عبر عدد من قادة وعناصر مجموعات سورية مقاتلة تحت لواء الجيش السوري الحر عن سعادتهم بالدعم الذي قدمته العملية العسكرية التركية في الشمال السوري، تحت اسم "درع الفرات". فمع التقدم الذي حققته القوات الخاصة التركية، وطرد تنظيم داعش الإرهابي من مدينة جرابلس، استعادت مجموعات المعارضة المعتدلة ثقتها وأملها في تحقيق المزيد من الانتصارات على الأرض، مما انعكس على شكل زيادة في اعداد المتطوعين الملتحقين بها.
وفي تصريحات خاصة لديلي صباح، قال الناطق الإعلامي باسم جيش النصر، إحدى فصائل الجيش السوري الحر في حماة، أن: "النجاحات الكبيرة والتقدم السريع الذي نجح فيه الجيش الحر بدعم تركي كبير في إطار عملية "درع الفرات" منحنا دفعة معنوية كبيرة وساهم في رفع معنويات العناصر والضباط من أجل الاستمرار في المعركة ضد قوات الأسد ومواجهة أي جماعة إرهابية تهدف إلى تخريب الثورة وحرف مسارها".
وأضاف: "عملية درع الفرات حققت نجاحات رائعة وسريعة الأمر الذي منحنا قوة معنوية كبيرة، نحن بعيدون نسبياً عن مناطق المعارك ولم نستفيد منها بشكل مباشر، لكن مساهمتها في رفع معنويات الجنود وتعزيزها لإيماننا بقدرتنا على محاربة النظام والجماعات الإرهابية كان بمثابة دعم مباشر لنا". كما أوضح أن فصائل الجيش الحر في مدينة حماة تمكنت خلال الأيام التي أعقبت انطلاق عملية "درع الفرات" من تحرير عدد من القرى والمواقع العسكرية من النظام السوري بعد أن كانت عصية منذ فترة طويلة.
وفي السياق ذاته، أكد قائد إحدى الفصائل السورية التابعة للجيش الحر أن أعداد الشباب المنضمين إلى صفوف الجيش السوري الحر شهدت ارتفاعا ملحوظاً خلال الأيام الأخيرة، لا سيما عقب انطلاق عملية درع الفرات وتمكن المعارضة من طرد تنظيم داعش وإرهابيي "ب ي د" من العديد من المناطق بغطاء جوي ومدفعي تركي.
وقال القائد العسكري الذي اكتفى بتعريف نفسه بـ"أبو محمد" لأسباب أمنية: "درع الفرات منحت الشعب السوري دفعة معنوية قوية، وانتصارات الجيش الحر أعطت أملاً كبيراً للشباب السوري بإمكانية فرض معادلة جديدة من خلال الجيش السوري الحر الذي أثبت قوته وجدارته في القتال وبالتالي إمكانية طرد التنظيمات الإرهابية وقوات النظام من مناطق حلب التي تشهد جرائم ومجازر يومية من قبلهم".
يأتي ذلك بالتوافق مع توقعات رئيس تحرير صحيفة "ديريليش بوستاسي" التركية، إيريم شينتورك، بارتفاع أعداد المقاتلين المنضمين الى الجيش السوري الحر في الفترة اللاحقة للعملية العسكرية التركية في جرابلس. حيث قال في حواره مع ديلي صباح: " يتوقع أن تزداد أعداد المنتسبين الى الجيش السوري الحر. الجيش السوري الحر لا يستخدم أسماء المجموعات والأشخاص، بل ينسب النصر الى الشعب السوري. وأتوقع أن يتقدموا بمقاتليهم الجدد لتحرير منطقة الباب. الروح المعنوية مرتفعة لدى الجيش الحر".
يشار الى أن تنظيم داعش الإرهابي قد انسحب تحت وقع العملية العسكرية المشتركة بين الجيش الحر والقوات الخاصة التركية والمدعومة من التحالف الدولي للحرب على داعش، متراجعاً الى مدينة الباب، الواصلة بين حلب ومنبج، التي تعد إحدى أهم المناطق الاستراتيجية للمجموعات المقاتلة في سوريا.