حاصر مسلحو تنظيم "ب ي د" الإرهابي -الذراع السوري لتنظيم بي كا كا الإرهابي في تركيا- قوات النظام السوري في مركز مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا بعد معارك عنيفة بين الجانبين خلال اليومين الماضيين، بحسب مصادر محلية.
وقالت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، إن "مسلحي االتنظيم تقدموا في أحياء غويران والنشوة والشرقية والزهور جنوب مركز المدينة وسيطروا على مؤسسات تابعة للنظام أبرزها كلية الاقتصاد بجامعة الفرات، ودائرة النفوس والمصرف العقاري".
كما سيطر مسلحو "ب ي د" على "عدة نقاط عسكرية للنظام في مركز الحسكة أبرزها دوار الباسل والمخبز الذي يحمل الاسم نفسه ومصنع الأغذية، ومديرية المرور".
وأوضحت المصادر أن "قوات النظام كثفت، اليوم، القصف المدفعي على أحياء الناصرة والكلاسة وتل حجر الخاضعة لسيطرة التنظيم غربي المدينة، انطلاقاً من الفوج 123 المتمركز في جبل كوكب شرقيها، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى بينهم مدنيين".
ولفتت إلى أن "القصف الجوي والمدفعي لقوات النظام على مناطق سيطرة ب ي د في مدينة الحسكة، منذ الخميس الماضي، أدى لمقتل 46 مدنياً وإصابة 138آخرين، فيما قتل 30 مسلحاً من التنظيم على الأقل".
وتمثل هذه المواجهات التي اندلعت الأسبوع الماضي في الحسكة الأعنف بين الجانبين منذ اندلاع الأزمة قبل خمسة أعوام.
وأفادت المصادر أن "طائرة حربية تابعة لسلاح الجو السوري حلقت فجر اليوم في سماء المدينة، إلا أنها عادت أدراجها دون قصف"، موضحة أن "النظام أوقف قصف الطائرات منذ يوم الجمعة الماضي واكتفى بالقصف المدفعي المكثف".
وأمس الأول السبت، نقلت قناة "سي إن إن" عن أحد المسؤولين العسكريين الأمريكيين، فضل عدم كشف اسمه، قوله "إذا قام السوريون بذلك مجدداً فسيكونون في مواجهة خطر فقدان طائرة"، وذلك في إشارة لقيام طائرة سورية بقصف مواقع قريبة من مناطق تواجد القوات الخاصة الأمريكية في الحسكة، بحسب القناة.
والأسبوع الماضي، دفع النظام السوري ولأول مرة منذ خمس سنوات بطائراته ضد تنظيم "ب ي د" التي تعتبره واشنطن "شريكاً" في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي.
وجاءت الخطوة في أعقاب اتهام النظام قوة أمنية مرتبطة بالتنظيم تعرف باسم "الأسايش" بـ"تصعيد أعماله الاستفزازية في الآونة الأخيرة"، ومنها "استهداف" مواقع تابعة له ما أدى إلى "مقتل عدد من العسكريين والمدنيين".
ونقلت وسائل إعلام رسمية سورية عن متحدث عسكري باسم قوات النظام أن "الأسايش سعت إلى السيطرة على مدينة الحسكة، الأمر الذي استدعى رداً مناسباً باستهداف مصادر إطلاق النيران وتجمعات العناصر المسلحة".