تركيا وروسيا تتفقان على إنشاء آلية من الجيش والاستخبارات والسلك الدبلوماسي لبحث الأزمة السورية

وكالة الأناضول للأنباء
أنقرة
نشر في 10.08.2016 00:00
آخر تحديث في 10.08.2016 18:06

أوضح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، قررا قيام كل طرف بإنشاء آلية ثلاثية مؤلفة من موظفين في الاستخبارات والجيش، والسك الدبلوماسي، تعملان مع بعضهما من أجل تسوية الأزمة السورية، مؤكداً أن اللقاء الأول بين الآليتين سيبدأ غداً، وأن الطرف التركي ربما سيتوجه هذه الليلة إلى موسكو.

جاء ذلك في مقابلة مع قناة "أي" التركية الأخبارية، اليوم الأربعاء.

ورداً على سؤال "عما إذا كانت موسكو قد طلبت من أنقرة دفع تعويضات على خلفية إسقاط المقاتلة الروسية"، أجاب قالن، "إن مسألة إسقاط الطائرة لم تُبحث في لقاء أردوغان وبوتين أمس، وإن الجانب الروسي تصرف بنضج حيال هذه المسألة"، مؤكداً أن البلدين فتحا صفحة جديدة في العلاقات.

وأردف قالن أن الجانبين أكدا على تعزيز التعاون بين الطرفين للحيولة دون تكرار حادثة إسقاط الطائرة، مشيراً أن رئاسة هيئة أركان البلدين أعادا خط الاتصال المباشر بينهما.

وأكد قالن على الأهمية الكبيرة للقاءات وفدي البلدين، للحيولة دون وقوع حادثة 24 تشرن الثاني/ نوفمبر (إسقاط مقاتلات تركية لأخرى روسية إخترقت المجال الجوي التركي)، ومن أجل وقف الاشتباكات في سوريا، ومنع سقوط ضحايا مدنيين.

ولفت قالن إلى أن المسألة السورية كانت حاضرة في لقاء أردوغان وبوتين، مبيناً أن الزعيمين بحثا مجدداً المسألة السورية، بشكل مفصل عقب عقدهما مؤتمراً صحفياً مشتركاً أمس.

وأوضح قالن أن اللقاء تركز على وقف الاشتباكات، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى حلب، وتحقيق مرحلة الانتقال السياسي، والحفاظ على وحدة التراب السوري، مبيناً أن الجانبين توافقا حول الأخذ بعين الاعتبار الموقف التركي تجاه تنظيمي "ب ي د" و "ي ب ك" جناح منظمة "بي كا كا " الإرهابية في سوريا خلال اتخاذ الخطوات المذكورة أعلاه.

وأشار قالن أن هناك اختلاف في الآراء بين الجانبين حول مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، وفي كيفية تحقيق عملية الانتقال السياسي، وإيقاف الاشتباكات، وحماية وحدة الأراضي السورية، مؤكداً أن وفدي البلدين سيبحثان تلك المسائل بالتفصيل.

وبيّن قالن أن الرئيس التركي طرح لبوتين مسألة فتح تنظيم " ب ي د" الإرهابي، مكتباً له في موسكو، مشيراً أن الجانب الروسي تفهم حساسية تركيا في هذا الشأن.

وحول مسألة إقليم قره باع الأذري المحتل من قبل أرمينيا، أشار قالن أنه تقرر إنشاء آلية ثلاثية بين تركيا وروسيا وأذربيجان، مؤكداً أهمية تلك الآلية في تسوية مشكلة إقليم قره باغ. مبيناً أن الجانب الروسي ساهم بشكل إيجابي في هذه المسألة خلال الفترة الأخيرة.

ولفت قالن أن البلدين متفقان على مكافحة المنظمات الإرهابية وعلى رأسها "داعش" و"بي كا كا"، موضحًا أن الجانب الروسي يدرك تمامًا المساعي التركية في مكافحة الإرهاب.

وشدد على أن الموقف التركي حيال منظمتي "ب ي د" وجناحها العسكري "ي ب ك" (جناحا منظمة بي كا كا الإرهابية السياسي والعسكري في سوريا) في غاية الوضوح والرئيس التركي شدد على هذه النقطة لدى اجتماعه مع الروس.

وفيما يتعلق بالرؤية الأمريكية في سوريا، أفاد قالن أن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك رؤية تقليص مكافحة الإرهاب في سوريا على تنظيم "داعش" الإرهابي فقط، مضيفًا "نظام الأسد ومستقبله والهجمات ومقتل المدنيين غدت قضية ثانوية بالنسبة للولايات المتحدة".

وأضاف "عند النظر في عموم سوريا ومقارنتها مع أولوية الولايات المتحدة بمكافحة داعش يمكن رؤية أن الاستراتيجية الأمريكية ليست نهجًا في حل مشكلة الإرهاب".

ومضى قائلاً: "الذي يغذي داعش الإرهابي والمجازر في سوريا هو استمرار بقاء النظام، لذلك فإن تجاهل النظام والتركيز على داعش فقط استراتيجية خاطئة".

وشدد أن تركيا تدعم مرحلة مكافحة داعش ولن تتراجع عن ذلك، مضيفًا "البعض (لم يسمهم) يعتقدون أن الأتراك يولون لمكافحة بي كا كا الإرهابية أهمية أكبر من مكافحة داعش الإرهابي، مكافحتنا للأخير لا يعني تراجعنا عن مكافحة بي كا كا، حيث لا يوجد فرق بين التنظيمات الإرهابية".

وأضاف أن السؤال الذي يجب أن يطرح نفسه هنا "لماذا الغرب لا يولي أهمية لمكافحة بي كا كا بقدر داعش؟"، مضيفًا "نحن كعضو في التحالف الدولي لمكافحة داعش نقاتل هذا التنظيم، واستخبارات بلادنا أرسلت أسماء إرهابيين إلى فرنسا في هذا الإطار، وثبت أنهم نفذوا في فرنسا وبلجيكا عمليات إرهابية فيما بعد".

وفيما يتعلق بمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، أوضح قالن أن رئيس البلاد رجب طيب أردوغان أطلع نظيره الروسي فلادمير بوتين بالتفصيل على حيثيات الانقلاب الفاشل، مشددًا أن بوتين من بين الأوائل الذي اتصلوا بتركيا وأعربوا عن تضامنهم معها ضد الانقلاب.

ولفت أن الشعب التركي الذي وقف ضد الانقلاب، لم يلق الدعم اللازم من الإعلام الغربي ومن سياسييه مما شكل خيبة أمل في نفوس الأتراك.

وأضاف "إن غفل الغرب عن رؤية خيبة الأمل هذه فإنه يدل على وجود مشكلة أكبر في نيته تجاه تركيا"، موجهًا انتقاداته للغرب في هذا الإطار.