أعرب عدد من الصحف العربية الصادرة اليوم الإثنين، عن تضامنها التام مع تركيا بعد التفجير الذي وصفوه بأنه "إرهابي" و"إجرامي" و"جبان" و"دنيء"، الذي وقع مساء أمس الأحد، في العاصمة أنقرة وأسفر عن مقتل 37 شخصاً وإصابة 125آخرين، وشددت تلك الصحف على أن "زعزعة استقرار تركيا خط أحمر".
وفيما كان التضامن مع تركيا والتنديد بالإرهاب عنواناً لعدد من افتتاحيات الصحف، آثرت صحف أخرى إبراز تنديد بلدانها بالتفجير في صدارة صفحاتها الأولى.
ووجهت بعض الصحف رسالة لمنفذي تلك الأعمال الإرهابية بقولها: "على هؤلاء الإرهابيين أن يدركوا أن الشعب التركي بقياداته الواعية لن يسمح لهم بتنفيذ أجندتهم الخبيثة بهدف إحداث فتنة داخلية "، وأن هذه الأعمال الإرهابية "ستزيد الحكومة التركية والشعب التركي إصراراً على السير في الخطط الموضوعة لمواجهة الإرهاب ".
وتحت عنوان "لا للإرهاب" أعربت جريدة " الشرق" القطرية في افتتاحيتها عن إدانتها لتفجير أنقرة "الإرهابي"، مشيرة أنه "مدان بأقسى وأشد العبارات ويعد جريمة بشعة وعملاً شنيعاً يستهدف الأمن والاستقرار وترويع الأبرياء".
وبينت أنه "يستوجب التضامن مع تركيا وتأييدها في كافة الإجراءات التي تتخذها لمواجهة هذه الأعمال الإجرامية، واتخاذ كل التدابير للدفاع عن نفسها وحماية أمنها واستقرارها".
وشددت "الشرق" أن "استهداف المدنيين وسط أنقرة جريمة همجية لا يمكن تبريرها ولابد من جلب مدبريها إلى العدالة، لأنها جريمة منظمة".
وأكدت أن "مثل هذه التفجيرات لن تثني تركيا عن اجتثاث الإرهاب ومنظماته، وفي ذلك تجد كل التضامن من الدول المحبة للسلام .".
ولفتت الجريدة القطرية أن "توقيت هذا التفجير الإرهابي يثير كثيراً من الأسئلة والشكوك، خاصة أن تركيا تنهض بدور كبير في استضافة اللاجئين وتسعى مع المجتمع الدولي في إيجاد حل للأزمة السورية، وفي ذات الوقت تقوم بدورها في حماية أمنها القومي وحدودها والتصدي للمتمردين الذين يستهدفون استقرارها، وكل هذا يجعل تركيا أكثر تصميماً من أي وقت مضى على استخدام حقها في الدفاع عن نفسها والتصدي للإرهاب".
وتحت عنوان "عمل إرهابي جبان"، قالت جريدة "الراية" القطرية في افتتاحيتها أنه ليس هناك وصف للهجوم أنقرة "الإرهابي الدامي" سوى أنه "محاولة إرهابية جديدة دنيئة ومستهجنة، وجبانة تستهدف الأمن والوحدة الوطنية والسلام والديمقراطية والاستقرار في تركيا".
واعتبرت الجريدة "أن هذا الهجوم الدنيء هدفه الأساسي تبديد استقرار تركيا وزرع الفرقة بين فصائل المجتمع فيها".
وبينت أن التفجير "ليس له وصف سوى أنه عمل إرهابي جبان ومستهجن وغير مقبول ومدان".
وأشارت إلى بيان الإدانة القطري، قائلة :" قطر تعلن تأييدها الكامل لكافة الإجراءات التي تتخذها أنقرة لمواجهة هذه الأعمال الإجرامية الهادفة إلى زعزعة أمنها واستقرارها".
وقالت "إن زعزعة استقرار تركيا خط أحمر لا يمكن السماح به أو التلاعب فيه وإن مثل هذه التفجيرات الإرهابية الجبانة والمستهجنة لن تزيد الشعب التركي إلا تلاحماً وتكاتفاً باعتبار أنها تستهدف هذا الشعب المسالم والمحب للديمقراطية بجميع مكوناته".
ووجهت "الراية" رسالة لمنفذي تلك الأعمال الإرهابية ومن يقف وراءهم "على هؤلاء الإرهابيين أن يدركوا أن الشعب التركي بقياداته الواعية لن يسمح لهم بتنفيذ أجندتهم الخبيثة بهدف إحداث فتنة داخلية وزرع الفرقة والشتات داخل المجتمع التركي الواعي ".
وبينت "أن جميع أفراد الشعب التركي مدركون لحقيقة النوايا الخبيثة لهذه الجماعات الإرهابية والداعمين لها، وبالتالي سيعمل بكل قوة لتفويت الفرصة على هؤلاء المتربصين الذين ما فتئوا ومنذ عقود يتحينون الفرص لخلخلة الأمن والاستقرار في تركيا.".
وأشارت الصحيفة القطرية أنه "من المهم أن تدرك الجهات التي تقف خلف هذه العملية الإرهابية أنها لن تمر مرور الكرام بل ستزيد الحكومة التركية والشعب التركي إصراراً للسير في الخطط الموضوعة لمواجهة الإرهاب أيا كان مصدره بالداخل والخارج خاصة إرهاب تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني والمتحالفين معه باعتبار أن هذه العمليات الإرهابية لا تستهدف تركيا فقط وإنما تستهدف كل دول العالم".
وبينت أن "لتركيا الحق الكامل في مواجهتها في أي مكان، وإن رسالتها واضحة وصريحة لكل من يحاول العبث بأمنها واستقرارها أو النيل من نسيجها الاجتماعي واستهداف جيشها أو أمنها بأنها لن تسمح بذلك".
وشددت على أنه "على هذه الفئات الضالة أن تدرك أنها لن تتمكن من إحداث الفوضى وعدم الاستقرار في تركيا من خلال هذه التفجيرات الجبانة التي تستهدف العزل، وإن وعي الشعب التركي سيكون أقوى رادع في مواجهتهم.".
جريدة "الرياض" عبر عددها الورقي ونسختها الإلكترونية قدمت تغطية موسعة للتفجير، وتصدر مانشيت الصحيفة في صفتحها الأولى خبر عن عزاء القيادة السعودية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تحت عنوان : "القيادة تواسي الرئيس التركي في ضحايا ومصابي تفجير أنقرة ".
وفي خبر آخر تحت عنوان "الإرهاب يضرب مجدداً في تركيا.. وأنقرة تتهم «الكردستاني»"، نقلت الجريدة فيه عن مسؤول أمني إن الدلائل الأولية تشير إلى تورط حزب العمال الكردستاني أو جماعة مرتبطة به في الانفجار.
ولفتت الجريدة أن يد الإرهاب في تركيا طالت حتى السعوديين، لافتة إلى إصابة سعوديين في التفجيرين.
كما أبرزت "الرياض" في تغطيتها الموسعة تصريحات الرئيس التركي بعد التفجير، تحت عنوان "أردوغان: تفجير أنقرة لن يثنينا عن مواصلة مكافحة الإرهاب"، وأشارت إلى أن الرئيس التركي تعهد بمواصلة مكافحة المنظمات الإرهابية بحزم.
ونقلت عن أردوغان قوله أردوغان: «تركيا غدت هدفًا للهجمات الإرهابية في السنوات الأخيرة جراء عدم الاستقرار الذي تعاني منه المنطقة وإن المنظمات الإرهابية ومن يستخدمها كأدوات لصالحه، باتوا يلجأون إلى طرق غير أخلاقية في استهداف الأبرياء عقب كل مرة تلحق قواتنا الأمنية الهزيمة بهم".
بدورها أبرزت عدد من الصحف إدانات دولها للتفجير، وجاء الخبر في "الوسط" البحرينية تحت عنوان : "الخارجية تدين التفجير الإرهابي الذي وقع في أنقرة"، وفي جريدة "الشرق" القطرية :"قطر تدين التفجير الإجرامي في أنقرة"، وفي البيان الإماراتية تحت عنوان "دول الخليج تدين التفجير الإرهابي في أنقرة".
وأشارت البيان الإماراتية في تغطيتها أنه "كل من الكويت وقطر والبحرين أدانت التفجير الإرهابي الذي وقع مساء أمس(الأحد) في أنقرة وأسفر عن مقتل وجرح العشرات.".
كما تصدر خبر التفجير صداراة الصفحة الأولى لجريدة "القدس العربي" اللندنية تحت عنوان:"تفجير كبير في قلب العاصمة التركية يوقع عشرات القتلى.. مسؤول أمني يرجّح مسؤولية حزب العمال الكردستاني".
ونقلت "القدس العربي" عن مسؤول أمني إن الدلائل الأولية تشير إلى تورط حزب العمال الكردستاني أو جماعة مرتبطة به في انفجار السيارة الملغومة.
وأعلن وزير الصحة التركي محمد مؤذن أوغلو، صباح اليوم الإثنين، ارتفاع عدد قتلى الانفجار الذي وقع بأنقرة أمس، إلى 35 قتيلًا 30 منهم قضوا في موقع التفجير، إضافة لـ 122 جريحًا 15 منهم في العناية المركزة.