحدوث هذه المحاولة، وهناك دول عربية حزنت لفشل الانقلاب (لم يحددها)".
وقال: "كنا ننتظر من الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية أن يكون لها موقف فور حدوث المحاولة الانقلابية الفاشلة، ولكن لم تقم بما كنا نتوقعه من تصريحات ومواقف. لاحقاً وبعد أن شاهدت ما حدث من دمار وآلام كانت هناك تصريحات جيدة وزيارات رفيعة لمسؤولين من هذه الدول للتضامن مع تركيا والشعب التركي".
* العملية العسكرية في جرابلس.. والأزمة السورية
ورفض يلدريم اعتبار دخول قوات تركية إلى مدينة جرابلس شمال سوريا ضمن عملية "درع الفرات" نوع من الدخول في مستنقع، مشيراً إلى أن القوات التركية "دخلت لتجفيف مستنقع الإرهاب من منظمتي داعش وبي كا كا فهؤلاء يضرون الجميع وليس تركيا فحسب، بل يضرون كافة مواطني العالم".
وشدّد على أن "الدعم الذي تعطيه تركيا للجيش السوري الحر يهدف إلى التخلص من المنظمات الإرهابية في أسرع وقت ممكن، وكذلك عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم مرة أخرى، وأن تعود سوريا دولة مستقرة".
وأكد عدم قبول تركيا تقسيم سوريا وتحويلها إلى دويلات صغيرة ومذهبية، محذراً من أن "هذا الموضوع خطير على المنطقة، وإذا تحقق ذلك -لا سمح الله- لن يكون هناك هدوء أو استقرار في كافة دول المنطقة بلا استثناء وإلى ما لا نهاية".
وأوضح رئيس الوزراء التركي أن غاية بلاده من العملية العسكرية التركية في جرابلس السورية "تحقيق هدفين، الأول: تطهير هذه المنطقة من العناصر الإرهابية، والتمهيد لعودة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم، والثاني: حماية الحدود التركية والحفاظ على أرواح وممتلكات مواطنينا".
* العلاقات مع مصر وسوريا
وحول إمكانية عودة العلاقات مع مصر وسوريا، قال رئيس الوزراء التركي: "بشار الأسد تسبب في قتل 600 ألف انسان وتشريد الملايين، وهو يعرف أنه لا يمكنه الاستمرار في السلطة بعد الحل في سوريا، حيث إن وجوده لن يكون واقعياً. ولهذا نولي أهمية لوجود فترة انتقالية في سوريا، بشكل لا يزعج ضمير الشعب السوري، وأن يكون هناك تمثيل لكافة مكونات الشعب السوري، وأن يتم العمل للحيلولة دون أن يفقد أي شخص في سوريا حياته، هذا أعظم هدف".
وقال: "إذا كان بقاء الأسد في الفترة الانتقالية في سدة الحكم يفيد مصلحة الشعب السوري فيمكن أن نبدي رضا بهذا الخصوص، لكن المعارضة السورية هي أهم من يقرر في هذا الموضوع".
وفيما يتعلق بالعلاقات مع مصر، قال: "بالنسبة للشعبين المصري والتركي لا توجد أي مشكلة بينهما ولن تكون، ولهذا نحن كشعبين نرغب بتطبيع العلاقات، والإساءة للعلاقات سابقاً معروفة، حيث كان هناك انقلاب على حكومة منتخبة، والحكومة الموجودة في مصر حالياً هي حكومة انقلابية، وهذا من أهم أسباب الإضرار بالعلاقات، ولكن لا داعي أن نقف عند ذلك طويلاً. ومن غير الممكن أن نقف ضد رغبات الشعب المصري، وهو من يقرر مصيره على أكمل وجه، ونحن لا نستطيع أن نقرر باسمه".
وأردف: "من ناحية المبدأ نرى أن قوة الإرادة الوطنية هي في الانتخاب من خلال الشعب، ولكن هناك الآن أمرا واقعا ولا نستطيع أن نتغاضى عنه، ويمكننا أن ندشن علاقتنا في الكثير من المجالات ومنها التجارة والنقل والسياحة، ويمكن أن تكون هناك زيارات بين البلدين".
وأكد يلدريم أن هذا ليس تراجعا في الموقف التركي وقال: "نحن نريد الحل، ليس في هذا تراجع، نحن نريد إنهاء هذه الأزمة، وأن تتوقف معاناة الشعب المصري وأن يتوقف فقدان الناس لحياتهم".
* العلاقات مع قطر ودول الخليج
وتعليقاً على الزيارة التي يقوم بها الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية القطري إلى تركيا حاليا، اعتبرها يلدريم "بمثابة محرك أساسي ومهم للعلاقات بين البلدين".
وتابع: "أن تركيا وقطر منذ فترة طويلة هما بلدان صديقان وشقيقان وهما كذلك بلدان استراتيجيان. لدينا استثمارات مشتركة وتبادل تجاري واسع، والعلاقات الاقتصادية بين البلدين متطورة باستمرار، كما أن افكارنا مشتركة في القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما على صعيد تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ونحن نرى أن دولة قطر تبذل جهداً كبيراً جداً في هذا المجال. ونرى أن هناك مثابرة وجهداً مشتركاً بين تركيا وقطر لحل الأزمة السورية وكذلك على صعيد القضية الفلسطينية".
وقال "نرى في تركيا أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر مصمم على تطوير العلاقات القطرية التركية، وأثناء المحاولة الانقلابية التي عشناها في 15 يوليو الماضي كانت قطر الدولة الأكثر دعما ومساندة لتركيا في تلك الفترة، ونحن لا ننسى هذه الوقفة وكذلك الشعب التركي لن ينسى هذه الوقفة".
وحول مستقبل العلاقات التركية مع دول الخليج، قال يلدريم: "نحن نسعى إلى تطوير علاقتنا مع دول الخليج، والشعب التركي سيبقى صديقا لهم، ومستقبل تركيا هو مستقبل للمنطقة ونحن نتشاطر نفس الدين والإيمان والتاريخ والهواجس والمعاناة، وأفراحنا ستكون مع بعض، ونجاحنا سيكون لنا جميعا. غايتنا هي زيادة عدد الأصدقاء وتقليل الأعداء".