ألمح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى إمكانية ضرب بلاده تنظيم "ي ب ك"، الجناح المسلح للذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية "إذا اقتضت الضرورة"، مؤكداً ان "ي ب ك" يشُكل تهديداً ضد تركيا.
جاء ذلك في كلمة له ألقاها في المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة أمام وفد من "اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي".
وأكد أردوغان أنهم سيحاربون منظمة بي كا كا الإرهابية في جميع المناطق في تركيا، لافتاً إلى أن تنظيم "ي ب ك" الجناح السوري لمنظمة بي كا كا، يشن هجمات في شمال سوريا ويُشكل تهديداً ضد بلاده، وأن تركيا "ستواصل محاربة الإرهاب في كل مكان وفي شمال سوريا إذا اقتضت الضرورة".
وأضاف أن الغرب لم يفهم ولا يفهم دواعي محاربة تركيا لتلك التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى أن تركيا "تُدرك أن الغرب لم يتصرف بمصداقية" في هذا الصدد.
وقال أردوغان: "لقد حذرنا من مغبة إلقاء الأسلحة جوا على سوريا وقلنا بأنّ نصفها ستقع بيد منظمة ي ب ك والنصف الآخر بيد داعش؛ فالذين لم يصدقوننا، شاهدوا فيما بعد أسلحتهم وذخائرهم بيد تنظيم داعش، وأثبتنا للعالم هذا الأمر بالصور، فمن تخدعون أنتم؟".
ويواصل تنظيم "ب ي د" (الجناح السياسي للذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية) و"التحالف العربي السوري" المدعوم أمريكيًا، الزحف نحو المناطق الغربية من نهر الفرات عقب سيطرته على مدينة منبج، بمحافظة حلب شمالي سوريا من قبضة تنظيم داعش، الأمر الذي حذرت منه تركيا مراراً في أوقات سابقة.
ويهدف "ب ي د" إلى التمدد نحو مدينة جرابلس (بريف حلب الشمالي) الخاضعة لسيطرة داعش والمتاخمة للحدود التركية، وبسط نفوذه عليها، عقب سيطرته على طول خط الحدود السورية التركية من محافظة الحسكة (شمال شرق) مرورًا بمدينة عين العرب (كوباني) وربطها بمدينة عفرين غربًا من خلال العبور غربي الفرات بعد أن تحقق هدفه في الاستيلاء على منبج خلال الأيام الأخيرة.
وفي حال تحقق ما يأمله "ب ي د"، فإنه سيكون قد أنشأ نوعًا من الحزام أو الجدار الفاصل بين الحدود التركية - السورية.
من جهتها، تقدم الولايات المتحدة الدعم الجوي لقوات "ب ي د" تحت ذريعة قتاله داعش، وتطهير المنطقة الواصلة بين مدينتي اعزاز وجرابلس الواقعتين غربي نهر الفرات شمالي حلب.
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة أعطت تركيا ضمانات بانسحاب "ب ي د" من غربي الفرات فور طرد داعش من منبج، وهو ما تطرق إليه الناطق باسم الدفاع الأمريكي "أدريان رانكين غالواي" الاثنين الماضي، مجددًا التزام بلاده بتعهداتها.
وتصنف تركيا كلًا من "بي كا كا" و"ب ي د" في قائمة المنظمات الإرهابية برغم أن الولايات المتحدة تتعاون مع الأخيرة في العمليات العسكرية ضد داعش، وتتفق مع تركيا في تصنيف الأولى بالإرهاب.