قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إن "الاقتراح الإنساني والصريح الذي تقدمت به تركيا للاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بحل أزمة اللاجئين، لا يزال على طاولة المفاوضات"، مشيرًا أنه "في حال قبول الاقتراح من الجانب الأوروبي فإن أنقرة سترسل لاجئًا واحدًا من مخيماتها إلى أوروبا مقابل كل لاجئ تعيده من بحر إيجه".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مساء الخميس، بمطار "أسين بوغا" الدولي بالعاصمة التركية أنقرة، قبيل توجهه إلى بروكسل للمشاركة في القمة التركية الأوروبية، حيث نفى داود أوغلو، "ادعاءات بعض الأحزاب السياسية المعارضة في بلاده، بأن تركيا ستتحول إلى مستودع للمهاجرين".
وأوضح داود أوغلو، أن بلاده "ستمهد الطريق أمام اللاجئين الراغبين باللجوء إلى أوروبا عبر الطرق القانونية"، مشيرًا أن "ذلك خطوة في إطار الجهود الرامية لمنع الهجرة غير الشرعية بشكل كامل"، وأن "البعد الإنساني هو الهدف النهائي من هذه التدابير، ولكن ينبغي أن نغطي تكاليف تنفيذها بشكل مشترك مع الاتحاد الأوروبي".
وأضاف "لم تكن لدينا نية في استغلال أزمة اللاجئين إطلاقًا، وما قدمناه للاجئين معروف من قبل الجميع، والعالم كله يشهد على جهودنا الإنسانية تجاههم، وبالتالي لا داعي لأن يشك أحد في هذا الأمر".
وأشار داود أوغلو، أن "تركيا لن تتخلى إطلاقًا عن المعايير الديمقراطية، وحقوق الإنسان والحريات"، مبينًا أن "الذين يريدون استغلال جهود الحكومة التركية الصريحة في مكافحة الإرهاب، يحاولون تشكيل تصور حول احتمال تراجع تركيا عن تلك المعايير".
وتستضيف العاصمة البلجيكية بروكسل، يومي 17 و18 مارس/ آذار الحالي، القمة التركية الأوروبية، لبحث عدد من القضايا العالقة بين الجانبين، وعلى رأسها أزمة اللاجئين.
وكانت مصادر في رئاسة الوزراء التركية، ذكرت في وقت سابق، أنَّ داود أوغلو، اقترح على الأوروبيين، خلال القمة المنعقدة في بروكسل، في 29 نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، "إلغاء التأشيرة المفروضة على مواطنيه اعتبارًا من يونيو/ حزيران المقبل، وتقديم 3 مليارات يورو إضافية، لصالح اللاجئين السوريين(علاوة على الثلاثة المقررة سابقًا)، واستقبال الاتحاد لاجئًا سوريًا من تركيا، مقابل كل لاجئ يعاد إليها من دول الاتحاد".
يذكر أن القمة التركية الأوروبية التي بدأت أمس الخميس، ستستمر ليومين بهدف وضع حلول لأزمة المهاجرين.