أردوغان: ديننا يدعو للسلام ولا مكان فيه للإرهاب
- وكالة الأناضول للأنباء, باكو
- Apr 26, 2016
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الإرهاب لا مكان له في الدين الإسلامي الذي يدعو اسمه للسلام، مشيراً إلى عدم وجود أي صلة لا من قريب ولا من بعيد بين تنظيمات ظهرت باسم الدين الإسلامي مثل داعش، بالإسلام.
جاء ذلك في كلمة له خلال افتتاح المنتدى العالمي السابع لتحالف الحضارات في العاصمة الأذرية باكو.
كما أكد أردوغان على ضرورة مكافحة المذهبية بشكل مشترك كشرط لتحقيق السلام، مشدداً على أن مواجهة الإرهاب لا تنجح إلا بالوقوف بشكل جماعي ضد العنصرية، قائلاً :.
"إننا مرغمون على إظهار المحبة لكافة البشر والتعامل معهم دون النظر إلى عرقهم أو التمييز بينهم بحسب ألوان بشرتهم، إذ أن ذلك هو الأساس لإحلال السلام في العالم."
وأفاد أردوغان بأن التنظيمات التي تدعي ارتكابها للأعمال الإرهابية باسم الإسلام، ارتكبوا أكبر المجازر بحق المسلمين، وأضاف: "إن الشبكات الإرهابية تدمر بأيديها ميراث حضاري يعود لألاف الأعوام، حيث تُدمر المدن القديمة، كما أن عداوة الأجانب وظاهرة الإسلاموفوبيا انتشرت بشكل سريع في البلدان الغربية خاصة جراء التصور الذي خلقته تلك التنظيمات الإرهابية"؛
وحول مبادرة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، أكد أردوغان ضرورة أن يقبل الجميع أن المجتمع الدولي لا يزال بعيداً كل البعد عن تحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها التحالف، رغم النجاح الذي حققه.
وذكر أردوغان أن أسس التحالف وضعت قبل 11 عاماً، وأنه نما وتعزز منذ تأسيسه، مبيناً أن أكثر من 140 بلداً دعمت المبادرة التي باتت إحدى أهم المبادرات في الأمم المتحدة.
وأعرب أردوغان عن أسفه لعدم تجاوز العالم حتى الأن الأحكام المسبقة الراسخة، والمفاهيم التي تفرق الناس وفقاً لمعتقداتهم وجذورهم وثقافتهم، والتي كانت سبباً لتشكيل التحالف، مضيفاً: "لم نتمكن من إظهار مكافحة كاملة ومشتركة وحازمة منتظرة حيال التيارات المتطرفة، والإرهاب الذي غذّته تلك التيارات".
ونوه أردوغان إلى أن المجتمع الدولي فشل في تحويل الألم الذي سببته التفجيرات في سوريا والعراق ونيجيريا وفرنسا وباكستان وتركيا وبلجيكا إلى وقفة وكلمة وعمل مشترك، فضلاً عن الفشل في إيجاد حلول للصراعات السياسية التي تخلف العنف والظلم وعدم المساواة.
كما لفت الرئيس التركي إلى فشل التحالف في تشكل فهم مشترك بخصوص ترسيخ ثقافة التصالح بدل الاستقطاب، قائلاً "نعيش في عالم اضطر فيه 60 مليون إنسان إلى مغادرة منازلهم جراء الاشتباكات في بلدانهم، حيث يشكل الأطفال والنساء القسم الأكبر من أولئك الأبرياء الذين خرج جزءً منهم في رحلة أمل انتهت بمأس أكبر في مياه البحار المظلمة".
وفي السياق ذاته، أشار أردوغان إلى أن سوريا تشهد إرهاب دولة، يقف على رأس سلطتها إرهابي يقتل الشعب بالبراميل المتفجرة والمدافع والدبابات، متسائلاً: "أليس من يفرشون السجاد الأحمر لأولئك ويستقبلونهم ويقدمون السلاح، والأموال لهم يحملون المسؤولية أيضاً؟".
وانتقد الرئيس التركي صمت العالم إزاء حالات الغرق في مياه البحار أثناء عمليات الهجرة غير الشرعية، قائلاً: "أكثر لحظة آلمتنا، عندما وصل جثمان الطفل أيلان إلى الشاطئ بدأ العالم في التساؤل "ماذا نفعل، أين كان هؤلاء قبل وصول جثمان أيلان إلى الشاطئ؟ الناس في سوريا يموتون منذ 6 أعوام؟".
وعقب مشاركته في المنتدى غادر أردوغان أذربيجان متوجهاً إلى العاصمة الكرواتية زغرب، حيث من المنتظر أن يلتقي نظيرته الكرواتية "كوليندا غرابار كيتاروفيتش" لإجراء محادثات رسمية.